| المجتمـع
قد يستهين بعض الناس بأخذ اسباب الوقاية من أمراض كان من السهولة تفاديها لو تم أخذ لقاحات (تطعيمات) أو جرعات لا تأخذ شيئاً من وقتهم أو مالهم، وأشار د. عبدالمطلب السح استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة إلى أن هذا التهاون قد يتسبب في الإصابة بمرض الحمى الصفراء وللتعرف على أماكن تواجد هذا المرض في العالم، ومظاهره، وطرق الوقاية والعلاج منه، كانت هذه الأسطر التالية:
ينقله البعوض
* لماذا التركيز على أهمية أخذ لقاح الحمى الصفراء في بعض الأحيان؟
فقال: لأن هناك بقاعاً تلك البقاع تعتبر مناطق يستوطنها داء وبيل يدعى «الحمى الصفراء» وقد يضطر الإنسان للسفر إلى تلك الأماكن لسبب ما، والحمى الصفراء هي مرض إنتاني خطير تنقله للإنسان بعوضة، وسببه فيروس «حمة» يصل دم الإنسان ويمكث أياماً تصل الستة بعد عضة البعوضة يتلوها ظهور أعراض الداء، أما البعوضة فإنها تكتسب الفيروس من إنسان أو حيوان مصاب وتحتاج مدة (12) أسبوع كي تصبح ناقلة للمرض.
مواطن انتشاره
* أين يوجد هذا المرض؟
عموماً يوجد في وسط وغرب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، والتاريخ يذكر أنه خلال القرن الماضي وأوائل القرن العشرين حدث البلاء في الأمريكيتين وأوربا، ولا تزال توجد هناك بعوضة قادرة على استقبال المرض من المناطق الموبوءة ونشره، أما قارة آسيا فإنها فرحة بعدم ظهور المرض فيها على الإطلاق.
* ومن هم الذين يصابون بالداء؟
في أفريقيا أكثر المصابين هم أطفال دون ال(15) من عمرهم، أما في أمريكا فالذكور الكهول هم الهدف لأنهم يعملون في مناطق الغابات، إن الأشخاص الذين يسافرون لتلك البلاد ولا يحملون مناعة ضد المرض معرضون بشدة للإصابة لا قدر الله ويكثر البلاء في الفصل الممطر من السنة، أي ما بين ديسمبر ومارس في أمريكا المدارية، وما بين يوليو ونوفمبر في وسط وغرب أفريقيا.
أعراضه
* ما هي اعراض الحمى الصفراء؟
الحمى الصفراء عادة ما تكون خفيفة الوطأة على الأطفال ولكنها شديدة عنيفة عند الكبار، حالاتها الخفيفة تتميز بحمى وصداع، بينما الحالات الوصفية تتميز بداء ثنائي الطور يبدأ على شكل حرارة مفاجئة وصداع وألم عضلي وظهري وتنقص الشهية للطعام ويحدث الغثيان والاقياء والاعياء وتحتقن العينان والوجه والرقبة مع احمرار حواف اللسان وذروته وتتباطأ دقات القلب.
بعد يومين أو ثلاثة تروق حالة المريض وكان المرض قد زال، ولكن لا يدوم ذلك أكثر من يوم واحد يتلوه الطور الثاني من المرض الذي يتصف بعودة الحمى والاقياء مع حدوث ألم في المعدة ويصطبغ الجلد باللون الأصفر (اليرقان) ويحدث الجفاف (نقص سوائل البدن) ، كما تعم النزوف (سيما على شكل إقياء دموية)، وضغط الدم ينخفض، وتتدهور وظيفة الكلى، ويتأذى الكبد، كم ايطال البلاء القلب والدماغ فيضطرب الوعي وتحل الاختلاجات بالمريض ويلم به سبات عميق. الوفاة لا قدر الله تحدث ما بين اليوم السابع والعاشر وذلك في (50%) من الحالات الشديدة، والذين تكتب لهم النجاة والعافية يبقون معرضين للإصابات الكلوية والقلبية لاحقاً.
العلاج
* كيف تتم معالجة هذا المرض؟
يتم ذلك ضمن المستشفى طبعاً، حيث تراقب الوظائف الحيوية للمريض، ويتم تخفيض الحرارة وحماية المعدة، واعطاء السوائل والمحاليل الوريدية والمغذيات، والبدء بالمضادات الحيوية لمساعدة البدن المنهك على التصدي للجراثيم الغازية، بالاضافة لنقل الدم، وقد نحتاج لاجراء التحال الدموي أو البريتواني لاصلاح الاضطراب الحاصل في أجهزة البدن.
* وماذا عن الوقاية من الحمى الصفراء؟
تتمثل الوقاية باعطاء اللقاح (التطعيم) الذي يحتوي على فيروس تم اضعافه، هذا اللقاح مأمون جداً ويقدم على شكل جرعة واحدة قبل (10) أيام من السفر على الأقل، فعالية اللقاح تدوم (40) سنة وربما مدى الحياة، وعند الضرورة يجدد اعطاؤه كل (10) سنين، كما أنه يجب ألا ننسى اتخاذ السبل للوقاية من عضات البعوض ما أمكن ذلك.
* متى يجب اعطاء اللقاح؟
هناك حالات يجب فيها تلقي هذا اللقاح، كما في حالة ضعاف المناعة والحوامل والرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم الأربعة شهور بعد، وكذلك الذين يتحسسون من البيض، إن الرضيع الذي عمره ما بين (4 9) أشهر لا يعطى هذا اللقاح إلا عند الضرورة القصوى.
|
|
|
|
|