أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd October,2001 العدد:10597الطبعةالاولـي الاربعاء 16 ,رجب 1422

مقـالات

يا للمأساة.! تفويض الصلاحيات من الأمهات إلى (...)والنتيجة.!
حمد بن عبد الله القاضي
* * هل ما سأطرحه حقيقة أم خيال..!
أجزم حد اليقين أنكم سوف تطرحون هذا السؤال مثلي عندما تقرأون هذه القصة المفجعة التي رواها الكاتب الصديق الأستاذ مبارك بوبشيت نقلاً عن الأستاذ حسن بن حجاب الحازمي.
وهذا ملخص هذه الواقعة المفجعة حقاً كما رواها أ. بوبشيت ثم سوف يكون الحديث والتعليق المر بعدها.
«أحد مدرسي اللغة العربية دخل على طلبته الصغار في حصة التعبير وتحدث عن (الأم) وناقش تلامذته في ذلك حتى اطمأن على استيعابهم الموضوع ثم أملى عليهم رسالة وأعطى كل طالب ظرفاً لرسالة، وعندما سأله الطلبة: إلى من نبعثها يا أستاذ؟ قال: سأقول لكم فيما بعد، ونص الرسالة هو: «إلى الإنسانة التي تحبني وترعاني، وتتعب وتسهر من أجلي، إلى الإنسانة التي تعتني بطعامي وتغسل ثيابي، وتحرص على نظافتي، وتسهر على راحتي، وتربيتي أحسن تربية، وتحبني أكثر من أي إنسان في هذه الدنيا، وتقضي كل وقتها معي إلى ...».
ثم طلب المدرس من كل طالب بعد ذلك ان يملأ الفراغ الذي في النهاية والذي يوضح إهداء الرسالة، وعندما تسلم الأوراق هاله وفجعه ما رأى.
لقد وجد كل طفل وجّه هذه الرسالة إلى اسم «الشغالة» التي في بيته، وجد الأسماء الموجهة إليها هذه الرسائل إلى «سارتيما هيرلينا براندي سقيارتي جيجي .. إلخ بما فيهم ابن هذا المعلم الصغير: «محمد» الذي وجه رسالته إلى خادمتهم الإندونيسية «سوامي».
وأعيد السؤال الذي بدأت به هذا المقال:
هل ما قرأتم سابقاً هو حقيقة أو خيال؟
إنني لغرابة الأمر أجنح وأتمنى أن يكون في ذلك شيء من المبالغة. ولكن كيف يكون فيه شيء من المبالغة، وكثير مما نراه في الواقع أشد غرابة مما نقرأ ونسمع عنه في دنيا الخيال.!
* * *
* * أيتها الأمهات وللإنصاف أقول بعض الأمهات في مجتمعنا العزيز..
أيرضيكن أن تؤجرن رسالة ودور الأمومة إلى غيركن؟
إن هذا الأمر مع كل دمعة كما أشارت إليه هذه الواقعة مع هؤلاء الاطفال إنما هو تأجير للأمومة ورسالتها وحنانها.!
إن هؤلاء الأطفال مع كثير الأسف وفيض الألم لم يقولوا إلا الحقيقة والحقيقة المرة كالعلقم!.
أجل .. إنهم قالوا الحقيقة فعلاً لأنها بادية أمامهم يومياً..!
يا بعض الأمهات.
لِمَ تأتين بهؤلاء الأطفال إذا كنتن لن تقمن برسالتكن نحوهم؟
هل علاقتكن بهم تنتهي بعد ولادتهم وانقطاع الحبل السري المادي الذي يربطكن بهم؟
هل بعد ذلك تنتهي كل حبال العلاقة من تغذية وتربية وحنان وشفقة ورعاية .. إلخ؟
أعيد السؤال المر مرة أخرى والذي رأيته يجثم على قلبي كالجبل كلما حاولتُ التخلص بعد علمي بهذه الواقعة، بل إنه يتحشرج في حلقي كالصاب ويقيم على كبدي كالسم.
هل هذا حقيقة أم خيال؟
هل ترى الدنيا بكل جاهها ووجاهتها وزخرفها أشغلت بعض الأمهات عن أطفالهن إلى هذه الدرجة التي وصلت إلى نفي رسالتهن؟!، وإنكار أمومتهن.
هل سبب هذا الإهمال وكلمة الإهمال أقل من توصيف مثل هذه الواقعة هل هو بسبب انشغال بعض النساء بالوظائف أم هو بسبب انشغالهن بالطلعات والأسواق أم السبب هو اللامبالاة والاتكالية وإعطاء الخادمة صلاحية العناية والرعاية بأطفالهن تماماً كما يتم اعطاؤها صلاحية تنظيف المطبخ وغسل الأواني؟1
