خالد الفيصل نثر الإبداع شرقاً وغرباً

خالد الفيصل نثر الإبداع شرقاً وغرباً

* كتب حمد علي أبو حيمد:

أسافر عنه من ديره لديره

عساي اسلاه لكن ما حصلي

شاعر بارع قادر على ربط الكلمات الجميلة بعضها ببعض يبحث عن المعاني العميقة نجد في شعره الهدوء والعذوبة والجزالة وصدق العبارة شاعر خصب الخيال رصين الأسلوب له اختيار رائع للقوافي وتوظيف متقن للمفردة متمكن من قول الشعر الشعبي في أي غرض من أغراضه نجد في شعره القوة والإعجاب والمدلول لا تخفى على أحد شهرته فارس الكلمة المتدفق بالحكمة والقول الصائب استطاع ان يرسخ في ذاكرتنا أعذب وأروع القصائد وأجملها يملك قدرة عجيبة في نقل مشاعره ومعاناته الشعرية في صورة جميلة كما نجد في شعره روعة البيان وسلاسة الأسلوب فنان كلمات ورسام تشكيلي في نفس الوقت قصائده مفعمة بالشفافية يصافح القارئ مصافحة جميلة بقصائده الأكثر من رائعة فشعره يمتد جمالا فعندما يكتب الشعر يكسر الحاجز الذي يقف بين الشاعر والقارئ يجول ويقترب اكثر من النبض والاحساس كلماته يترجمها مثل رسام ماهر ترسخ في الذاكرة ولا تبارحها قصائده عزف منفرد نهر عذب ساحر يميل أغصان المحاني ويستهوي النفوس مفرداته تعطر أرواحنا بشذى الجمال نجده يتجدد ويتجدد يعتبر ثروة إبداعية باقية نجد في سحائبه الشعرية شفافية البوح ورقي الكلمة أشعاره لها بصماتها الواضحة في الأغنية الشعبية فنجدها لا تقل جمالا عن سابقاتها فيعطي بسخاء ويتقن فنون القصيدة قصائده تحمل في مضامينها سمو الحرف وأناقته فهو يحرص على ان تخاطب قصيدته العقل أعطى الشعر لوحة شعرية تشكل جميع الأغراض الشعرية (الغزل الوصف المدح الرثاء الحكمة) وغيرها يتفق الجميع على انه فارس الشعر الأول حلّق مع طلال مداح وتألق مع محمد عبده ونثر الابداع في سماء الأغنية الشعبية رسم بريشته الشعرية لوحة من قوافي إبداعية فتعلق في ذاكرتنا شعره له متعة في النفس وحلاوة على اللسان مفرداته رقيقة تحكي عن روعة الحب نعم الشاعر المبدع العذب الكلام الأمير/ خالد الفيصل «دايم السيف» شاعر علم ولد في مكة المكرمة في اليوم الخامس من شهر محرم عام 1359ه تلقى تعليمه في مدرسة الطائف ثم في مدرسة (اهن) في الولايات المتحدة الأمريكية ثم جامعة (اكسفورد) في انجلترا أوجد سموه مجلة الفيصل ومن ثم كان له دور كبير في إنشاء جريدة الوطن الصادرة من أبها وتواصلا في الاسهامات من سموه ساهم في مشروع جمعية الملك فيصل الخيرية ومن المناصب التي تولاها نذكر منها:
إمارة منطقة عسير وكان خير رجل لهذه المنطقة من بلادنا الغالية.
أصبح رئيساً لمؤسسة الفكر العربي وذلك من قبل المؤسسين لهذه المؤسسة.
رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية.
المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
رئيس لجنة التنشيط السياحي بمنطقة عسير.
شعره
يعتبر خالد الفيصل من الشعراء الذين يتقنون توظيف المفردة فهو يكتب شعر التفعيلة ونوع من الشعر الشعبي الذي يختلف فيه الأوزان والبحور.
الأغراض الشعرية
من الأغراض التي يتعامل معها سموه بكل صدق وإحساس (الرثاء) فكتب في والده (رحمه الله) يقول:

لا هنت ياراس الرجاجيل لاهنت

لاهان راس في ثرى العود مدفون

والله ماحطك با القبر لكن آمنت

با اللي جعل دفن المسلمين مسنون

(الحكمة) فيقول:

ياطيب الشارات من يوم منشاد

احذر عدوك لايغدرك على هون

ترى عدوك غايته فيك ومناه

يزرع بصدرك من قنا رمحه طعون

(الوصف) ويقول:

كنها تمشي على قرع الطبول

فتنت اللي خافقه يبرى لها

ضافي القصة على الطرف الخجول

تنكسر شمس العصر بضلالها

وصفها وصف السحاب الي يحول

كل عين تستخيل اخيالها

(الغزل) ومنه:

انتظرت أزمان في ظل الوعد

احسب الخفقات يا أغلى وعد

انتظرت والظاهر ياوعد ماجيت

عيا عليك الوقت ولا ياوعد عيت

ولم ينس خالد الفيصل (الوطن) حيث يقول:

اصيل ما يحتاج للطيب برهان

من كل ميزة جامع لك حسنها

ولي تباهو بالمنازل والأوطان

لك ديرة سيد المخاليق منها

ولا أجمل من الشعر عندما يقول:

سافرت للبعد ومشيت اتبع فوانيس الوجود

وأزور واحات القلم عند العجم والعاربه

عودت للحرف وقريت لي من الكلمة.. ردود

لقيت كتّاب الغلاة تطرد ... نياق هاربه

جمال الصورة الشعرية نجدها وبلا شك في يد المبدع (دايم السيف) فيقول:

شبيت ضوي بالظلام

في صحصح ذيبه عوى

ما لي أنيس إلا النجوم

أو نور وضاح القمر

خالي وكني في الزحام

قلبي تلهب ونشوى

ماعاد أميز بالحشاء

ولا على الضو الجمر

فعندما نبحر في أعماله الإبداعية نجدها كلاماً جميلاً يجبرك على ترديده دوما فمنها مايلي:
(1) اصدار ديوان (قصائد نبطية) فكان جميلاً يحمل في طياته أعذب الكلام وأصدقه
(2) الأمسيات الشعرية فنذكر منها مايلي:
الأمسية الشعرية بدولة الكويت.
الأمسية الشعرية بالقاهرة عام 1415ه.
الأمسية الشعرية بكلية الملك عبدالعزيز الحربية بالرياض عام 1416ه
الأمسية الشعرية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
الأمسية الشعرية في أمريكا.
الأمسية الشعرية بدولة المغرب.
الأمسية الشعرية في لبنان.
الأمسية الشعرية في مصر.
أمسية الرياض (الجنادرية 15)
(3) أوبريت الجنادرية (التوحيد) المهرجان التاسع
خالد الفيصل شاعر من جهة ورسام تشكيلي من جهة أخرى ومثقف ومتعلم من جهة ثالثة نجد قصيدته مليئة بالوفاء وأبياته منتشية بالحب والجمال فهو مبدع في شتى نواحي القصيدة.
فعندما سئل سموه في إحدى الأمسيات الشعرية عمن أصعب معاناة (القصيدة) أم (التعامل مع الريشة)؟
أجاب سموه:
كلاهما معاناة وكلاهما فن ويعبر عن مشاعر وفكر فالقصيدة اكتبها في كل مكان أما اللوحة لها مكان معين وظروفها أقسى.
خالد الفيصل كما قلنا مما تقدم الحديث عنه شاعر مبدع وعذب الكلام فقد حظي سموه بألقاب نذكر منها:
لقبه خادم الحرمين الشريفين (شاعرنا) يقول خالد الفيصل هو أرفع وسام حظيت به على المستويين الشخصي والرسمي.
اشتهر خالد الفيصل بلقب (دايم السيف)
لقب سموه (أمير الشعراء)
يتفق الجميع على أنه (فارس الشعر الأول)
رأى الدكتور غازي القصيبي في شعر خالد الفيصل النبطي:
تجربة الأمير خالد الفيصل في الشعر النبطي انه يكتب شعر النبط بالفصحى!
وفي النهاية نقتطف شيئا من قصائد (دايم السيف) الابداعية التي ننثرها عبقا فواحا لكل قرائه:

اشفق على اللايم.. إلى جاب طاريك

ودي يطول الشرح في حال طاريك

الشاهد الله... من كثر ماني أغليك

في سبتك لو راحت الروح.. تفداك

أعلـىالصفحة

رجوع