رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
زيف الحضارة الغربية تكشفه الممارسات العنصرية ضد المسلمين
جاسر عبدالعزيز الجاسر
زعم الغربيون بأنهم الأكثرتميزاً حضارياً، وأنهم أكثرتقبلاً للآخر، وأنهم ينهجون الأسلوب الديمقراطي في تعاملهم مع الآخرين وأنهم يحترمون الرأي الآخر.
هذا القول ظهر زيفه بصورة جلية بعد الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، فقد شهدت الدول الغربية من استراليا إلى أمريكا العديد من الممارسات العنصرية ضد العرب والمسلمين.. بل وحتى الهنود، لمجرد أن بعضهم يضع العمامة فوق رأسه.. فنتيجة اتهام السلطات الأمريكية منظمات وجهات إسلامية بأنها وراء الهجمات الأخيرة لاشتباهها بوجود أسماء عربية بين ركاب الطائرات التي فجرت برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون وبنسلفانيا.
وتوجيه التحقيقات لتثبيت التهمة ضد العرب والمسلمين، عمت المدن الأمريكية والدول الغربية اعتداءات وهجمات عنصرية ضد كل ما هو عربي ومسلم وتلقى الطلبة المسلمون النصيب الأكبر من هذه الاعتداءات والإهانات، وتحمل الطلبة السعوديون بصفة خاصة النصيب الوافر، لمجرد أن المحققين الأمريكيين ودون أن يتأكدوا نشروا أسماء لسعوديين بين ركاب الطائرات الأربع ثبت وجود أكثرهم في بلادهم هنا في المملكة وآخر يدرس في تونس.. وأن أسماءهم قد حشرت بين قوائم المسافرين أو أن جوازات سفرهم قد سرقت أو لأسباب ستتبين في الأيام القادمة.
هذه الاعتداءات وتلك الاهانات التي يتعرض لها العرب والمسلمون في أمريكا والدول الأوروبية وخصوصاً السعوديين الذين لم يذهبوا إلى أمريكا إلا لطلب العلم أو العلاج، وبالتالي فهم ليسوا عالة على الأمريكيين أو الأوروبيين يزاحمونهم في أعمالهم أو يسعون لطلب المعيشة في بلدانهم وإنما هم هناك يرفدون اقتصادهم وينعشون أعمالهم فيكون جزاؤهم أن يصيروا أهدافاً لاعتداءات عنصرية تظهر زيف الحضارة الغربية، كما تظهر العمق العنصري والفاشي الذي يكمن في عقول الغربيين والذي لا يمكن إلا أن يظهر أو يعبر عنه صاحبه سواء تمثل ذلك في الأعمال الغوغائية التي ارتكبت ضد العرب والمسلمين في المدن الغربية أو في أقوال الزعماء والساسة الغربيين وأقوال رئيس الحكومة الإيطالية إحدى الدول التي لا يمكن نكرانها.
هذه الأعمال بمقارنتها بالذي حصل في البلدان العربية تكشف زيف التحضر الغربي الذي يتبجحون بالكلام عنه فيما تؤكد الأحداث السابقة سمو أخلاق العرب والمسلمين وخصوصا السعوديين ويكفي ان نشير الى ما حصل من غربيين: بريطانيين وبلجيكيين وكنديين من أعمال إرهابية اعترفوا بارتكابها ومع هذا لم يتعرض مواطنوهم الذين يعملون في المملكة لأي إساءة، بل ولا حتى لمجرد ملاحظات، مما يؤكد التميز الأخلاقي بين العرب والمسلمين.. والمدّعين الغربيين.
يبقى تنويه لابد من الإشارة إليه وهو تأكيد الأمير نايف بن عبدالعزيز (بأن المملكة لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يعامل أبناؤها معاملة لا تليق بهم. فأبناء المملكة لم يكونوا في تلك البلاد أبداً من أجل طلب الرزق، ففي بلادهم كل الخير ولكنهم ذهبوا إلى هناك إما للدراسة وأما للعلاج وإما لأن أحدهم رجل أعمال أو سائح وإذا كانت وردت أسماء سعوديين فإنه لم يثبت حتى الآن حسب علمنا أي شيء ضدهم وقد يثبت ولكن لا يجب أن يعامل شعب أمة بسبب خطأ ارتكبه أفراد، لذلك وانطلاقا من المبادئ التي تؤمن بها تلك الشعوب وهي احترام الإنسان، فإننا نطالب بقوة باحترام الإنسان السعودي في أي مكان ومثلما كان على الدوام.
هذا التأكيد والموقف الحازم من الأمير نايف بن عبدالعزيز.. هو تجديد لحرص واهتمام القيادة السعودية بأبنائهم السعوديين في أي مكان وموقع ولا يمكن أن يتجاوزوا ما يتعرضون له من الازعاجات والاهانات لمجرد الاشتباه بأفراد لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين ومثلما نعامل الآخرين باحترام فعلى الآخرين أن يعاملونا باحترام مماثل.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved