| الطبية
الضيق في التنفس أحد أهم الأعراض التي يشتكي منها بعض الأشخاص ويستدعي عادة تقييماً كاملاً للمريض لمعرفة سببه ومن ثم التعامل معه. ويختلف وصف ضيق التنفس من شخص إلى آخر فالبعض يدعوه كتمة في التنفس أو عدم القدرة على أخذ نفس عميق أو شحنة أو ألماً في الصدر. لذلك تكون الخطوة الأولى عند تقييم أي حالة أخذ الوصف الدقيق لضيق التنفس ووقت حدوثه ومدته والعوامل التي تزيده أو تهدئه وأية أعراض أخرى.
أسباب ضيق التنفس:
أسباب ضيق التنفس عديدة وأهمها:
1- أمراض الجهاز التنفسي:
العديد من الأمراض الصدرية تسبب ضيق التنفس وأهمها الربو والذي يصحب عادة بسعال وصفير في الصدر وأمراض الانسداد الرئوي المزمن المختلفة تتحد في أن ضيق التنفس أحد أهم أعراضها ولكنها تختلف في العديد من العلامات المرضية. وأمراض الصدر الأخرى المسببة لضيق التنفس تشمل التليف الرئوي والجلطات الرئوية.
تقييم هذه الحالات يلزمه عمل أشعة الصدر ووظائف الجهاز التنفسي وغازات الدم لقياس نسبة الأوكسجين. هذه الفحوصات تحدد المسبب في أغلب الحالات إلا أن القليل منها يلزمه عمل فحوصات متقدمة مثل الأشعة المقطعية ووظائف التنفس عند أداء المجهود.
2- أمراض القلب:
أمراض القلب سبب آخر رئيسي لضيق التنفس فهبوط القلب يؤدي إلى ضيق التنفس عند أداء المجهود ويختفي عند الخلود للراحة، والحالات المتقدمة يكون لديها ضيق في التنفس عند الاستلقاء أو أثناء النوم وتتحسن عند الجلوس. إذا كان المسبب أمراض الشرايين التاجية فإنه في الغالب تصحب بأعراض أخرى مثل ألم في الصدر وعدم انتظام في دقات القلب.
إضافة إلى الفحص السريري فإن عمل تخطيط للقلب يبين ما اذا كان لدى المريض أمراض في شرايين القلب أو هبوط في القلب أو عدم انتظام في دقاته. الأشعة فوق الصوتية الخاصة بالقلب تبين قدرته على ضخ كمية كافية من الدم. هناك العديد من الفحوصات الخاصة بأمراض القلب التي يتم عملها بعد الاطلاع على الفحوصات المبدئية مثل تخطيط القلب عند أداء المجهود أو تسجيل دقات القلب على مدى 24 ساعة أو قسطرة القلب.
3- أمراض أخرى:
عند استبعاد أي أسباب متعلقة بالقلب أو الرئتين ينبغي عمل تقييم شامل للجسم للبحث عن أي سبب مثل فقر الدم والذي ينتج عن نقص في كريات الدم الحمراء وبالتالي نقص الأوكسجين. أمراض الكلى المزمنة أو الكبد المتقدمة تؤثر على مجهود الشخص المصاب وتؤدي إلى ضيق في التنفس. يتم عمل الفحوصات الخاصة بكل حالة حسب ما يظهره الفحص السريري.
4- نقص اللياقة البدنية:
عند استبعاد أي أسباب عضوية ويتبين أن الشخص المعني لا يمارس الرياضة بشكل منتظم وطبيعة حياته ونظامه اليومي لا يستدعيان بذل أي مجهود ملحوظ فإن نقص اللياقة البدنية يكون سبباً رئيسياً لهذه المشكلة وينصح الشخص المعني بأداء التمارين الرياضية بشكل مستمر لزيادة المخزون اللياقي وخصوصاً المشي والهرولة والسباحة وسيلاحظ المريض ان لياقته تزداد تدريجياً، وأن ضيق التنفس يتلاشى مع مرور الوقت.
5- أسباب نفسية:
في بعض الأحيان تبقى نسبة بسيطة من المرض لا يتم الوصول فيها إلى سبب عضوي لضيق التنفس ولا يستطيع المريض ان يؤدي المجهود المعتاد بدون شكوى عندئذ تدعى الحالة كضيق في التنفس بسبب دواع نفسية وتستدعي حالة المريض تقييماً من قبل طبيب نفساني متخصص.
وفي الختام لابد من ذكر أن التعود على التمارين الرياضية للمحافظة على اللياقة يجنب احتمالية حصول الكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع الكولسترول وكذلك يزيد من لياقة الشخص المعني.
د. محمد سعد المعمري
استشاري الأمراض الباطنية والصدرية
|
|
|
|
|