| عزيزتـي الجزيرة
لاتزال الحوادث المرورية لدينا تتصدر الأسباب الرئيسة لكثير من الاصابات والوفيات وأصبحت نزيفا لايمكن ايقافه بسهولة ولا يمكن السيطرة عليه ببساطة بل وأصبحت أسرة غالبية المستشفيات لدينا مشغولة بنسبة كبيرة من المصابين وأصبحت مستشفياتنا لاتملك سوى تقديم الرعاية الصحية لهم حيث ان دورها محصور هنا فقط، في الوقت الذي يؤثر الضغط على امكانيتها وطاقاتها فالحوادث من الممكن علاجها ولكن لايمكن السيطرة عليها حيث يظل التقليل من نسبة الحوادث وايقاف نزيفها الذي يقذف يوميا من الطرقات لدينا باصابة أو وفاة مخلفاً يتيما أو أرملة أو عاهة مستديمة أو صدمة كبيرة لأسرة كانت تبني آمالها على عائلها الذي خرج ذات يوم لكنه لم يعد حتى الآن!!
أقول يظل هاجس كل مواطن وحلم كل شخص هو أن لا يقع هو أو أحد عزيز عليه أو غيره ضحية لهذه الحوادث. انه لابد من التكاتف والتعاون لكي نضع حداً لهذا النزيف الذي لا تنفع معه وسائل الطب الحديث لكي توقفه لأنه خارج عن سيطرتها وارادتها ولا تتدخل اقسام الطوارئ فيها أو غرف عملياتها إلا عندما تصلها الضحية أحياناً.
فلقد أكدت الاحصائيات ان غالبية الحوادث المرورية تقع مسؤوليتها في الغالب بعد قدر الله عز وجل على قائد المركبة ثم تأتي الأسباب الأخرى بعد ذلك.
لقد بات من المهم أن يكون قائد السيارة أكثر فهما ووعياً عندما يقود سيارته متيقظا لما يمكن أن يصادفه من مفاجآت الطريق ومستعداً للتصرف في الوقت المناسب فالسيارة اداة قتل لمن لا يحسن استخدامها أو لا يجيد التصرف بها.
إنني في هذه المشاركة أناشد الجميع من المعلمين والأئمة وقادة المجتمع أن يعوا مسؤولياتهم بنشر الوعي المروري بين أفراد المجتمع وأن يشاركوا مع الجهات الأمنية في الحملات التوعوية الهادفة والتي بدأت نتائجها تلوح في الأفق في العديد من مناطق المملكة بل وساهمت بشكل كبير في الحد من آثار الحوادث والخسائر الناجمة عنها ولكنها لاتزال دون المأمول.
كما أن على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم وتوجيههم وعدم تسليمهم السيارات وهم ليسوا في سن تسمح لهم بذلك وتعويدهم على التقيد بالأنظمة المرورية حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين.
وختاماً بالتعاون والتكاتف والتقيد بأنظمة المرور يمكن للجميع أن يسيطروا على هذا النزيف الذي لم تستطيع مستشفياتنا تحمله والسيطرة عليه ولكنها تستطيع بحول الله معالجة ضحاياه.
محمد بن عبيد السراني
عقلة الصقور
|
|
|
|
|