رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st October,2001 العدد:10595الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,رجب 1422

القرية الالكترونية

العنف سمة النت المستقبلية
نيمدا والرمز الأحمر جيل جديد من الخراب
الشركات المنتجة للبرمجيات مطالبة بتوفير دعم فعال لعملائها المدينة وخطوة في الاتجاه الصحيح ولابد من التنسيق
* تحليل فهد الزغيبي:
وماذا بعد موجة التهديدات الأخيرة والتي تزداد خطورة وكثرة مع مرور الوقت فبينما صدم العالم في الماضي بفيروسات مثل الحب وميليسا وتلك كانت فيروسات بدائية وبسيطة مقارنة بالرمز الأحمر ونيمدا.
الأحداث الأخيرة توضح بما لايدع مجالا للشك من أن مبرمجي الفيروسات أصبحوا أكثر خطورة وتهديدا من الهاكرز المخترقين بغض النظر إن كان بعض من المبرمجين يعتبر نفسه هاكرا فخطورة دودة الرمز الأحمر كانت في قدرتها على الانتقال تلقائيا بدون مساعدة من بريد إلكتروني ولا غيره وذلك بسهولة عن طريق ثغرة في خوادم مايكروسوفت التي اشتهرت بثغراتها القاتلة مؤخرا وأصبحت هدفا للأطفال لاختراقها.
أما نيمدا Nimda فهو قصة أخرى كما سبق ونشرت «القرية الإلكترونية» معلومات عنه وعن أخطاره كاملة في حينه فهذه الدودة الفيروس كما اتفق الجميع على تسميته ظهر بتقنيات جديدة لم يسبق ان ظهر بها غيره وفتح بابا جديدا على مصراعيه أمام جيل جديد سيعبث بالإنترنت ومستخدميها وشركاتها وكل من يتواجد عليها وقليل منهم من سيتقي أخطارها فنيمدا يجمع بين مواصفات الدودة التي تستطيع الانتشار تلقائيا باستخدام تقنياتها الخاصة باستكشاف ثغرات معروفة وكامنة في الأجهزة والخوادم وفي حالتنا هذه أنظمة تشغيل مايكروسوفت ويندوز وملحقاتها مثل IIS.
وكذلك يمكنه الانتقال بالاستفادة من برنامج البريد الإلكتروني Outlook ودفترالعناوين المتواجد به ويقوم بإرسال نفسه لجميع من يتواجد عنوانه في قائمة العناوين في البرنامج.
نيمدا والرمز الأحمر كلفا العالم خسائر مالية تفوق خسائر ما سبقهما من فيروسات ويمثلان حقيقة درجات السلم الذي يرتقيه مبرمجوها فهم بدأوا يستفيدون من التجارب السابقة يجمعون بينها بل ويخترعون تقنيات جديدة للحصول على أكبر قدر من التخريب الممكن باستخدام برمجياتهم الخبيثة.
الكثيرون وقفوا تقديرا وإعجابا بمبرمجي هذين النوعين وذلك لذكائهم غير المعتاد ولكن نفس هولاء وجهوا جام غضبهم وأقسى أنواع الكلام تجاه مديري الشبكات بشكل خاص والمستخدمين بشكل عام والذين لو بذلوا قليلا من الجهد لما استطاعت الفيروسات والبرامج التخريبية من الانتشار فلو قاموا بسد الثغرات واتخذوا جانب الحيطة لما حدثت خسائر بالشكل الحالي.
الكثيرون يلومون الشركات المنتجة للبرمجيات المستهدفة من قبل المخربين والتي يقف على رأسها شركة مايكروسوفت العملاقة والتي أصبحت أنظمة تشغيلها الأكثر استهدافا لا لضعفها الشديد ولكن لانتشارها الكبير على مستوى العالم ولسهولة التعامل معها من جهة أخرى ويطالب المختصون مايكروسوفت ومثيلاتها بوقفة صادقة مع مثل هذه الأخطار قبل حدوثها وليس بعد حدوثها كما يحدث في الوقت الحالي فالشركة تسارع إلى توفير حلول بعد وقوع المشكلة ولكن اللوم لا يقع على الشركة فقط ولكن أيضا على المستخدمين الذين لا يقومون بتثبيت التحديثات Updates الهامة لأنظمة التشغيل والبرامج الخاصة بهم بالرغم من أنها تتوفر بشكل مجاني على مواقع الشركات المنتجة لتلك الأنظمة والبرامج.
الإنترنت العالمية كما تقول بعض المصادر المختصة بالأمن والحماية أصبحت على حافة هاوية ويمكن أن تصبح غير مجدية للاستخدام في عام 2008م نتيجة لانتشار الفيروسات والمخربين فيها والذين بدأ عددهم يكثر بشكل كبير وملاحظ فقليل جدا هم من لم يتعرضوا لعمليات تخريبية من فيروس أو دودة أو اختراق لأجهزتهم أو معلوماتهم الخاصة واتصالاتهم وعندما تصبح الإنترنت مكانا غير آمنا فهي بالتأكيد ستتعرض للهجر من قبل الشركات والأفراد على حد سواء.
