| عزيزتـي الجزيرة
من منا سبق الغير في إرضاء الجميع، وهل هناك جهاز لم يشتك منه البعض لعدم تحقيقه ما نحتاجه منه، ولكن هل سنرضى عن أنفسنا عندما ترضينا رئاسة تعليم البنات بكل ما نحتاجه منها، وهل سألنا أنفسنا ما هو مصير أبنائنا في المستقبل عندما لا نيمز بين الأفضل ومن هم أقل منه.أما اتهامات التفضيل في نقل المعلمات وتعجيز المعلمة بتوجيهها في الترشيح الى مكان لا ترغبه فهي ونحن جميعا سبب هذا لأن التخصصات المطلوبة لا ترغبها الطالبة التي تتقدم الى الجهات المختصة، وقد يكون ذلك التخصص هو الذي يرفضها لعدم تأهلها له، فهي تنظر الى أسرع وقت تتخرج فيه وتصل الى أن تكون معلمة لأجيالنا وتأخذ راتبا شهريا دون ما تسأل نفسها ما هو دورها في المجتمع وما هي حصيلتها العلمية التي ستغرسها في عقول الأجيال القادمة . إننا لا نرى في المعلمة للأسف ما يدعو للتفاؤل وحل مشاكل التعليم بل العكس نراها عندما تمضي في الخدمة ثلاث سنوات بالكثير تهذي وتحلم بأن تكون مساعدة بل تصارع لأجل ذلك، أيتها المعلمة إن مسمى مساعدة اسم عظيم يحتاج الى خبرة وأسسا تصقلها وتطورها المعلمة في أعوام خدمتها بالعطاء، فنحن لا نرى منك طموحا مشجعا يدفع لمساعدتك للوصول اليها لأن هدفك واضح، حيث انني لا أتكلم عن الهوى وإنما من تجربة ومما سمعته من معلمات يتهربن عندما تقول لها لماذا لا تقبلين بدلا من المساعدة ان تكوني مديرة كاختبار لها في طلبها هذا لمعرفة جاهزيتها في قوة تحمل المسؤولية فتقول لا فمهنة المديرة مسؤولية وتعب، أين أنت من أمهات سبقنك وللأسف إنهن في السابق أميات لا يقرأن ولا يكتبن ولكن يحفظن كتاب الله عن ظهر قلب كما انهن يعملن الأعمال الشاقة التي لا يخفى علينا انها كانت اكثر من شاقة في عهد فقر وجوع، ويعملن طوال النهار من شروق الشمس حتى الغروب، وعندما تحضر الى البيت تبدأ بدورها كأم وزوجة فيرفع زوجها الشكر لله على أن صارت تلك زوجة له، أما أنت يا من تطمحين بأن تكوني مساعدة فلا أرى انك سنتجحين في بناء أجيالنا، ولا ننكر ان الاختيار المناسب ومعايير الأداء والمعلومات كلها شروط للتحفيز على تحمل المسؤولية، إلا ان هذه العناصر في حد ذاتها لا توفر التحفيز حيث ان الموظفة تتحمل مسؤولية للوصول بأدائها الى أعلى المستويات إذا توفرت لديها الرؤية الإدارية وهي ان تنظر الى المدرسة لو كانت هي المديرة المسؤولة عنها وذلك من خلال أدائها لضمان نجاح المدرسة واستمرار تقدم المعلمة والطالبة معا ولا يمكن اكتساب مثل هذه الرؤية إلا من خلال تجربة المشاركة.
عبد الله بن محمد الحميضي
|
|
|
|
|