| مقـالات
أما قصيدته بعنوان «حكومة الانتداب» فكأنه يصور واقع حكومة العراق الآن وأحوال العراق.. اسمعه يقول:
هذي حكومتنا وكل شموخها
كذب.. وكل صنيعها متكلف
غشت مظاهرها وموه وجهها
فجميع ما فيها بهارج زيف
وجهان فيها باطن متستر
للأجنبي وظاهر متكشف
والباطن المستور فيه تحكم
والظاهر المكشوف فيه تصلف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها
أما معانيها.. فليست تعرف |
ثم يصور الواقع آنذاك فكأنه يقرنه بواقع اليوم فيقول:
تشكو البلاد سياسة مالية
تجتاح أموال البلاد وتتلف
حكمت مشددة علينا حكمها
أما على الدخلاء فهي تخفف |
وماذا يستطيع الوزير العراقي أن يقول من أجل مصلحة بلاده:
هذي كراسي الوزارة تحتكم
كادت لفرط حيائها تتقصف
أنتم عليها والأجانب فوقكم
كل بسلطته عليكم مشرف
أيعد فخرا للوزير جلوسه
فرحاً على الكرسي وهو مكتف |
ثم يقول بعد ذلك:
الشعب في جزع فلا تستبعدوا
يوماً تثور به الجيوش وتزحف |
لقد صور الشعر العراقي ليس لدى الرصافي فقط ولكن لدى معظم الشعراء البارزين الحالة السيئة التي كان يعيشها العراق على مر العصور ولا شك أنهم سيقولون الشيء الكثير عن الحالة التي يعيشها العراق الآن. ها هو الرصافي يتحدث عن الوزارة العراقية آنذاك وكأنه يصور حال الوزارة الآن:
أهل بغداد أفيقوا
من كرى هذه الغراره
إن ديك الدهر قد با
ض ببغداد وزاره
شأنها شأن عجيب
قصرت عنه العباره
هي للجاهل عز
ولذي العلم حقاره
فكأن الحكم والعدل
بها قط.. وفاره
كم وزير هو كالوزر
على ظهر الوزاره
ووزير ملحق كالذيل
في عجز الحماره |
ثم يستثني بعض العراقيين فيقول:
يا بني الأوطان هبوا
وانفضوا هذي الغراره
إن وجه الحق بادٍ
كسراج في مناره
لا تسل عنه وزير القوم
واسأل مستشاره
فوزير القوم لا يعمل
من غير إشاره |
وللرصافي قصائد كثيرة تحدث فيها عن العرب عامة عن الاستعمار وعن العراق بشكل خاص. يرجع إليها في الديوان.
|
|
|
|
|