| عزيزتـي الجزيرة
هل جرّبت أن تتكلم بصمت.. وتبكي بعمق.. أي بلا أدنى عبرات أو تنهيدات.. كلام صامت.. حروف تريد أن تغادر موطنها القديم فمك لتفر منه .. ولكن تجد الرادع يأبى عليك فعل ذلك..!!
* * وحين الألم يغدو شتاتاً.. حتى الألم داخلك يكون ضدك.. بأن يتفرَّق داخل نفسك .. نعم الألم نفسه لا يؤلمك لكونه ألماً فقط.. بل لأنه يعني قبل كل شيء الهزيمة.. حينما تتفوّق على النعامة في الخوف.. وتدفن جسمك كله في الرمال لا رأسك فقط.. وتضرب رقماً قياسياً في هزيمة النفس للنفس!! ويبدو الأمر صعباً.. لو هزمك عدوّك .. ولكن يبدو أشد صعوبة لو كان خصمك من نفسك!! نعم خصمك الذي يرفع علم الانتصار فوق أشلائك الممزقة.. ويتلاشى .. ويتلاشى كل أمل.. كل فرح.. كل ابتسامة تعني النصر!! وتبقى علامة النصر دوماً حلماً لم يتم.. ووليداً ناقصاً مشوَّهاً!!
* * يأبى الحزن أن يدع الأمل يقتات داخل نفوسنا.. المعذَّبة.. المنقطعة.. فالألم أقسى وأعتى عندما يغتال الأمل ويتركه صريعاً.. ويستوطن القلوب الضعيفة.. ويلغي إنسانيتها.. ويستعجل داخل النفس .. ويرفض البحث له عن طريق آخر.. وما زال هناك صراع بين الأمل والألم.. فمن المنتصر..؟
قال الشاعر:
كن حليماً إذا بليت بغيظٍ
وصبوراً إذا دهتك مصيبهْ
فالليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل عجيبهْ |
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
محافظة المذنب
|
|
|
|
|