رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st October,2001 العدد:10595الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

من خلالها يمكن تقييم القدرات
ضرورة زيادة الاهتمام بمادة التعبير
عزيزتي الجزيرة.. يعتمد التعليم لدينا في هذا الوطن المبارك على ركائز كبرى واسس عظمى تعتبر من الدعائم والاركان المهمة التي من خلالها يتم الحصول على افضل النتائج وأسمى المطالب ذلكم هو الاهتمام الاكبر بتدريس المواد الشرعية والعلوم العربية واللتين سينتج عنهما اعداد جيل واع وعلى قدر كبير من التأدب بآداب الاسلام الجمة والتحلي باخلاقه الفاضلة.. مع التمسك الوثيق والاعتماد الاكبر على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير قدماً لكل ما فيه صلاح الامة ورفعة الدين وخدمة الاسلام والمسلمين.
كما ان ذلك الاهتمام الواضح بتدريس اللغة العربية بشتى فنونها وادابها هو بلا شك اكتناف امثل لأبنائنا من الخروج عن لغتنا الخالدة لغة القرآن الكريم وحفظ لألسنهم من مخلفات العجم والالفاظ الغريبة وتنمية شرف الانتماء لهذه اللغة والانتساب لها بل واكسابهم المهارات اللغوية والعبارات الادبية والتي بها يكونون قادرين على ابداء مشاعرهم وابراز مواهبهم الدفينة وتفجير ابداعاتهم الكامنة في نفوسهم سواء في التحدث او الكتابة.لذا فمن الواجب على المربين من المعلمين والمعلمات التركيز وبشكل اساسي على كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه.. علماً وتعليماً وعملاً وتطبيقاً في المنهج والسلوك.
واني على يقين تام وقناعة اكيدة ان حصول ذلك سيكون سبباً في تقويم اللسان وبراعة النطق.. وتقويماً للسلوك قبل كل شيء. وبما ان التربية والتعليم لا تقوم على طرف دون آخر لذا فان دروس اللغة والعلوم العربية تضطلع بنفس الواجبات الآنف ذكرها اذ ان التنازع بينهما من ترسيخ العلم وتثبيت المعرفة. وبحمد الله فان دولتنا الرشيدة وفرت الامكانات وجندت الطاقات لتحقيق الامال المرجوة كل ذلك في اجواء تربوية وبيئة مدرسية قلَّ ان يوجد لها مثيل فنجد بين اروقتها وفي جنباتها كل مقومات التعليم الناجح والتربية المثلى.. بيد ان تحقيق ذلك والحصول عليه يشترك في تحمل أعبائه وادراك مهامه اطراف عدة ابرزها اهتمام المعلم.. وحرص الطالب.. فالمعلم تقع عليه المسؤولية الكبرى والامانة العظمى في محاولة الوصول لابعد نقطة نجاح في هذا الصدد من خلال اخراج المادة بأفضل صورها وابهى حللها من حيث التمكن من المادة العلمية وايصالها لاذهان المتلقين بطريقة محكمة ومتقنة في نفس الوقت مع استخدام افضل الطرق والوسائل المساندة لها كي يعشقها الطلاب وتتمكن في نفوسهم.
اما الطالب فلا يعني ان يكون في منأى عن الحديث وخارجاً عن دائرة الحدث. فالطالب هو محور العملية التربوية.. وعماد امرها وهو المعني في ذلك كله فاذا اهمل الحقوق واخل بالواجبات حتى «اعرض ونأى بجانبه» عندها ستخور القوى ويقل العزم وتدب في اجساد المعلمين وذوي التربية خلايا الكسل ومحبطات العمل والتي ربما وأدت الابداع وقتلت التميز حتى اصبح المعلم اشبه ما يكون بالمخبر يلقي خبره على مسامع القوم غير مبال بردود الافعال ولسان حاله يقول «علمه من علمه وجهله من جهله».
وانه لمن المؤسف ان ترى من يتخرج من الجامعة وهو مفتقد لابجديات يسيرة لنتائج التعليم وحصيلة التعليم فلا يجيد القراءة ولا يحسن الكتابة واذا ما قدر له ان يكتب او يحاول الكتابة فلربما ساورك الشك في مدى استحقاق الشهادة لمثل هذا الشخص ومن كان على شاكلته.. وهذا بلا ريب ناتج عن اسباب كثيرة وعوامل عدة من اهمها وابرزها اهمال الطالب واخلاله بما يجب ان يكون عليه وما يقع عليه من المسؤوليات والمهام .. كما ان اقتصاد النية الصادقة والتعليم لغير العلم سبب واضح في فشل الاداء والتعثر الدراسي لهذا الصنف.
والا فان الطالب ربما مرت عليه عدة مواضيع اكثر من مرة خلال المراحل الدراسية المتتالية ومع ذلك كله «لقد اسمعت لو ناديت حياً».
ومن الاسباب التي يتحمل المربي والمعلم جزءاً منها.. هي طريقته في الشرح ووسائله في التعليم من حيث التجديد والتغيير واعتبار الزمان والمكان.. فما رأيكم بتلك الطريقة المألوفة وذلك الاسلوب الرتيب حيث الالقاء والتلقين عند تدريس النحو وقواعد اللغة.
اما تلك المادة الشيقة وذلك الدرس الممتع مادة التعبير فلربما ظن البعض من الطلاب انها من المواد المكملة والتي يقصد بها «الراحة» ويطلب منها «الاستجمام».
وهذا ظن سيئ وغلط فاحش فلا يكتفى من الطالب ان يخرج قلماً وكراساًَ فيعبر عن السفر ويكتب عن الربيع ويقال له ولزملائه «لا ضير.. سددوا وقاربوا».
وهذا تحجيم لابعاد هذه المادة وتقييد لآفاقها الواسعة.. هذا وان كانت الكتابة والانشاء من اساسيات هذه المادة ومهامها غير ان ذلك لا يعني حصرها بهذه الطريقة والتي ربما ضيقت واسعاً.. فالطالب ومن خلال حصة كاملة وفترة طويلة وهو يقلب ناظريه ويشحذ همته كي يحظى بكلمة شاردة او خاطرة عابرة.. واذا ما كتب صفحة او عدداً من الاسطر تنفس الصعداء.. واسترد الانفاس.. وجاء ملوحاً بها الى «معلمه» يكاد يطير فرحاً استبشاراً بما صنع.. فلو ان الامر اتسع الى اكثر من ذلك لكانت النتيجة افضل بكثير حيث السعة المعرفية والافاق الارحب.. فماذا لو كان الاهتمام بها عن طريق التحدث الارتجالي امام الطلاب بدقيقة او دقيقتين على الاقل. او عن طريق محادثة الطالب مع احد من زملائه حول موضوع محدد او فكرة معينة.. وما يشابه ذلك.. وبعد ذلك يقوم الطالب في تسطير ما تحدث عنه في كراسته وبشكل موسع واعداد افضل.. ولا مانع من استغلال الاذاعة الصباحية او الفسح ونحوها من توظيف المادة لهذا الغرض حيث يحظى المشاركون بالدرجات المقررة لتلك المادة. ختاماً.. فان اية محاولة للتغيير في هذه المادة على وجه الخصوص كفيلة باذن الله لاعداد فئة مميزة من طلابنا الافذاذ باستطاعتهم التحدث بطلاقة تامة مع الاستعداد لمواجهة الآخرين من غير احجام وتردد عقيم.. فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
وللجميع تحياتي والسلام.
خالد عايض البشري - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved