|
| الاقتصادية
في ذكرى التوحيد تلوح في الذاكرة أحاديث والدي ـ رحمه الله ـ عن ما كان في الجزيرة العربية ومنطقة نجد بالذات من فقر وقلة حيلة وجوع وشظف عيش. فقد كانت الحالة الاقتصادية بالذات سيئة ولاتكاد تصل حتى لمستوى الفقر إلا من رحم الله وكان الحديث يمتد لمن هاجر وترك دياره في نجد للعديد من الدول المجاورة فمنهم من هاجر الى مكة والمدينة ومنهم تجاوز ذلك الى الكويت والعراق وبلاد الشام وهكذا طلبا للرزق، ومع بدايات ظهور النفط في عام 1930 في المملكة بدأت هذه العوائل بالعودة، فقد بات الوضع باختلاف كلي حتى وإن كان الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ذلك البطل المتميز لا يملك تلك المالية وليس لديه موارد مالية ضخمة ومع ذلك فقد كان معطاء كريما سخي السجايا بالرغم من قلة المال.. وكان إيمانه ـ رحمه الله ـ عميقاً بأن الإيمان هو أساس الغنى، فانطلقت الحركة الاقتصادية على قواعد راسخة بينما كانت العاصمة الرياض تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء ولا يدخل لها أحد إلا مع تباشير الصباح وتلك الحركة الاقتصادية بداخل أسواقها وكانت تشمل اللحوم والتمر وحتى الأعشاب البحرية (نقلا من كتاب الرحلة اليابانية في الجزيرة العربية) إلا أن بوادر النهضة تلوح في الأفق الواسع بانطلاق قوة اقتصادية على المستوى العالمي، قوة تشمل التجارة والصناعة والزراعة والثقافة أساسها الإيمان ومنتهاها رضى الله سبحانه وتعالى، وقد تحقق الحلم فانسابت الأودية وانداحت الفيافي وعجت الأسواق ودارت عجلة المصانع وتصافحت الشواطئ بالجبال وعصفت رياح التنمية الشاملة شتى مناحي الحياة وأصبحت المملكة تتمتع باستقرار سياسي واقتصادي متميز، وبقيت تلك الذكريات خالدة وضاءة تنير عهد الرخاء والاطمئنان عهد الفهد الزاخر فهنيئاً لنا هذا الصرح الشامخ ومنّا الوفاء والولاء والطاعة «...لئن شكرتم لأزيدنكم» وبالشكر تدوم النعم.. فالحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد.
shksa@yahoo.com
|
|
|
|
|
