رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd October,2001 العدد:10596الطبعةالاولـي الثلاثاء 15 ,رجب 1422

المجتمـع

مهددة بالمخاطر والأضرار الصحية
أحياء جنوب جدة تعاني من تدني الخدمات وكثرة المستنقعات
تحقيق على السهلى - مكتب جدة
يعيش سكان أحياء جنوب جدة معاناة مستمرة تتمثل في غياب مشروع الصرف الصحي الذي أدى الى تدنٍ كبير بمستوى نظافة تلك الأحياء لا سيما أحياء غليل والكويت والقريات حيث يخشى هذا التدني ان يطال الجانب الصحي للسكان حيث اضطروا لاستخدام أساليب بدائية وضارة وخطرة في محاولة منهم للتغلب على هذه المشكلة التي يبقى حلها الجذري في أروقة مصلحة المياه والصرف الصحي وأمانة مدينة جدة.
ولم تبق لسكان هذه الأحياء سوى الوعود التي طال انتظارها والاستعانة بعمالة غير مؤهلة استغلت أوضاع هذه الأحياء هذا ما عبر عنه عدد من سكان تلك الأحياء وذلك من خلال الأسطر التالية:
الخوف على الصحة
في البدء التقينا العم أحمد يحيى محرق الذي عانى ويعاني الأمرين من هذه المشكلة فهو كما ذكر لنا من سكان حي القريات وقبلها كان يسكن في غليل ومن المعروف سلفا أن أغلبية ساكني هذين الحيين بالإضافة الى حي الكويت بجنوب جدة يرتضون السكن فيها تملكا أو إيجارا لانخفاض قيمة الشراء ومحدودية إيجارات المنازل في هذه الأحياء الشعبية التي لا ترقى فيها الخدمات الى المستويات الخدماتية العالية والمرموقة التي تتمتع بها أحياء شمال جدة وبعض أحياء الوسط في المحافظة فمستوى النظافة في الشوارع والمطاعم والبوفيات والأماكن العامة في جنوب جدة يعتبر متدنٍ جدا ويقف قليلا العم أحمد ثم يشير الى إحدى حاويات البلدية ويقول باسما "انظر وتمعن وصور واكتب الصندوق يكاد أن ينطق ويصرخ ليستنجد بمن يرحمه من أحماله".
(من الواضح أن سيارة وعمال النظافة لم يمروا على هذا الصندوق منذ يومين)
نبهنا العم أحمد محرق للعودة لموضوعنا الأساسي عن (الصرف الصحي) فقال ساخراً (هذا يوصل لذاك) ثم أردف يا سيدي نحن نعيش على هذه الحال منذ زمن وما زلنا ننتظر تنفيذ وعود الأمانة والبلديات ومصلحة المياه والصرف الصحي والمشروع الحلم المتمثل في شبكة الصرف الصحي التي إن نفذت سوف ترفع عنا هذا البؤس والشقاء الذي نعيشه وتحمي صحتنا فالله وحده يعلم يا بني كيف أننا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على أبنائنا فالخطر يحدق بهم من كل جهة وصوب والبيئة هنا تشكل أرضية خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض فالنظافة كما أسلفت معدومة والاهتمام من الجهات المسؤولة غير موجود وما يزيد الطينة بلة هذا الخطر القادم والمكشوف المتمثل في عمليات الشفط غير النظامي والعشوائي والبدائي لمخلفات الصرف الصحي وزد عليها أن بعض أصحاب البيوت يترك البيارة القديمة وقد امتلأت فيغطيها أو يسد جميع الفتحات الموجودة بها كليا ويقوم بحفر غيرها مما يجعل من تلك القديمة أشبه بالقنبلة الموقوتة التي من الممكن ان تنفجر في أي لحظة.