* * *
* * آه..!
هل صار الأطفال مثل الأواني في هذا العصر «المعتل الآخر»، المعتل بالإهمال والمعتل بانشغال الامهات وإقفار قلوبهن من الحنان؟
إنها قضية تربوية خطيرة تستحق الطرح والحوار..!
وإنها جرس إنذار أمام الأمهات والآباء والأطفال والمجتمع..!
ترى ماذا سوف تكون نتائج هذا التفويض المؤلم من الأمهات إلى الشغالات.!
* * *
* * ولكي أكون منصفاً فهذا الإهمال والتفويض ليس مقتصراً على الأمهات.. بل ينطبق أيضاً على بعض الآباء ولا أقول كلهم فهم الآخرون يمارسون أكثر صنوف الإهمال والتفويض.. وللسائق عندهم صلاحيات تماماً مثل صلاحية الخادمة.
وبعد..!
ماذا بعد؟
هل تقتصر نتائج هذا الاهمال واللامبالاة من بعض الآباء والأمهات على العقوق فقط أم سوف تؤدي الى انهيار تماسك الاسرة، وسوء تربية نشئها.
أسئلة لا أستطيع أن أجيب عليها
إنني أغرسها «خناجر» على الورق وأخشى أن تكون إجاباتها خناجر تدمي حياتنا ومجتمعاتنا وأسرنا إن لم نتدارك الأمر جميعاً.
وقبل ذلك إن لم تدركنا رحمة الله.!
* * *
* * وزارة العدل
وخطوات موفقة* *
* * وزارة العدل حققت خطوات حضارية موفقة من أجل خدمة المواطنين وتسهيل إجراءات المتعاملين معها ومع فروعها، بل أعانت على توفير جهدهم وحفظ أوقاتهم!.
ولعل آخر خطواتها الموفقة هي «إيجاد هاتف تعاوني» يتصل به أي مراجع من أي مكان ليعرف الإجراءات والأوراق المطلوبة قبل تكبد العناء ومراجعة الوزارة أو فروعها من المحاكم وكتابات العدل!.
إن هذه الخطوة تحسب لهذه الوزارة ولوزيرها النشط معالي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ.!.
إن هذه الخطوة في تقديري أفْيَد وأشمل وأكثر تيسيراً على الناس من خدمات «المواقع على الإنترنت» لسبب مهم ألا وهو أن كل الناس لديهم هواتف، ولكن القلة منهم لديهم خدمة «الإنترنت»..!.
وليست هذه هي الخطوة التطويرية الوحيدة للوزارة فقد رأينا العديد من الخطوات التي لمسنا آثارها في التيسير على الناس.
لقد رأينا تجديد وانتقال بعض المحاكم إلى مبانٍ جديدة لائقة، كما أن إدخال الحاسب الآلي على كثير من المحاكم وكتابات العدل رتّب العمل وضبط الأوراق والصكوك.. كما جاءت خطوة إصدار مجلة الوزارة وهي مجلة علمية رصينة عملاً علمياً مباركاً يفيد منها كل باحث وطالب علم بل إنها تسهم من خلال بحوثها العلمية في توضيح أحكام الله امام الآخرين ومواكبتها للعصر وقضايا الإنسان الحياتية الجديدة.!.
تحية لوزارة العدل ولمعالي وزيرها ومسؤوليها ومزيداً من العطاء.
* * *
* * وما الخوف
إلاّ ما تخوفه الفتى.!
* * أحياناً عندما أقرأ «للمتنبي».!
أحسن أنه عالم نفس.. يغوص إلى أعماق الذات الإنسانية ويحللها ويكشف أسرارها، ثم يقدم هذه «الدراسة التحليلية» في «كبسولة صغيرة» في بيت محدد من الكلمات.!
اقرأوا معي ما قاله المتنبي قبل ألف عام:
«وما الخوف إلاّ ما تخوفه الفتى
وما الأمن إلا ما يراه الفتى أمنا»
ترى.!
كم من الكتب والدراسات والنظريات تفتقت عنها أذهان علماء النفس في مختلف الحالات والأحوال التي نمر بها، ولكن المتنبي في هذا البيت اختصر كثيراً من نظرياتهم في أهم قضية تهم الإنسان:
أمنه وخوفه
سعادته وشقائه
قلقه وطمأنينته

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved