من المسؤول عن شعب يعاني
عذاب الهون في هذا الزمان
تشرَّد في القفار وفي الفيافي
وذاق من الأسى ومن الهوان
كثيراً واستبدَّ به طغاةٌ
أباحوا سَلبَه كُلَّ المعاني؟
من المسؤول عن آلام شعبٍ
يعيش مع اليهود بلا أمان؟
غريبٌ في الديار وليس شيء
بأعجبَ من تغرُّب ذي المكان
من المسؤول عن نكبات شعبٍ
بكى من أجله قاصٍ وداني؟
يُعذَّب كلَّ يومٍ ألف ألفٍ
من المرات تُغتال الأماني
أتاه يهودُ من شرقٍ وغربٍ
فسالَ من الجُموع الواديان
سطَا شُذّاذ آفاقٍ عليه
بغفلة أوَّلٍ ورقاد ثاني
من المسؤول عن تقتيل شعبٍ
بلا ذنبٍ وتهديم المباني؟
فتُسْرق أرضه ويُذاق وَيْلاً
ويُمنَعُ أن يُعبِّر باللسان
يُشَدُّ وثاقه ويُسامُ خسفاً
إذا أبدى معارضة الكيان
من المسؤول عن شعب جريح؟
يصيح بقومه هبُّوا. كفاني
ضياعاً غير أن القوم سكرى
سُكارى دون زِق أو دنان
ولكن بالمباهج والملاهي
وأنواع المآدب والأغاني
فلا إحساس إطلاقاً بشيءٍ
ولا تفكير في غير الأماني
ولا قلبٌ يحنُّ ولا اهتمام
بإخوانٍ وليس يُرى تفانِي
عجيبٌ أمرُ يعْرُبَ حين ضلّت
طريق الله إذ مالت ل«فاني»
لقد ذلَّت وهانت واستكانتْ
مُطأطِئةً لجانيةٍ وجاني
فشرذمة القرود تُذِلُّ فيها
وتحكمها وتُمسِك بالعِنان
ويَسخرَ ساخر منها شقيٌّ
ويهزأ، بل ويعبث بالقران
فلا يلقى جواباً غير شجبٍ
لها قلم وليس لها يدان
لقد عقمت نساء العرب عن أن
يلدن كخالدٍ وابن اليمان
من المسؤول عن تيه طويل؟
وعن بحرٍ أراه بلا مواني؟
من المسؤول عن تضييع قدس
تضِجُّ إلى المهيمن كل آن؟
تقول المسلمون غدوا نعاجاً
تفرُّ بجلدها خوف الطِعان
لقد كسروا الحراب وأغمدوا ما
لديهم قبلُ من سيفٍ يماني
فأبْدِلْهُم بآسادٍ غضابٍ
تُكسِّرُ قيد أسْري وامتهاني
فإن المسجد الأقصى بشوقٍ
إلى الآساد لا أهل البيان
تقول القدس يا ربَّاه هَبْ لي
أسوداً لا تخاف من السِّنان
فإنَّ مآذني اشتاقت إلى أن
يُعاود أهلُها رفع الأذان
من المسؤول؟ قولوا لي جميعاً
أشيروا إن خرستم بالبنان
إلى المسؤول لكني اختصاراً
أجيب عن السؤال بلا تواني
جميعاً نحن مسؤولون عن ذا
بلا تخصيص زيدٍ أو فلان
فقد سُخْنا بِوَحْلِ الذُّلِّ لمَّا
تحوَّلنا إلى قططٍ سِمان