وقال السيد طاهر درويش: إن ما ترونه لا يحتاج الى سؤال فالجواب واضح ومرئي وحاجتنا كبشر "لدورات المياه" سواء لقضاء الحاجة أو لغسيل الملابس وخلافه لا تختلف عن بقية البشر ولأهمية وجود مكان أو أمكنة لتصريف المخلفات ليس بإمكاننا إيجادها إلا بهذه الطريقة لذلك قمنا وغيرنا بحفر هذه الحفر وبهذا الشكل ونضطر في حالة امتلائها للجوء الى هؤلاء العمال لشفطها..
قلت للأخ درويش لكن إمكاناتهم بسيطة بل معدومة وأساليبهم غير سليمة!!
قال لكنهم هم الموجودون بل هم الحل الوحيد أمامنا..
قلت: إنهم يساعدون على انتشار الأمراض بتركهم هذه المخلفات وبترك بعض الحفر مفتوحة قد يسقط فيها الأطفال.
قال: لا لا بالنسبة للمخلفات وما يسقط من (الوايتات) أثناء الشفط أو تحريكها ينشف مع الوقت أما تركها مفتوحة فنحن حذرين ولا نسمح للأطفال بالاقتراب منها حتى "تتهوى" لمدة ساعة أو ساعتين ثم نغطيها بالأخشاب والطوب والكراتين ولو قفلناها بالأسمنت فذلك يضطرنا الى تكسير الأسمنت في كل مرة نحتاج الى عملية الشفط وقد علق أحد الشباب واسمه حسين إبراهيم بقوله "اللي له عينين ما يوقع في كمين" سألته كيف؟
قال: ابن آدم لا يمكن ان يقع في حفرة أو شرك طالما هو سليم النظر ويعرف مدى خطورة ذلك..
قاطعته: لكن الأطفال الصغار لا يعرفون الخطر!!
قال: يا سيدي على الآباء والأمهات التنبيه على أطفالهم بعدم الخروج أو اللعب خارج المنزل لأن وضعنا هذا من يوم وعينا على الدنيا وهو هو لم ولن يتغير فالبلدية على علم بما يجري هنا ومصلحة الصرف الصحي أيضا تعلم ذلك جيدا ومن سنين والوعود بإنشاء الشبكة تتجدد والتنفيذ يتجمد وهذا قدرنا وعلينا أن نتحمل تبعاته ونرضى بما كتب الله ولن نشتكي لأي جهة بعد أن اشتكينا للجميع دون أن يستمع لشكاوينا أحد فما علينا الآن سوى الاعتماد على إمكانياتنا وعلى أنفسنا حتى يبت في أمرنا وتحل هذه المعضلة.
من الجولة:
ـ عندما اقتربنا من مكان وجود العمال "المخالفين" تجمعوا على السيارة كل يعرض خدماته وبعضهم فتح الباب الخلفي وركب ظنا منهم أننا زبائن وعند مشاهدتهم للكاميرا هربوا مفزوعين.
ـ أحد سائقي الوايتات وقف بثقة وتحدث معنا دون خوف لأنه حسب قوله مقيم نظامي ويتسلم شهريا 1500 ريال لقاء قيادته لوايت الشفط أما العمال حسب قوله ليس له دعوة بهم سواء مقيمين أو مخالفين فهو "عبد مأمور".
ـ عرفنا أنه يتم حفر ما يسمى بـ"البئر" حتى يصل الحفر الى مستوى تخرج معه المياه الجوفية ومن ثم تغطى ولا يستعين صاحبها بالشفط لأن المخلفات تتحلل مع المياه الجوفية.
ـ رفض أكثر المواطنين التصريح عن الوضع خوفاً من عدم تعامل أصحاب الوايتات أو العمال معهم مستقبلا على حد ظنهم.
ـ بعض أو أغلب الحفر تترك بعد امتلائها حتى تطفح وتسيل في الشارع وبجانب المنازل حتى تنبت في مستنقعاتها بعض النباتات والأعشاب.
ـ أحد المارة ذكر أنه ليس من سكان الحي لكن له أقارب فيه يضطر أحيانا لزيارتهم وقد وقع بسيارته في واحدة من هذه الحفريات وكلفته ألف ريال لإصلاحها.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved