| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
أزمات مالية خانقة، حصار اسرائيلي مشدد، اضرابات تحذيرية من الطلبة والعاملين، مشاكل قديمة جديدة رافقت بداية العام الدراسي الجديد في ثماني جامعات فلسطينية تعاني من ازمات مالية اثرت بل شلت الحياة الاكاديمية فيها.
جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وهي الجامعة الرئيسية في فلسطين، عاد شبح رفع الاقساط يخيم مجدداًً على الطلبة وكأنه سيف مسلط على رقابهم، ولهذا بدأت الكتل الطلابية فيها الشروع بخطوات احتجاجية ضد رفع الرسوم الدراسية من قبل ادارة الجامعة. حيث علق الدوام امس لمدة ساعتين كبداية لخطوات احتجاجية قادمة تنتهي بتعطيل الدوام بشكل تام.
وتثار قضية الاقساط بداية كل عام دراسي منذ نحو سبع سنوات، وتبدو مشكلة مستعصية على الحل، في ظل تمسك كل من الطلبة وادارة الجامعة برؤية خاصة حيالها.
فقد ارجعت الكتل الطلابية الفاعلة في حرم الجامعة خطواتها الاحتجاجية الاولى الى اتخاذ ادارة الجامعة قرارا بزيادة الاقساط من جانب واحد، وبصورة تؤثر على حق بعض الطلبة في الحصول على التعليم، بينما اعتبرت ادارة الجامعة قرارها منطقيا على ضوء العجز المادي الذي تعاني منه، وعملها على تطوير البرامج الاكاديمية فيها.
وتتمحور نقطة الخلاف في جامعة بيرزيت على قرار اتخذته ادارة الجامعة مع بداية هذا العام الحالي برفع الاقساط الجامعية للطلبة الجدد بمقدار ثلاثة دولارات للساعة الدراسية. علماً ان الجامعة كانت قد رفعت القسط الدراسي في العام المنصرم ايضاً إلى (5.4$) مما أثار حفيظة مجلس الطلبة.
وبحسب ادارة الجامعة فان رسوم الطلبة الدراسية لا تغطي سوى نسبة 35% من تكلفة تدريسهم، وبالتالي فان المبلغ المتبقي يمثل عجزا تتحمله الجامعة على عاتقها، في ظل غياب اي جهات تدعم خزينة الجامعة، سواء من السلطة أو الممولين.
ويذكر أن متوسط كلفة الساعة الدراسية في جامعة بيرزيت موزعة بين الكليات الانسانية والعلمية ويصل الى 50 دولاراً للساعة الواحدة، مما يمثل عبئا ماليا كبيراً على اسر كثير من الطلبة الفلسطينيين، خاصة اذا علمنا ان اكثر من مليوني فلسطيني هم الآن يعيشون تحت خط الفقر بحسب احصائيات جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني.
ولم تكن جامعة القدس، الصرح الحضاري الفلسطيني المميز في قلب مدينةالقدس المحتلة بافضل حال لهذا العام ايضاً، فقد بدأت نقابة العاملين فيها تنفيذ اضراب تحذيري بالتوقف عن التدريس لساعات وايام محددة، احتجاجا على عدم التزام ادارة الجامعة بدفع مستحقات العاملين عن ثلاثة اشهر.
وقال الدكتور عماد عودة، نائب رئيس نقابة العاملين «اتفقنا مع الادارة على ان تدفع رواتب العاملين على الاشهر الثلاثة قبل حلول شهر ايلول الجاري، وفي حال عدم التزامها بالاتفاق فاننا سنلجأ إلى تعليق عملنا، وهذا ما تم بالفعل».
ويصر العاملون على تصعيد اضرابهم الاحتجاجي حتى يصل الى عدم الحضور الى الجامعة بشكل نهائي ما لم تلتفت ادارة الجامعة الى مشاكلهم وتسارع الى تسديد الاموال المستحقة عليها للعاملين من الاساتذة والاداريين وغيرهم.
وفي صورة تؤكد الوضع المأساوي الذي وصل اليه العاملون في الجامعات الفلسطينية اكدت النقابة ان على ادارات الجامعات الفلسطينية ان تدفع مستحقات عامليها قبل حلول شهررمضان الكريم وعيد الفطر السعيد، لاسيما ان اوضاع الموظفين وصلت الى حالة يرثى لها في ظل الظروف الحالية من الحصار والاغلاق، مشيرة الى ان بعض الموظفين ليس لديه ما يدفعه لاجرة سيارة توصله الى عمله في الجامعة.
ومع دخول حصار مدينة جنين يومه الخامس على التوالي بات السكان يعانون من نقص حاد في المواد التموينية والغذائية والادوية والوقود وارتفاع حاد في اسعار الخضار التي تكاد تختفي من الاسواق.
كل شيء اصبح لا يطاق، حتى ولم يعد بالامكان الحصول على الخبز او حليب لأطفالنا هذا ما قاله أحمد يوسف من سكان المدينة ليعبر عن حجم المأساة التي يعيشها السكان.
وبنظرة سريعة الى سوق الخضار المركزي في المدينة والذي يبدو شبه خال من الخضار والفواكه فان الاسعار قد تضخمت بشكل مضاعف وجنوني قبل وبعد الاجتياح الاسرائيلي للمدينة وفرض طوق عسكري محكم عليها منذ خمسة ايام متوالية.
وتؤكد مصادر طبية في المدينة ان هناك نقصا خطيرا في الادوية الضرورية للمستشفيات والمؤسسات الطبية المختلفة، حيث تم استهلاك الغالبية العظمى منها بسبب الارتفاع الكبير في اعداد المصابين.وعلى صعيد الوقود الذي بدأت تعاني فيه من نقص خطير في السولار والبنزين وبعضها بات مهددا بالاغلاق.
وبالرغم من هذه الظروف الصعبة فقد وجهت القوى الوطنية والاسلامية في المحافظة نداء دعت فيه المواطنين الى ممارسة حياتهم الطبيعية وطالبت اصحاب المحلات التجارية بفتح ابواب محلاتهم ودعت مديرية التربية والتعليم الى ايجاد صيغة لتمكين الطلبة من العودة إلى مدارسهم لأن هذه الهجمة على ما يبدو ستستمر لفترة طويلة، فقد قامت القوات والناقلات الاسرائيلية يوم امس بوضع كرافانات متنقلة ونصب الخيام في المواقع التي تمركزت فيها هذه القوات ولكن المدارس ما زالت معطلة الى الآن فمواقع هذه المدارس خطرة إذ ان الدبابات الاسرائيلية تقابلها تماما مما يعرض حياة الطلبة لخطر المحولات الكهربائية التي تم قصفها مما ادى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الاحياء وقسم من قرى المحافظة تم إصلاحها أمس.
|
|
|
|
|