أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd October,2001 العدد:10597الطبعةالاولـي الاربعاء 16 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

للوالدين.. حقوق أم عقوق؟!
أصابني الكسل في الكتابة وثقل القلم في يدي.. وتذكرت سنوات ماضية يسيل القلم من يدي على الورق وأنا أكتب بجريدتي المفضلة «الجزيرة» وتوقفت سنوات لا أعرف سببا لذلك سوى انشغالي التجاري العقاري وهأنذا أعيد الكتابة عبر جريدة «الجزيرة» مشاركة ميدانية لموقف أثر على نفسي أحكيه قلما لاخواني القراء لعل وعسى ان تكون الفائدة عامة ولبعض الأفراد خاصة ففي يوم من الايام زارني صديق حزين فسألته عن سبب حزنه فرد علي قائلا: إنه ابني العاق. غذيته وربيته وعلمته حتى أصبح رجلا بوظيفته المرموقة ثم زوجته وتغيرت الأحوال وانقلبت الموازين رأيته تغير من ابن لي الى ابن لانسابه.. زوجته هي التي تديره هي الآمرة الناهية هي الكل في الكل تقرِّب من تحب وتبعد من لا تريد. أهل زوجته هم المقربون، الهدايا لهم والزيارات معهم والعزائم حسب خواطرهم وعدم ارتباطاتهم وفي السفر زوجته هي الوحيدة التي تسافر معه سواء داخليا او خارجيا ومن البرهان على ذلك سألته يوما عن الكرم والبخل والعطاء فرد علي قائلا:
أنا لا أقصر مع زوجتي واولادي ونفسي بشيء وهذا صحيح اما مع الوالدين فحدث ولا حرج يحاسبهم عن القرش قبل الريال والكرم يظهر أمام انسابه كريما شهما صبورا صاحب الأخلاق الفاضلة والبسمات العريضة لخاله وخالته وأنسابه.
عندما أناقشه عن خطأ ارتكبه يدافع عن زوجته اولا وعن نفسه ثانيا ويبرىء زوجته كبراءة الذئب من دم يوسف. لا يصدق في زوجته الا ما يقال من مديح يقف ضدا لمن يحاسب زوجته او يكرهها من اي فرد من افراد العائلة والوالدين او الاخوان والاخوات وكافة افراد الاسرة يقول الوالد وعيونه تذرف الدموع على خديه رأيت العقوق بعيني رأيت ما رأيت من الجفاء وعدم الوفاء يكتفي بسلام بالاسبوعين مرة مساء الخير يقذفها قذفا تخرج من نفس ثقيلة لا يحب ان أسأله عن اي شيء في خصوصياته زوجته هي التي تعرف كل صغيرة وكبيرة يرفع صوته أمامي، كلمته هي العليا وكلمتي هي السفلى اصبحت آخذ الحذر من مناقشته خوفا على نفسي من السكر والضغط فكم من ليلة سهرتها ألما بسبب كلمة قاسية اطلقها من لسانه ضدي نصحته مرارا وكأن شيئاً لم يكن يريد مني الاستسلام والانقياد لزوجته لتأخذ منا منزلة الوالدين ونصبح نحن الوالدين بلا منزلة يفرض علينا ان نحترم زوجته وان نسمع كلامها فهل هذا من العقل في شيء؟!
المصايب جاءتني من اقرب الناس اليَّ. من ابني العاق اين البر واين الوفاء واين صلة الرحم فللوالدين حقوق ام عقوق ذرفت دموعه وهو يتأوه حزنا مسح دموعه بالمناديل وطلب مني ابياتا شعرية تحكي عن الحسرة والالم في داخله.
اخواني القراء اكتفي بهذا الحديث الذي ذكره الوالد والا هذا جزء من حديث طويل ومن معاملة قاسية تعامل بها الابن وزوجته مع الوالد الذي رأيت في تعامله مع ابنه المعاملة اللطيفة المحاطة بالشفقة والرحمة واكتفي بهذا القدر حتى لا اثير الجروح الغائرة في قلوب كثير من الآباء.
واستجابة لطلب هذا الصديق كتبت القصيدة من الابيات التالية عسى ان تكون عبرة وموعظة للغافلين عن بر آبائهم.


عزاه يا اللي كايد الحزن طاويه
همه تزايد كل ساعه ودقيقه
أسباب وليده اللي ما هوب مرضيه
أشعل بقلبه نار زي الحريقه
يتبع كلام اللي تقوده بياديه
مثل البهيم اللي يجر للعقيقه
أول أفز وأفرح الى جيب طاريه
واليوم نفسي تكرهه ما تطيقه
مالي جدى غير قوله الله يجازيه
ويا حسرتي بوليدي ضيع طريقه
ياللي تسدونني جاء يوم العزاء فيه
واليوم بانت للجميع الحقيقه
البر واضح لي وبانت مواريه
والطيب يزرع بالقلوب الرقيقه
يا اللي تلوموني ترى اللوم مابيه
بيتي بنيته من بيوت عريقه
ما حلله لو حاول اني اراضيه
والجرح ينزف من جروح عميقه
عساه يلافي ما لقيته انافيه
وعساه يطالب بالديون الغريقه

وعندما اسمعته هذه الأبيات زاد بالبكاء وقبل رأسي وقال جزاك الله خيرا لقد أثلجت صدري وعبرت عما بخاطري وكأنني «أنا الذي قائل هذه الأبيات». ان لي عودة وتعليقا حول هذا الموضوع في مرة قادمة ونشر كثير من المواقف العقوقية والتي يجب نبذها في مجتمعنا الاسلامي المستمد من الكتاب والسنة والوقوف معها بشدة ومحاربتها ونسأل الله العلي القدير ان يصلح نياتنا وذرياتنا إنه سميع مجيب.
علي بن عبد الله الحسين - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved