| منوعـات
* كتب الأخ الأستاذ عبدالله أبوالسمح في جريدة عكاظ، قبل أشهر، يدعو إلى إيقاف زراعة النخيل .. وهممت أن أكتب ردا يومئذ، لكني انتظرت حتى سؤال أهل الذكر.. لأن دافع الكاتب العزيز إلى إيقاف زراعة النخيل، كان لتوفير المياه، التي يسقى بها النخل.!
* وسألت بعد انقضاء الصيف، التي ضيّعت اللبن كما تقول العرب، الأخ الأستاذ خالد حمزة غوث، وهو من زرَّاع النخيل في المدينة المباركة، سألته عن سقيا النخل، فقال: إن النخلة في الشتاء، تُسقى كل عشرة أيام، وفي الصيف، كل ثلاثة أيام... وإن كل نخلة تحتاج في كل مرة إلى 200 مائتي لتر.
* وسألت السيد حبيب محمود، والأخ خالد غوث: هل زراعة النخل في ازدياد؟ فقالا نعم، وحمدت الله.
* والأخ الأستاذ عبدالله أبو السمح، حين دعا إلى إيقاف زراعة النخيل، وتشجيع الدولة المزارعين، وذلك بشراء المحصول من التمور، كان يرمي الكاتب إلى توفير المياه الجوفية.. وهو قد ساق ما يفيد جدوى التمور، وقول من لا ينطق عن الهوى: «بيت ليس فيه تمر فأهله جياع». ويعلم الأستاذ أبوالسمح، أن النخلة كلها بركة وعطاء، ثمارها، وجريدها، وسعفها إلخ:.. أي لا يُستغنى عن شيء فيها، ولا يُلقى في القمامة.
* والأخ عبدالله، لم يذق مرارة الجوع والقحط، فهذا البلد، بفضل الله عز وجل، ومنذ العصر الجاهلي، قيّض الله له رزقه، واقرأوا سورة قريش لتقفوا على نعم الله على جيرة البيت ومن حوله.. إطعام من جوع، وأمان من خوف..! وحين جادل المشركون خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، كما تقص علينا الآيات في سورة القصص : «وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا». فيرد عليهم الحق: «أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا».
* إن العالم كما يقال: على كف عفريت، فإذا قامت حروب، وأغلقت سبل البحر والاستيراد، فمن أين يطعم الناس!؟ أليس التمر غذاء؟ والسيدة عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها وعن أبيها الصديق، تقول ما معناه، يمضي الهلال والهلالان ولا توقد في بيوت رسول الله نار.. وطعامنا الأسودان، أي التمر والماء.
* إن مياهنا الجوفية في تناقص لقلة الأمطار، وكذلك ما يؤخذ منها... ومع ذلك، فإن هذه الحال بعلتها لا تمنع من زراعة النخيل، لأنه غذاء، ولأنه احتياطي لتقلبات الأيام، ونحن زراعتنا محدودة، والبر مكلف، لأنه أغلى من المستورد.
* إن الذي بأرضه اكتفاء ذاتي من إنتاجه من الغلال، ويحقق أمنا غذائيا يستطيع التحكم فيما يريد وما يدع، أما إذا كان غير ذلك، فإنه يكيف برمجة حياته من محصوله، ومن استيراده، وفق عون الله وتقديره.
* يا أخي عبدالله: لو حدثتك عن مجاعة الشعوب في الحرب الكونية الثانية، لقلت: زيدوا من زراعة التمور، وازرعوا القمح، وذروه في سنبله وخزنوه للغد المجهول، وفق أحداث اليوم والغد.!
* ولعلك تعلم، أن بعض أصحاب البساتين، يقطعون النخل، وينشئون مكانها كتل المسلح، ولما لاحظت وزارة الزراعة ذلك، حذرت من قطعها، فجنج المتحايلون إلى تعطيش النخيل حتى يموت، ثم يعلنون ذلك، فيسمح لهم بإزالته.
|
|
|
|
|