| مقـالات
الإسلام هو الدين الوحيد الذي عصم دم الإنسان.. وماله.. وعرضه إلا بحق.. والآيات الكريمة.. والأحاديث الشريفة تؤكد كل ذلك بما لا يدع ذرة للشك تتسلل إلى النفس من بينها قوله تعالى: من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حديث يدعم الحقيقة التي يعرفها المسلمون.. ويدركها غيرهم.. وإن كان يتجاهلها بعض هؤلاء.. وأولئك لتبرير مواقف.. وأعمال تنسجم مع أهدافهم غير المشروعة.. وهي حالة تجد تفهماً بشكل او بآخر عند البعض رغم الفوارق الدينية والفكرية والثقافية.. فإن الحالة الثانية لا تجد .. ولن تجد إلا الشجب والاستنكار.. وإثارة روح العداء... والكراهية في نفوس الناس ضد الإسلام والمسلمين كردود الأفعال على أحداث التفجيرات الأخيرة التي استهدفت رموزاً اقتصادية وأمنية في الولايات المتحدة الأمريكية.. وتعرض العرب والمسلمون للاعتداءات الجسدية.. وجرائم الكراهية والتحقير العرقي التي لم يسلم منها الأطفال والنساء ووصلت إلى حد الاغتصاب والقتل.. وحرق المساجد.. والممتلكات.. والفصل من العمل.. وألوان أخرى من التمييز والتعصب الأعمى.. وقد بلغت حوادث الاعتداء 625 حادثاً منذ الهجمات الأخيرة وفقاً لتصريح منظمة كير والسؤال هل يبرر الإسلام سقوط هؤلاء الضحايا الأبرياء من الجانبين؟
* وإذا سلمنا بموقف الإسلام من الأعمال الإرهابية.. أليس علينا أن نتفهم أيضاً موقفه من وسائل تنفيذ هذه الأعمال بحجة الدفاع عن الإسلام وحقوق المسلمين؟ إن أبرز هذه الوسائل تمويل الإرهاب بزراعة وترويج الأفيون حتى بلغ ما مجموعه 80% من الإنتاج العالمي من افغانستان وحدها باعترافهم يباع في جميع أنحاء العالم.. هل هذه وسيلة يبيحها الإسلام؟
* هل من تعاليم الإسلام السمح التغرير بشباب في ربيع العمر والحياة باستغلال الفطرة السليمة.. وانتمائهم وولائهم للإسلام.. يغادرون بلادهم ويهجرون أسرهم وزوجاتهم وأطفالاً في أمس الحاجة لهم.. أو يقاطعون دراساتهم العليا في الجامعات.. ودفعهم تالياً إلى"القيام بعمليات إجرامية تروع الآمنين والأبرياء وتخالف كل شرع وعقيدة.. وتنشر الذعر والدمار في العالم مما أدى إلى الإساءة للإسلام وتشويه سمعة المسلمين.. ورفض تسليم المجرمين للعدالة كما جاء في بيان حكومة المملكة العربية السعودية عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام طالبان.
وعندما تستغل نزعة الخير المتأصلة في نفوس المسلمين بطلب التبرع بالمال عيناً أو نقداً لتنفيذ مشاريع خيرية وهمية.. أو تمويل منظمات إغاثة إسلامية تحت مسميات زائفة لا تلبث أن تأخذ طريقها إلى شبكات إرهابية "لو جستية" زرعت في أكثر من 50 دولة.. يقفز إلى الأذهان سؤال: هل تمتُّ هذه الأعمال إلى الإسلام بصلة؟
* وعندما يضطر أبناء المسلمين إلى مقاطعة دراساتهم وتخصصاتهم العليا في الجامعات الأمريكية والأوروبية والعودة مرغمين.. إلى بلادهم تحت وطأة التهديد والوعيد والضغوط النفسية الهائلة كنتيجة طبيعية لممارسات إرهابية خطط لها ونفذها من يدّعون الإسلام.،. أتساءل : هل هذا من الإسلام في شيء؟
* هل تعميق روح الكراهية.. واستعداء الشعوب والحكومات على الإسلام.. والمسلمين لدرجة تحدث صراعاً.. وصداماً بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية كما يروج بعض المفكرين في الغرب وهو ما حذر منه مفكر فرنسي شهير هو "جان هانييل" رئيس تحرير مجلة" نوفيل اوبزرفاتور" الفرنسية وغيره.. وهذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي فيما اعتبر "زلة لسان" عندما ذكر عبارة "حرب صليبية" .. وهو ما يعنيه أيضاً الأسم الحركي للحرب القادمة "العدالة المطلقة" الذي تم التراجع عنه.. وبين الدول الإسلامية ودول الغرب كما هو معروف مصالح متشابكة.. المسلمون هم الأكثر استفادة منها.. هل هذا أمر يرتضيه الإسلام؟
* وعندما يتيح الإرهابيون الفرصة تلو الأخرى لشذاذ الآفاق من عصابات بني صهيون للتمادي في الاعتداء على مقدساتنا.. وأهلنا نساءً.. ورجالاً.. وأطفالاً.. وممتلكات وتمارس إرهاب دولة في فلسطين باستخدام أبشع أسلحة التدمير والعنف الأرضية.. والجوية بحجة مكافحة "الإرهاب" بينما ما يقوم به الفلسطينيون دفاع مشروع عن النفس، حركة تحرير وطني لا علاقة لها بالإرهاب.. والإرهابيين،.. هل هذا يتسق أو يتفق مع روح الإسلام؟
* وعندما يوقف مغتربون عرب ومسلمون أبرياء بلغ عددهم 352.. وقد يتجاوزه يعيش معظمهم على الكفاف.. من اليد إلى الفم.. ويتعرضون لأقسى أنواع الضغط النفسي والتحقيق تثبت بعدها براءتهم.. هل ورد في الإسلام ما يقرُّ أي تصرف يقود البريء إلى هذا الوضع المأساوي؟
* إن البعد الديني فرض نفسه بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر ومن هنا حريٌّ بكل مسلم أن يبني قناعاته على.. "المحجة البيضاء.. ليلها كنهارها لا يزوغ عنها إلا هالك"لأن الإسلام بكل بساطة واحد لا اثنان.
algnaieer@yahoo.com
|
|
|
|
|