| المجتمـع
* تحقيق داود بن أحمد الجميل مكتب الزلفي:
تعتبر بحيرة الزلفي او متنزه الكسر شمال روضة السبلة في محافظة الزلفي موقعاً من أهم مواقع التنزه في محافظة الزلفي وما جاورها بل وعلى مستوى المنطقة بشكل عام ولم يكن أحد يتصور ان يلقى هذا الموقع هذا الاهتمام من قبل رواد المنتزهات خصوصاً في إيام الربيع من كل عام عندما تغطي مياه الأمطار مساحات شاسعة من هذا الموقع تمتد في بعض الأحيان لأكثر من احد عشر كيلو متراً طولياً وبعرض حوالي 3 كم. وفي كل عام ومع هطول الأمطار يشهد هذا الموقع تزاحم أعداد كبيرة من روّاد المنتزهات من داخل المحافظة ومن كافة مناطق ومحافظات المملكة ومن بعض دول الخليج العربي الذين يتوافدون على هذه البحيرة التي تشكلت من جراء مياه الأمطار المنحدرة إليها من روضة السبلة إثر جريان وادي مرخ الشهير ووادي النوم وكذلك المياه المنحدرة للبحيرة من المواقع الجبلية المحيطة بها من الغرب حتى أصبحت بحراً مائياً تتلاطم فيه الأمواج وما زاد هذا الموقع جمالاً وروعة احاطته برمال النفود الحمراء من جهة الشرق والاراضي الجبلية التي تغطيها أزهار الربيع الخضراء من الغرب.
اكتشاف الموقع
الكثير من أهالي محافظة الزلفي المعاصرين حالياً لم يكتشفوا هذا الموقع الجميل في محافظتهم إلا في عام 1418ه عندما شهدت المحافظة في ذلك العام هطول أمطار غزيرة لم تشهد لها مثيلاً من قبل.
ومنذ ما يقارب 80 عاماً حسب ما ذكره ل«الجزيرة» عدد من كبار السنّ في المحافظة، حيث تجاوزت مياه الأمطار القادمة من وادي مرخ ووادي النوم بكميات هائلة منحدرة باتجاه الشمال الى موقع الكسر الذي عرف أخيراً باسم «بحيرة الزلفي» وتجمعت في هذا الموقع مياه الأمطار بكميات عالية امتدت لمساحات شاسعة طولاً وعرضاً وفي نفس الوقت ذكر عدد من كبار السن ان الموقع شهد هذه الأمطار قبل ما يقارب 80 عاماً مضت.
اهتمام خاص بالموقع
فور اكتشاف الموقع وظهوره بشكل لافت للنظر جذب اليه اهتمام الجميع من مسؤولين ومواطنين، وقد كان ذلك دافعاً للمسؤولين في الجهات ذات العلاقة بمتابعة الوضع في هذا المنتزه الذي شهد اقبالاً منقطع النظير من الزوار من داخل الزلفي وخارجها حتى اصبح حديث الناس في كل مكان ومن هنا تضافرت جهود الجميع من اجل تهيئة هذا الموقع وإعداده بما يخدم الزوار في كل مجال.
الخدمات البلدية
لعل أهم الخدمات التي قدمت لمرتادي هذا المنتزه هي الخدمات البلدية التي قدمتها بلدية محافظة الزلفي حيث وفرت الكثير لمرتادي المنتزه من تكثيف أعمال النظافة ومتابعة وضعها بصفة دورية وتوفير مياه الشرب وتمهيد الطريق المؤدي اليه المتفرع من طريق الملك فهد الشرقي المتجه لروضة السبلة وحفر الباطن بجانب الكثير من الخدمات الأخرى التي قدمتها الجهات المختصة بمتابعة واشراف من قبل محافظة الزلفي التي تتابع باستمرار كافة الخدمات المقدمة لأهالي المحافظة وزوارها من قبل كافة الاجهزة المعنية.
مياه البحيرة ما زالت باقية
رغم مضي مدة طويلة على تراكم مياه الأمطار في بحيرة الكسر التي تزيد عن 8 أشهر منذ هطول الأمطار الغزيرة على محافظة الزلفي لهذا الموسم 14211422ه ما تزال البحيرة تحتفظ حتى الآن بكميات كبيرة منها وبمساحات شاسعة على غير ما كان يتوقع الكثيرون من ان حرارة الصيف الشديدة التي مرّت بها المحافظة ستؤدي الى تبخر مياه الأمطار في البحيرة وتسربها لقاع الارض ولكن هذا لم يحدث فما تزال المياه باقية على طول محيط البحيرة ويرتادها بعض المواطنين رغم الرطوبة والحرارة الشديدة في الموقع.
ولاحظ بعض مرتادي البحيرة صعوبة الوصول لمياه الأمطار بسبب الوحل الذي يحيط بها ومع ذلك يمنع هذا الوضع بعض الأهالي من الاستمتاع في أوقات المساء بمنظر مياه الأمطار في هذا الموقع الجذاب الذي ينافس البحر في جماله.
كيف يمكن احتفاظ البحيرة بمياهها؟
يتساءل البعض عن امكانية ان تحتفظ بحيرة الكسر بمياهها على مدار فصول السنة الاربعة وماهي العوامل التي يمكن ان تساعد على ذلك، من اجل استمرار الاستمتاع بهذا الموقع طوال العام.
«الجزيرة» نقلت هذه التساولات لمدير عام الزراعة والمياه في محافظة الزلفي الأستاذ عثمان بن عبدالله الدخيّل الذي أوضح هذا الجانب بقوله:
يعرف الجميع ان بحيرة الكسر تجتمع فيها مياه كثيرة في فصلي الشتاء والربيع من جراء انحدار المياه من وادي مرخ ووادي النوم وبعض الشعاب الأخرى وفي فصل الصيف تنقص كمياه هذه الأمطار وتجف في آخر الصيف ويعود ذلك الى تبخر كمية كبيرة منها وتسرب الباقي داخل التربة الى الطبقات السفلية. ولكن ليس بالامكان المحافظة على استمرار هذه المياه في جميع فصول السنة واستمرار بقائها بسبب الظروف الجوية الحارة التي تعيشها المحافظة مما يعرض مياه الأمطار للتبخر وتسربها الى باطن الأرض.
ولو افترضنا انه تم عمل أي طريقة لها حتى تحتفظ بمياهها طوال العام رغم صعوبة ذلك بحكم المساحة الشاسعة للبحيرة التي تزيد عن 10 كم إلا ان ذلك سيعرض هذه المياه المتراكمة على طول البحيرة وعرضها للتغير في الطعم والرائحة وكذلك ستصبح مكاناً خصباً لتجمع الباعوض وتسبب بعض الأمراض للإنسان والحيوان.
|
|
|
|
|