أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd October,2001 العدد:10597الطبعةالاولـي الاربعاء 16 ,رجب 1422

محليــات

مستعجل
صيدليات للتجارة فقط..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري
** نحن لا نشك أبداً... أن من أبرز أهداف أصحاب الصيدليات التي انتشرت وملأت كل شارع وسكة.. هو الربح المادي وتحقيق عائد جيد.. وهذا بالطبع.. من حقهم ولا غبار عليه..
** وكما يعلم الجميع.. أن الرياض كمثال.. وإلى وقت ليس بعيداً.. كان عدد الصيدليات فيها محدوداً... وكانت الصيدلية إذا وُجدت ... فهي لاتتعدى محلاً مساحته «3*4» أمتار فقط.. ومتي زادت.. وصلت إلى «5*5» وكان الحي الواحد مهما كبر.. لا يوجد فيه سوى صيدلية واحدة.. وتغلق بعد صلاة العشاء مباشرة.
** أما اليوم... فأصبح في الشارع الواحد خمس صيدليات وربما أكثر.. والأغرب من ذلك أيضاً.. أن مساحة الصيدلية لم يعد كما كان سابقاً.. بل أصغر صيدلية تتجاوز مساحتها «10*15» من الامتار... بل إن بعضها.. يحتل مساحة دور كامل لعمارة ضخمة.
** وكانت الصيدليات في السابق.. لا يوجد فيها سوى صيدلي واحد.. بل ربما كان يعمل أحياناً في مكان آخر في مستشفى أو مستوصف إلى جانب الصيدلية.
** أما اليوم... فالصيدلية الواحدة ربما يعمل فيها أكثر من عشرة صيادلة يتناوبون ليل نهار.
** والصيدليات بالأمس.. كانت تغلق بعد العشاء وبدقائق ما عدا الصيدليات المناوبة رسمياً.
** أما اليوم.. فأكثر الصيدليات تداوم «24» ساعة.
** واليوم أيضا.. صار لكل صيدلية فروع وفروع.. وربما وصلت الفروع إلى عشرة فروع في المدينة الواحدة.
** ولم تعد الصيدليات كما السابق.. مجرد بعض الادوية البسيطة القليلة.. والباقي موجود في شارع الوزير فقط.. بل إن الصيدلية تحوي مئات الأدوية ومستحضرات التجميل ومستحضرات أخرى.. وحليباً وألباناً وأغذية وأدوات رياضة وأشكال وأصناف قد لا تخطر على البال.
** هذا كله.. لا اعتراض عليه البتة.. ولا غرابة فيه.. فمن حق هؤلاء أن يكسبوا.. ومن حقهم أن يبيعوا... ومن حقهم أن يتفقوا مع بعض الأطباء ليثقل كاهل المريض بخمسة أو ستة أصناف من الأدوية.. بينما هو لايحتاج ولا إلى حبة أسبرين.
** ومن حقهم.. ومن حقهم.. و«من ورا خشمي وخشمك» ولكن ليس من حقهم أن يرفضوا جلب بعض الأدوية وبيعها.. لأن سعرها زهيد جداً ولا مكسب من ورائه.
** فقبل مدة.. سألت عن دواء وقالوا.. إنه غير موجود.
** وسألت عشرات الصيدليات وقالوا.. لا تبحث عنه أبداً.. واشتره من بلد عربي آخر.. واكتشفت أن السبب في انعدامه من هنا..هو أن سعر العلبة لا يتجاوز «ريال ونصف» وبالتالي... فلا مجال للربح.. وبالتالي.. لا مانع لديهم من أن يموت كل شخص لديه مشكلة في رأسه أو حتى في قلبه.. و«اللّي يموت.. المقبرة قريبة».
** وشخص آخر.. بحث قبل أيام عن دواء آخر في صيدلياتنا وطاف عشرات الصيدليات.. وبعد أن «داخ.. وطاح اللّي في راسه» صار يتصل بالصيدليات هاتفياً حتى وجده في إحدى صيدليات «منفوحة» وعندما سأل صاحب الصيدلية عن سر انعدامه قال.. لا تسأل عنه أبداً.. لأن سعره زهيد جداً.. أو كما يقول العوام «ما وراه عْراشْ».
** سؤال موجّه لوزارة الصحة.. هل من حق الصيدليات رفض بيع علاج ضروري.. لمجرد أنه غير مربح؟!
** وسؤال أخير.. متى ينتهي زمن الْعْراشْ.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved