أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd October,2001 العدد:10597الطبعةالاولـي الاربعاء 16 ,رجب 1422

المجتمـع

مكانته اهتزت وهيبته قلَّت عن السابق
الاحتفاء بالمعلم سلوك يجب غرسه وترسيخه كمبدأ في أذهان الأبناء
* المدينة المنورة- مروان قصاص:
يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإنّ الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) (الحج:54) العلم مطلب الحياة ومطلب الشعوب والأمم وهو المحور الرئيسي لكافة الدول وخططها التنموية ويعتبر المعلم المحور الرئيسي في العملية التعليمية ويحظى بتقدير واحترام العالم لدوره البارز في رقي وتطور ونمو الأمم والشعوب وإمعانا في تقدير هذا الفرد البارز في المجتمع الإنساني تم تحديد اليوم الخامس من شهر أكتوبر من كل عام يوما عالميا لتقديره وتذكير العالم بدوره وتعميق مكانته في المعرفة الانسانية، وللمعلم في ثقافتنا العربية والإسلامية مكانة متميزة.
ونحن في المملكة العربية السعودية نواكب العالم في تقدير دور المعلم وقد تبنى معالي وزير المعارف الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد خطة شاملة لهذه المناسبة ووجه كافة المناطق التعليمية للاحتفاء بهذه المناسبة والتي تصادف هذا العام الثامن عشر من شهر رجب الحالي من خلال تنفيذ برامج خاصة لإبراز هذه المناسبة بالشكل اللائق بها، كما أن معاليه يحرص دوما على التواجد في مثل هذه المناسبات ويتابع أوضاع المعلمين ويشاركهم في أفراحهم ويهتم بمناقشة مشاكلهم والتصدي بقوة وحزم لكل محاولة تنال من مكانة المعلم.
وتفاعلا مع هذه المناسبة سنحاول طرح العديد من المحاور حول تكريم المعلم وأهمية دور ومطالب المعلمين والمعلمات وهم يعيشون هذه الاحتفالية السنوية.
من كلمات وزير المعارف
يحرص وزير المعارف على التذكير بمكانة المعلم في العديد من المناسبات ويقول في احدى هذه المناسبات (إن المعلم أيها الزملاء الكرام هو روح العملية التعليمية ولبها وأساسها الأول وركنها الركين. لا نكران لأثر المناهج الجيدة والكتب الجذابة والمباني النموذجية لكن هذه الاشياء وسواها على أهميتها تأتي بعد المعلم المقتدر المتألق الذي يعلم بعقله وقلبه وسلوكه).
إنه تقدير مستحق
من جانبه تحدث مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة الأستاذ/ بهجت بن محمود جنيد عن اليوم العالمي للمعلم وقال بداية أود أن أهنئ كل معلم ومعلمة بهذه المناسبة العالمية التي تعتبر فرصة متاحة لأعضاء المجتمعات البشرية ليعبروا عن أصدق مشاعرهم نحو المعلمين والمربين الذين لهم جميل كبير في أعناقنا كيف لا؟ وهم من لهم الفضل في تعليم وتربية واعداد الاجيال في كافة المجتمعات البشرية لبناء نهضة بلدانهم وقال ان بلادنا منذ عهد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله مرورا ببدء برامج التعليم الحديث على يد أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ووصولا الى هذا العهد الزاهر الميمون حيث منحت بلادنا التعليم جل اهتمامها حتى أصبحت لدينا حركة تعليمية رفيعة تجسدت بانتشار المدارس والمعاهد والجامعات في شتى ربوع الوطن كما حرصت على دعم المعلم باعتباره محوراً رئيسياً في العملية التعليمية انطلاقا من قاعدة ان التعليم المثالي يحتاج إلى معلم ذي كفاءة مثالية ورفيعة، وبلوغ هذا المستوى ليس بالأمر الهين فالمعلم المثالي يحتاج - إضافة إلى المزايا الخلقية، والنفسية، والسلوكية العديدة- إلى تنمية خلفيته العلمية والتربوية والاستفادة من تجارب الآخرين في مجال تخصصه، والاطلاع على كل جديد فيه، كما أن المعلم يحتاج إلى صقل دائم لقدراته لإيصال المعلومات إلى عقول طلابه وأن يكون قدوة حسنة لهم، منوها بأهمية دور العلم في فن التعامل مع الطلاب وكسب ثقتهم حتى يكسب محبة الطلاب ويستطيع أن يصل إلى المستوى المستهدف في العملية التعليمية.
تهنئة صادقة للمعلمين
من جانبه قال الأستاذ/ يوسف بن علي الفقي نائب مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة- اليوم العالمي للمعلم- انه يوم عالمي وتجسيد واضح لتفاعل المجتمعات الإنسانية مع المعلم ودوره البارز في تعليم المجتمع والرقي بسلوكيات أفراده وإعدادهم للمشاركة في بناء أوطانهم ومواكبة المتغيرات العالمية وقال اننا في المملكة العربية السعودية نشارك المجتمع الدولي في الاحتفاء بهذه المناسبة، وقال ان الاحتفاء بالمعلم ودوره هو سلوك دائم يجب غرسه وترسيخه كمبدأ في أذهان الأبناء ولكن احتفالنا بهذه المناسبة هو للتذكير ولتقديم الشكر والتقدير للمعلم وتذكيره بضرورة مواصلته لدوره وتعزيز قدراته وزيادة مساحة تميزه من خلال مضاعفة الجهد ليغرس في نفوس طلابه حب التحصيل والحصاد العلمي، وإذكاء الشوق إليه والتفاني في سبيله، ويغرس في نفوسهم الأخلاق المثالية والقيم النبيلة والمبادئ المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، ويحذرهم من سلبيات الوقوع في براثن الانحرافات الفكرية والدينية وغيرها،
شكراً لهذا التكريم
وتحدث الأستاذ/ مستور الحازمي مدير ثانوية الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة عن هذه المناسبة وقال ان الإنسان يعشق المدح والتقدير خاصة إذا كان يستحقه ومن هنا تبرز فرحة رجال التعليم وهم يعيشون يوما عالميا لتكريم المعلم وقال ان بلادنا تواكب مسيرة العالم وتساهم في هذه المناسبة منوها بأهمية هذا اليوم لتقدير المعلم والمعلمة تقديراً للدور الذي يقومان به وخدماتهما الجليلة للمجتمع وقال الحازمي ان هذه المناسبة تؤكد مكانة المعلم وتقدير المجتمع له كما تؤكد أهمية مهنة التدريس كمهنة إنسانية كريمة وجليلة وأساسية وحيوية في بناء المجتمعات وتأسيس المعارف الإنسانية وتأهيل الأجيال للأدوار المطلوبة منهم في المستقبل،
يوم المعلم يوم للمعلمة
من جانبه يرى مدير عام تعليم البنات بمنطقة المدينة المنورة الأستاذ/ عبدالله بن سعد بن حسين أن الاحتفال بيوم المعلم العالمي مناسبة هامة تعني اهتمام المجتمعات الإنسانية بدور المعلم وقال ان هذا التكريم يشتمل على تكريم المعلمة التي تقوم بنفس دور المعلم في مجال تعليم نصف المجتمع كما أن المرأة بصفة عامة لها دور هام تقوم بدور هام وبارز في العملية التعليمية وقال ان الرئاسة العامة لتعليم البنات وبتوجيهات معالي الرئيس العام الدكتور/ علي المرشد تحرص على تكريم المعلمة وتقدير دورها وفق عاداتنا وتقاليدنا العريقة، وبين الحسين أن المعلمة تساهم في إعداد أمهات المستقبل وهي بالتالي تبني الأسر ولهذا فإن المعلمة والمعلم يقومان بدور هام في بناء وصنع المجتمعات الإنسانية ولهذا فهما محل التقدير والإجلال وإنني أود أن أشكر كافة الأجهزة الحكومية التي تهتم بتكريم المعلم والمعلمة تقديرا لدورهما في المجتمع كما أشكر كبار المسؤولين في بلادنا الذين أعلنوا عن جوائز خاصة بالمعلم والمعلمة مؤكدا أن هذا دافع لبذل المزيد من الجهد من قبل المعلمين والمعلمات في بلادنا الغالية.
مكانة المعلم
في الدين الإسلامي
من جانبه أكد فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة أهمية دور المعلم ومكانته في المجتمع وقال انه جدير بالاحتفاء في هذا اليوم وقال المويلحي ان للمعلم مكانة رفيعة في الدين الإسلامي وفي كافة الديانات الأخرى وقد تم توثيق هذه المكانة على مر التاريخ والعصور وقال ان هذا الدور وتلك المكانة بدت مهزوزة في مجتمعنا وعصرنا الحالي حيث يتعرض المعلم لبعض المشكلات التي لا تكون ظاهرة كمشكلة إلا أنها مهيأة للتصعيد إذا تجاهلناها وقال اننا أصبحنا مطالبين بضرورة بحث أسباب تراجع واهتزاز هذه المكانة وضرورة وأهمية إعادة الأمر إلى وضعه الطبيعي مؤكدا أن اعطاء المعلم مكانته المتميزة مطلب هام خاصة ونحن نحتفل باليوم العالمي للمعلم وهذا الهدف لا يتحقق إلا من خلال المؤسسات التعليمية التي يجب عليها أن تحفظ حقوق المعلم وتدافع عنها وتفرض عقوبات صارمة على الطلاب الذين يقومون بأعمال تهز مكانة المعلم وتصل في بعض الأحيان إلى الضرب.
وتطرق الأستاذ/ سليمان المويس أحد رجال التعليم الأكفاء إلى أننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة لا بد من مناقشة قضية تعرض المعلمين لبعض المحاولات البائسة من بعض الطلاب والتي تصل إلى حد الاعتداء الجسدي وإنني أشكر للمسؤولين حسمهم القوي للتصدي لبعض هذه الحالات وأرجع المويس ضعف رسالة العلم والاستهانة بالمعلم إلى استخفاف الآباء والأمهات بحقوق المعلمين والمعلمات، حينما ينطلق الأبناء والبنات إلى مقاعد الدراسة دون توجيه ولا إرشاد ولا تربية مثالية في المنزل حيث يترك على هواه، يعبث كيف شاء، وقد يصبح من المستهزئين حتى إذا أوذي ابنه وقوِّم على السبيل أقام الدنيا وأقعدها، فانطلق ذلك الأب لكي يسب هذا ويشتم هذا ويستخف بالمعلمين ويهينهم أمام المدرسين، فأي معنوية ننتظرها إذا أهين المعلم أمام إخوانه، وهذا ما يعطي الأبناء مزيدا من الجرأة على المعلمين حتى أصبح كثير من المعلمين لا يستطيعون القيام بكثير من الواجبات والحقوق بسبب تفريط الآباء، كذلك المعلمات أضعن كثيراً من الامانات والواجبات بسبب تدخل الأمهات وكثرة شكوهن من المعلمات هنا وهناك وطالب المويس بضرورة تحمل أولياء الأمور مسؤولية إعادة الهيبة للمعلم التي إذا فقدت خسر العلم وتردى مستوى التحصيل العلمي وهذا نذير خطر كبير يجب العمل من أجل تجاوزه.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved