| الثقافية
بلا محاباة او مجاملة تزرع اقلام كتّاب العربي العدد الصادر حديثاً في سبتمبر 2001م بالحقيقة التي تبعث قلقاً في النفس تارة وتبث الامل تارة اخرى، وفي كلتا الحالتين تعمل جاهدة من اجل تنظيف العيون من الرماد وفتحها على الواقع بأبيضه وأسوده، ساعية دائماً من اجل مواصلة رسالتها التثقيفية الفاعلة والمؤثرة في نفس القارئ العربي أينما كان.هذه السطور تقدم للتساؤل الذي يطرحه حديث الشهر بما فيه من واقعية يداريها البعض ويغمض اعينهم عنها آخرون، فالدكتور سليمان العسكري له مآخذ عديدة على الواقع الثقافي العربي الذي يعاكس في سيرورته التغير والتطور من حولنا حيناً وينصاع حيناً آخر مستسلماً لما تفرضه عليه قوى التخلف المرتعدة من سرعة التطور العالمي. فنهرب من التفاعل الايجابي النقدي مع تحديات عصر العولمة، ثم ينتقد رئيس التحرير الواقع العربي الثقافي والاقتصادي والسياسي الذي يتراجع ويراوح مكانه في افضل الاحوال، ولا يلبث الكاتب ان يطرح افكاراً او آراء يمكنها انقاذ هذا الواقع المرير.
ويتناول موضوعان لكل من الدكتور محمد صالح حسين «لماذا تهتم اسرائيل بالادب العربي» والدكتور سفيان التل «قناة وثلاثة بحار» الاطماع الصهيونية في اختراق المكان والثقافة العربيين من خلال مخططات مدروسة، فيما يكتب عادل شافعي الخطيب عن الانسان العربي والديمقراطية والثقافة في منتدى العربي، وكتب سمير الجمل عن ثقافة الاقلام ضد ثقافة الاقدام، ويرصد خالد عبدالمغني بدايات الفن التشكيلي في الكويت واتجاهاته مبيناً ان هذا الفن التشكيلي بدأ يزدهر خلال السنوات الاخيرة وذلك بعد مضي نصف قرن على بدء مسيرته.
ومن الفن التشكيلي في الكويت الى جدة عروس البحر الاحمر وبوابة ضيوف الرحمن في موسمي الحج والعمرة، نرافق الكاتب لنتغلغل في ماضي جدة العريق ونعايش حاضرها بعد ان نستمتع بمتحف المنحوتات العالمية على شاطئ البحر الاحمر في الهواء الطلق ومن جدة القديمة بقصورها وحواريها ومساجدها وحكاياتها الجميلة يصطحبنا جمال مشاعل الى جدة الحديثة بصناعاتها وتقنياتها وسياحتها، وكما يتمازج القديم والحديث في معالم جدة كذلك هي ثقافتها وفنونها التشكيلية، وقد جعل ذلك التنوع من مدينة جدة فاتنة سعودية تهفو اليها النفوس.
اما في نطاق العلوم فيكتب د. ماجد رأفت عن البدانة ذلك الحمل الثقيل ويتساءل د. عبدالرحمن النمر عن موطن الذاكرة فيما يبعث د. محمد اليافي التفاؤل في نفوس مرضى السكر مبشراً باشكال علاجية ممكنة قادمة، وتوقف د. محمد المخزنجي مع الاسلوب الذي اتبعه الفلسطينينون والبوسنيون للاكتفاء الذاتي بالغذاء في اوقات المحن.
وفي باب الآداب جاءت قصائد كل من محمد ابراهيم ابو سنة «موسيقى الاحام» خالد سعود الزيد «سفر» رفيق المعلوف «انترنيت» وقصة «افغانية» لمرزاق بقطاش، وكتب د. طاهر التونسي عن فيكتور هوجو كأمير للشعر الفرنسي وتوقف د. جابر عصفور مع مندور ومتغيراته النقدية، فيما كتب د. حسن عطية عن تحولات البنية والدلالة في رواية «وقائع موت معلن». وعلى صفحات الفنون كتب محمد صوف عن مغامرة النص في السينما المغربية، ويتلقي وجهاً لوجه الفنانان التشكيليان آدم حنين ويحيى سويلم، فيما ترسو مراكب د. بديع الكسم في مرفأ الذاكرة ليسرد رحلة عمر باح خلالها بمكنونات حياته العلمية والاجتماعي، ويكتب د. محمد حسن عبدالله عن الفنان المسرحي الكويتي الراحل صقر الرشود ورحلته الثرية رغم قصرها مع الفن الجميل.
وفي مسارب التاريخ يصطحبنا د. عادل زيتون ليمتعنا بحديثه عن جان دارك تلك الفتاة المعجزة التي لاتزال رمزاً خالداً، ومن عناء الحياة يروح د. محمد رجب النجار عن نفوسنا بمقتطفات من الشعر الفكاهي.
وفيما يكتب آذار عبداللطيف عن الابوة الفعالة التي تكمن في وفاق الابوين ويكتب وفيق صفوت عن الاب والصحة النفسية لاطفاله طالباً من الآباء عدم اغفال قدرات الطفل وعدم اهماله والتساهل معه دائماً.
|
|
|
|
|