ينطق بكسر الحاء والضاد بعدهما راء ساكنة،وهو جبل يقع مجاورا لقرية الفوارة من الجهة الشرقية في شمال القصيم، مجاورا لجبلين آخرين يسمى أحدهما «الربوض» والآخر يسمى «العميّد» وتقع الفوارة أسفل جبل الحضر من الجهة الغربية، بينهما كيلان فقط، والحضر يقع عن جبل قطن المشهور جهة مطلع الشمس، بينهما«25» كيلا، وأنت في قطن ترى الحضر واضحاً.
وبين البتراء وبين الحضر«32» كيلا، وهو محاذٍ لركن جبل أبان الأسود الشمالي من جهة الشمال، وغرب جبل الموشم والأصبعة.
يقع الحضر بين خطي عرض«5 26» وطول«44 42» ويرتفع«1090» مترا فوق مستوى سطح البحر.
يحد الجبل من الشمال : الحجرة، وجبل ضيع، وهجرة العمودة الشمالية، ومن الجنوب: مزارع الجرير. ومن الشرق: جبل سمراء وقط ، وهضيبة أم جبي. ومن الغرب: الفوارة. أما هجرة العمودة الجنوبية فتقع عن الجبل جهة الشمال الشرقي. وهجرة مرغان جهة الجنوب الشرقي.
أما الشعاب التي تمر حول الجبل فهي: من الشمال شعيب الحجرة، وشعيب الحمل ومن الجنوب: شعيب العين، ومن الشرق: شعيب الحمل، ووادي العمودة. ومن الغرب: شعيب العين، ووادي الجريّر.
وطريق الحاج البصري إلى المدينة المنورة فيمر من الجبل جهة الشمال الغربي.
ذكر الحضر عرضا في بعض المراجع. فمنها ماذكر عرضا ياقوت في رسم«ساق» «معجم البلدان 3/172» حيث ذكر بأنه في ديار بني أسد، وروى بيتا للحفصي:
أقفر من خولة ساق فروين
فالحضر فالركن من أبانين
أقول: ذكر ياقوت الحضر مع ذكر ساق الفروين وأبانين، وهما جبلان مشهوران.
فساق الفروين يسمى حاليا«جبل سويقة» وهو مجاور لساق الجواء في منطقة الجواء شمال القصيم. وأبانين، وهو أبان الأسمر الذي يقع الحضر في طرفه الشمالي. أما الحضر فيقع في ديار بني أسد.
أما ابن بليهد رحمه الله «صحيح الأخبار 1/28» في رسم «ساق» ذكر موقع الحضر بعدما أورد بيت الحفصي فقال: وساق والحضر وأبانين: متقاربات من كان بأحدها يرى الآخر.
وقال«4/17» بأن بعض الشواهد التي ذكرها البكري يقصد بها قائلوها الحضر القريب من الفوارة، وهو جبل يحمل هذا الاسم إلى هذا العهد.
أما الشيخ العبودي«معجم بلاد القصيم 2/797» فقد ذكر الحضر وقال بعد أن ضبطه:
جبل لونه بين السواد والحمرة، يقرب شكله من أن يكون مربعاً يقع إلى الشرق من قرية الفوارة في غرب القصيم الشمالي. يراه المرء إلى جهة مهب الشمال إذا كان متوجها على طريق الإسفلت من القصيم مغربا إلى المدينة المنورة. ويحاذيه على بعد 175 كيلا من بريدة.
وتسميته قديمة إلا أن ياقوتا لم يفرد له رسما خاصا به وإنما أورد ذكره عرضا في رسم «الفروين» ورسم«ساق» ثم ذكر البيت السابق.
ثم قال: وكذلك فعل البكري إذ أغفله، وذكر حضرا آخر واقعا في العراق.
ويقول العبودي: ويدلنا على ان المراد في الرجز وهو بيت الحفصي السابق هو حضر القصيم هذا الجبل الذي نحن بصدد الكلام عنه، أن الراجز قرنه بساق الفروين، وبالركن من أبانين وهما قريبان منه، لأنك إذا كنت فيه أي في الحضر رأيت أبانين بوضوح، إذ لا تتعدى المسافة بينه وبين أبان الأسمر أكثر من «20» كيلا. وكذلك ساق الفروين الذي هو في الجواء على ما رجحناه لايبعد كثيرا عن ذلك. وقد رتب الشاعر الأمكنة الثلاثة بفاء التعقيب التي تدل على تقاربها كما هو واقع.
وأردف العبودي قائلا: وما أدق قول هذا الشاعر، فالحضر فالركن من أبانين، لان الحضر يلي الركن من أبانين تماما وأقرب ركن إليه هو ركن أبان الشمالي وهو أبان الأسمر.
وفقال: ووردت إشارة للحضر في كلام للهجري قال: قطن العشيرة جبل أحمر عن يمينه الظهران جبل أحمر، والحضائر مثل الحمادات. قال العبودي: فلعله يريد بهذا الجبل الحضر وآخر حوله لأنه كان بصدد الجبال في تلك المنطقة ولذلك ذكر بعده حبشي.
ثم قال: ويقول بعضهم إنه اكتشف أماكن في سفحه الغربي وجد فيها بقايا جذوع النخيل وآثار العمارة الأخرى مما يدل على قدم العمارة حوله.
ثم روى العبودي شعرا عاميا في الجبل:
وش يجمع اللي ورا الأسياح
للي سكن غربي «الحضر»
وجدي عليها وجد فلاح
يوم استوى الغرس والبذر
جاه التهامي وبيره طاح
وعليه سافي الهوى يذري
أما الشيخ ابن خميس «معجم جبال الجزيرة2/235» فقد ذكر الجبل ناقلا ماقاله العبودي عن الجبل.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع«تحقيق مواضع في نجد 2/310» قال في رحلة ميدانية بعدما اجتاز هضبة سمراء وقط: منها اتجهنا شاملاً إلى العمودة، وهذا الاسم يطلق على الهضبة وعلى البلدة التي حولها، وهذه الهضبة واقعة في الشمال الشرقي من جبال «الحضر» المشهور.
أقول: هذا الإتجاه صحيح، وبينهما حوالي«6» اكيال.
والشايع«2/313ش بعدما نقل بعض النصوص من ياقوت والبكري والأصفهاني، قال:
من هذه النصوص يتضح لنا أن«ساق الفروين» قريب من جبل الحضر، حيث أن الحفصي بحث عن محبوبته«خولة» في أكناف ساق الفروين وإذ لم يجدها بحث عنها في أكناف جبل الحضر القريب منه، ولما لم يجدها ذهب جنوباً إلى الركن من«أبانين» باتجاه الجنوب، وجبل «قطن» باتجاه الغرب مع ميل إلى الجنوب.
أقول: ومن الأشعار التي وردت في الحضر، قال الشاعر سرور الأطرش من الرس، متغزلا بمحبوبته:
عديت مرقاب طويل الحجارة
هاضن كمن ركون واديه خالي
طالعت فيه الحضر وأدنى سمارة
وخشم الرحا وهاك الهضاب الطوالي
وماطر ساق وقبلت فيه صارة
منازل لمحددين الجمالي
ومبيسمه وإلى ضحك فيه شارة
يشدي لضيق معقبات الزلالي
بغداه ماطر الخنق من يساره
الحضر واللي يركبن الجمالي
فقد جمع الشاعر مجموعة من الجبال وهي: الحضر والرحى وساق وصارة ووادي الرمة وجميع هذه الجبال التي تقع قريبة من بعض فداء لمحبوبته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المراجع
معجم البلدان . ياقوت الحموي، دار صادر بيورت«1404.
صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار. محمد بن بليهد . ط2/1392..
المعجم الجغرافي للبلاد السعودية/ بلاد القصيم/ محمد العبودي/ منشورات دار اليمامة/ 1400.
معجم ما استعجم / البكري/ عالم الكتب/ ط3/ 1403/ تحقيق مصطفى السقا.
معجم جبال الجزيرة/ عبدالله بن خميس / ط1/1410/
شعراء من الرس / فهد الرشيد/ط3/.
تحقيق مواضع في نجد/ عبدالله بن محمد الشايع/ ج1/ط1/1413ه.
خرائط المملكة«1: 250000» لوحة رقم«5 38 ng» الفوارة.