المصادر الخاصة تؤكد بأن الأيام القادمة ستشهد عنفا لم يسبق له مثيل على الإنترنت إذ سيظهر على السطح أنواع جديدة من الفيروسات والبرامج التخريبية كان من المستحيل برمجتها وإنتاجها في السابق ولكنها الآن أصبحت في متناول أيد وعقول الكثيرين ولهذا السبب بالذات يتوقع أن ترتفع المدخولات المالية للشركات المتخصصة بالأمن والحماية وأيضاً بكل تأكيد العوائد المالية لورش ومؤسسات صيانة الحاسب الآلي والكمبيوتر.
أما في المملكة فأعداد المستخدمين للإنترنت يتزايد إن لم يكن يتضاعف بشكل ملاحظ وأصبحت المواقع السعودية على الإنترنت سمة من سمات الإنترنت العربية على الشبكة النسيجية فمعظم الشركات أصبحت تمتلك لها مواقع خاصة بها وكذلك الهيئات والجهات الحكومية والوزارات ويبلغ عدد موفري خدمة الإنترنت حوالي30 موفرا ويقدر عدد المستخدمين للإنترنت في المملكة حوالي 600 ألف مستخدم وأصبح السوق السعودي هدفا للكثير من الشركات المعلوماتية وذلك لسبب انه من أكبر الأسواق الخليجية والعربية استهلاكا لتقنية المعلومات والحاسب الآلي بغض النظر عن قضية «القرصنة البرمجية» التي تتحدث عنها بعض الشركات وتتحدث عنها في مؤتمراتها وأحاديثها الصحفية فنسبة القرصنة في المملكة آخذة في الإنحسار بشكل كبير وإن كان يجدر بتلك الشركات كما يقول بعض المختصين أن تسارع لتنبيه عملائها المنتشرين في المملكة وإرشادهم لكيفية تأمين أنظمتهم من الأخطار الخارجية كما ينطبق نفس الكلام على مدينة الملك عبد العزيز وشركة الاتصالات (بصفتهما بوابة الإنترنت في المملكة) التي يتوجب عليهما معا إصدار رسائل دورية تتضمن تحذيرات ونصائح يتوجب على مديري الشبكات والمستخدمين إتباعها وأيضا إصدار ونشر رسائل وأوراق فورية عند ظهور أحد الأخطار على الإنترنت.
قد يكون للأحداث السابقة لدودتي الرمز الأحمر ونيمدا دروس تعليمية للعديد من الشركات والمستخدمين على كيفية التعامل مع مثل هذه الأخطار ولكن الجميع لا يتمنى أن تستمر هذه الدروس التعليمية مع كل فيروس أو دودة جديدة فسيركام Sircam كان نسخة مكررة لفيروس الحب وميليسا وتبعهما أيضا فيروس Vote بالرغم من اختلاف نتائج الواحد منهما عن الآخر ولكن جميعها تستخدم نفس طريقة الانتقال من خلال رسائل البريد الإلكتروني.
وكما قلنا سابقا فالمصادر والتوقعات تشير إلى ظهور عنف ملحوظ على الإنترنت في الفترة القادمة وبما أن المملكة أصبحت أحد أجزاء الإنترنت لذا يتوجب توخي الحذر وبذل كافة الطرق والسبل في ذلك مهما كلف الأمر فالجميع لا يريد أن يتضرر وأيضا الكثيرون لا يودون أن تصبح المملكة هدفا أو حتى مصدرا من مصادر العمليات التخريبية وفي يوم السبت الماضي اجتمعت وحدة خدمات الإنترنت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بجميع شركات موفري الخدمة في المملكة وأعطتهم تعليمات وحلول لمواجهة هجوم إغراقي DDOS ATTACK محتمل على المملكة (والذي سبق وحذرت منه«القرية الإلكترونية» في وقت مضى) وهذه تعتبر خطوة محسوبة على المدينة وتشير على أنها بدأت في السير على الطريق الصحيح لتقويم الوضع المأساوي الحالي للشبكة السعودية وإن كنا ننتظر منها أكثر من ذلك بصفتها الأكثر خيرة في هذا المجال وتحتوي على العديد من الكفاءات والخبرات المؤهلة للتعامل مع جميع الأحداث ولا يمنع أن تكون مثل هذه الخطوات في المستقبل بالتنسيق مع جهات أخرى تملك المعلومة أو الإمكانية لزيادة الوعي لدى الشركات والمستخدمين وللوصول إلى بر الأمان أو بجانبه على أقل تقدير.
توجه «القرية الإلكترونية» الحالي في النشر يهدف أو لنقل يحاول أن يزيد من الثقافة الإلكترونية للمستخدمين والمتصلين بالإنترنت في المملكة كما يهدف أيضا إلى توضيح كل ما يسيء أو يتسبب بالضرر لهم ولهذا فالقرية تدعوكم للمشاركة والمساعدة في توجهها لعل وعسى أن نصل إلى مرحلة ومكانة متقدمة سيحسدنا عليها الكثيرون حول العالم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved