| العالم اليوم
ليس العرب والمسلمون فقط، بل معظم المحللين والمتابعين للجهد الأمريكي في محاربة الارهاب، يؤكدون بأن الانتهازية الاسرائيلية والارهاب الذي يمارسه أرييل شارون سينسف الجهد الأمريكي ويخرب كل الجهود الدولية للانتصار على الارهاب، ففي الوقت الذي استجابت فيه الارادة الدولية لنداء واشنطن بالتكاتف لمحاصرة الارهاب وتجفيف ينابيعه ومعالجة أسبابه يقوم أرييل شارون وأغلبية وزرائه وبدون حياء، باستغلال الانشغال العالمي بهمِّ الارهاب، ليعلن ووزراؤه المتطرفون بأن ثمة فرصة لسحق المقاومة الفلسطينية لتكريس الاحتلال الاسرائيلي من خلال استغلال الظروف الراهنة التي تمسك بتلابيب العالم بأسره.
وعلى الرغم من المناشدات الأمريكية والأوروبية لشارون بالابتعاد عن التصعيد والعودة الى التفاوض واستجابة الرئيس عرفات وقبوله الالتقاء بالوزير شيمون بيريز وإبرامه اتفاق وقف إطلاق النار، بالرغم من كل هذا نرى شارون وقادة جيش الاحتلال الاسرئيلي يخربون كل اتفاق بتعمدهم التصعيد العسكري واستهداف المدنيين في ارهاب متعمد لجيش محترف.
ويلاحظ المتابعون لما يجري في الأراضي الفلسطينية انه ومنذ اعلان الرئيس الفلسطيني وقف اطلاق النار، لم يقتل أي اسرائيلي، في حين تعمد الجنود الاسرائيليون قتل عشرين فلسطينياً جميعهم من المدنيين ومنهم عدد من العمال الذين كانوا متوجهين الى أعمالهم في سيارات أجرة فقتلوا بدم بارد.
وهكذا في الوقت الذي يضمد فيه الفلسطينيون جراحهم ويحاولون ضبط أنفسهم رغم كل المعاناة وما يتعرضون له من حملات ابادة لا يمكن الدفاع عنها من قبل حلفاء اسرائيل، يواصل شارون ووزراؤه استفزازهم ودفعهم دفعا الى القتال لانتزاع حقوقهم، فالفلسطينيون الذي يواجهون الابادة بالقتل اليومي يواجهون حصاراً يستهدف تجويعهم مما جعل نصف السكان الذين يقدر عدد الموجودين منهم في الضفة والقطاع بثلاثة ملايين نسمة يعيشون تحت خط الفقر المقدر بنحو دولارين اثنين يومياً.
هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والاستفزازات اليومية التي تقوم بها سلطات الاحتلال بتوجيه من شارون هو مخطط يتسارع تنفيذه من خلال استغلال بشع لمآسي الآخرين بمن فيهم حلفاء اسرائيل الأمريكيون إذ يعتقد شارون أن انشغال العالم بالهمِّ الأمريكي سيمكنه من تصفية القضية الفلسطينية في حين تُجمع الأغلبية الكبرى من المحللين بمن فيهم الأمريكيون والاسرائيليون بأن تمرد شارون سينسف ويخرب كل الجهود الدولية في محاربة الارهاب.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|