| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية:
بناء على مقال الأستاذ عبدالعزيز بن حمد الفايز في جريدتكم الغراء يوم الثلاثاء 8/7/1422ه والمنشور تحت عنوان (المعلم والمرشد الطلابي وسباق الأنا) أقول بناء على قراءة المقال والذي لم ينصف فيه الكاتب عمل المرشد الطلابي بل همّش عمله في مجرد حمل الأوراق والتجوّل بين أروقة المبنى المدرسي،.
وأنا بصفتي مرشداً طلابياً أقول إن عمل المرشد الطلابي الحقيقي ليس في حمل الأوراق والتجول بين أروقة المبنى المدرسي وإنما في سبر غور هذا العالم المدرسي الممتلئ بالمشاكل الطلابية التي قد تنوء بحملها بعض المعلمين الذين يرون سهولة وهامشية عمل المرشد والذين قد يشتكون من طالب واحد أو طالبين وربما أثر ذلك على نفسياتهم وعلى قدراتهم في توصيل المعلومات للطلاب فما بالك بالمرشد الذي قد يحوّل عليه في اليوم الواحد ما قد يتجاوز عدد طلاب فصل ذلك المعلم، ومع ذلك فهو لا يشتكي أو يتذمر إلا من قصور دور بعض المعلمين في تنفيذ واجباتهم الإرشادية، فالمعلم ليس مُلقناً للدرس فقط وإنما معلم للمادة وموجه ومرشد.
ومن خلال ذلك أقول للكاتب وغيره ممن قد يرون أن عمل المرشد فقط فيما أشار إليه في مقاله فإن ذلك فهم خاطئ لعمل المرشد ودوره الحيوي والذي عيّن من أجله، فأنا لا أريد الخوض في مهام المرشد لأنها كثيرة وقد تحتاج إلى مقال منفصل لو أردنا ذكر بعضها دون تفصيل والذي قد يفنِّد الدور المحدود المشار إليه في المقال وإنما المرشد الطلابي المستشعر بدوره التربوي فإنه لن يقوم فقط بالدور السابق المشار إليه في مقالة الكاتب، ولكن الحقيقة أنك يمكن أن ترى المرشد الطلابي يقابل الطالب الفلاني أو مجموعة من الطلاب لديهم مشاكل دراسية ويحاول أن يتعرّف على تلك المشكلات ويضع الحلول المناسبة لها بالتعاون مع الطالب وأسرته والمعلمين،.
وتراه تارة أخرى يقابل ولي أمر الطالب الفلاني لمتابعة ومناقشة مشكلة معينة يعاني منها ابنه وكذلك تراه أيضا يقوم بجولات ميدانية على الفصول الدراسية لتلمس مشاكل الطلاب وحاجاتهم ومدى تقدم أو تأخر أحدهم دراسياً أو نفسياً، وتراه أيضاً يقف مع المعلم الفلاني يسأله عن مستوى طالب أو يحثه على التركيز على طالب معين وغيرها وغيرها كثير، فوالله لو قام المرشد بكل ذلك ورعى الأمانة الملقاة على عاتقه فإنها مهمة عظيمة لا يمكن أن يقوم بها الإنسان إلا إذا استشعر الأجر والثواب من الله.
فكيف يمكن بعد ذلك كله أن يُتهم المرشد بالتقصير حتى لو ظهر ذلك من البعض فإن ذلك لا يُعم الجميع لأن التقصير وارد من بعض المرشدين الذين يرون أن عمل المرشد مريح أكثر من غيره، وقد سمعت أن بعض المعلمين الذين جربوا عمل المرشد وعملوا فعلاً في هذا المجال أنصفوا ذلك الشخص الذي يتهم من الجميع ولا يجد من ينصفه إلا الله سبحانه وتعالى، والله يحفظكم.
سامي بن عبدالمحسن العصيمي
المرشد الطلابي
|
|
|
|
|