رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st October,2001 العدد:10595الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,رجب 1422

مقـالات

الأحداث التي هزت أمريكا.. تلفزيونياً
الزكام الأمريكي الذي أعطس العالم
د. علي بن شويل القرني
الحادث الصاعقة كان مدويا في كل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية ولربما سمعه الناس هناك في دقائق معلومة بحكم التغطية الفورية والحية المباشرة لهذه الأحداث.. وبالتالي يكون العالم قد تلقف هذه الأخبار على الفور عبر وسائل إعلامه أو وسائل الاعلام الدولية.. والعالم في إجماله يدور في فلك الدولة العظمى.. فاذا عطست أمريكا يصاب العالم بالزكام.. هكذا يعتقد ويظن الناس.. ولكن بحكم الأحداث الدرامية التي انخرط العالم فيها، نظن ان الحدث الأخير قد هز كل أمريكا بكل مستوياتها واتجاهاتها.. ولم يزلزل العالم كما كان متوقعا دوما.. فلم يصب عطاس أمريكا العالم بالزكام.. بل ان الزكام في الداخل الأمريكي أصاب العالم الخارجي بعطاس مؤقت إن شاء الله.
والمتتبع للأحداث الكبرى في العالم في السنوات والعقود الماضية، يلاحظ ان حدث بيير هاربر يعتبر حدثا هز الولايات المتحدة وخصوصا المؤسسة العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية، واستدعى دخول مباشر لأمريكا في معمعة هذه الحرب.. ثم توالت أحداث أخرى في مختلف بقاع العالم، لكن تظل الأحداث المرتبطة بالولايات المتحدة هي الأكثر اهتماما من وسائل الاعلام الدولية وما يتداعى ذلك من اهتمام في الرأي العام العالمي.. ولكن ما هي أهم الأحداث الاعلامية الكبرى التي هزت أمريكا والعالم أجمع؟ وتحديدا تلك التي استأثر التلفزيون بتجسيدها وحفرها في الذاكرة الاعلامية.
* اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي وهو في موكب رسمي في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية عام 1962م.. ولاشك ان اللحظات التي سبقت اطلاق النار عليه من الأمام «ومن خلفه كما تشير الى ذلك روايات أخرى» ولحظة الاطلاق وارتماء الرئيس في أحضان زوجته جاكلين وهروبها الى الخلف.. الخ.. هي اللحظات الدرامية التي سجلها التلفزيون وظلت وستظل عالقة بأذهان الناس الى هذا اليوم.. وهذا يعتبر مشهدا انسانيا مؤثرا.
* استقالة الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1974م ومغادرته للبيت الأبيض بواشنطن، وصعوده الطائرة الخاصة التي أقلته الى كاليفورنيا.. والجميع يتذكر مشهد التحية «الوداع» التي تركها لدى الناس وهو في أعلى سلم الطائرة إيذانا بنهاية رئاسته وتوديعه الشعب الأمريكي.. وهذا المشهد يظل يرن في ذاكرة الأمريكيين دليلا على مرحلة من الفساد السياسي والتخبط الحزبي في الولايات المتحدة.
* سقوط سايجون «فيتنام» من يد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1975م، وتحديدا مشهد طائرات الهيلكوبتر وهي على سقف السفارة الأمريكية في سايجون تلتقط بقايا الرعايا الأمريكان لنقلهم الى الولايات المتحدة.. وسيظل العالم يذكر مشهد هؤلاء المواطنين الأمريكيين وهم يتسلقون بسلالم الطائرة في محاولة لانقاذ أنفسهم من الانقضاض الفيتنامي عليهم.. وهذا يعتبر مشهدا تاريخيا في ذاكرة الولايات المتحدة الأمريكية.. وهو كذلك مشهد يراه الفيتناميون مشهد انتصارهم على القوة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية.
* انهيار حائط برلين عام 1989م، والذي يظل مشهدا يمثل بداية النهاية للحرب الباردة وتقسيم العالم الى كتلتين نوويتين «رأسمالية وشيوعية» وهذا المشهد يكرس مفهوم السقوط الشيوعي الذي ظلت مراحله تتوالى حتى انتهى بفتح فرع لمطاعم ماكدونالد في موسكو قريبا من ساحة الكرملين بعد ذلك بعامين.
* رئيس مجلس النواب في الاتحاد السوفيتي بوريس يلتسون، يقف على ظهر دبابة أمام مجلس الدوما متحديا الحركة الانقلابية ضد الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف ومحاولتهم استعادة العرش السوفيتي.. وهذا المشهد كان مدويا في التاريخ الروسي ورمزاً سياسيا صمد أمام الحركة الرجعية للأحداث.. ويمثل هذا الحدث مرحلة تأكيدية للتحول السوفيتي نحو النظام والمعسكر الرأسمالي.. وبداية نهاية وتفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي..
* تفجيرات أوكلاهوما عام 1995م.. تمثل صرخة ضد المؤسسة السياسية الأمريكية من الداخل الأمريكي.. وتشكل الحادثة تجسيدا لحركة التطرف اليميني في المجتمع الأمريكي.. والتي تمثل حدثا انتقاميا أعقب تدخل السلطات البوليسية الأمريكية في واكو «تكساس» والتي راح ضحيتها أعداد من الموالين للتطرف اليميني الأمريكي..
* تفجيرات مركز التجارة ومبنى البنتاجون الأمريكية في نيويورك وواشنطن والتي راح ضحيتها آلاف الأشخاص من مختلف دول العالم..
ويظل مشهد الطائرة وهي تصطدم وتدخل وتتفجر في المبنى الثاني لمركز التجارة هي اللحظة الأهم في الأحداث الأخيرة، ويضاف اليها انهيار المبنيين بعد دقائق من الاصطدام.. وهذا المشهد المرئي هو ذروة تلك الأحداث وما تلاها من تداعيات لا نزال ندور في هاجسها وتبعاتها العالمية.
* وهناك أحداث أخرى في العالم ذات أبعاد سياسية وثقافية واجتماعية وعسكرية لا تخلو منها سنة من السنوات التي مررنا بها في العقود الماضية والتي استطاعت عدسات التلفزة المحترفة أو الهاوية التقاطها وتسجيلها لنا.. مثل تفجير طائرة في مطار عمان «الأردن»، مصرع الأميرة ديانا، سقوط الطائرة الكونكورد، استشهاد محمد الدرة، انقاذ الرهائن من قبل القوات الخاصة السعودية داخل الطائرة الروسية في المدينة المنورة.. وغيرها من الأحداث التي وجدت طريقها أمام جهاز التلفزيون.
* وستكون هناك مشاهد وأحداث أخرى سيجلبها المستقبل حيث سيكون التلفزيون هو الشاهد الذي يكرس درامية هذه الأحداث وذروة إثارتها للرأي العام العالمي.
alkarni@ksu.edu.sa

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved