| عزيزتـي الجزيرة
تعرض الدكتور عبدالله الموسى في عموده المتجدد« وحي المستقبل» العدد 10579 وتاريخ 27/6/1422ه إلى قضية وطنية مهمة تتمثل في الحاجة الماسة إلى معلمين ومعلمات للحاسب الآلي. ولاشك ان الدولة قد خطت خطوات موفقة في مسايرة الحاجة إلى علوم العصر المتجددة وأهمها الحاسب الآلي. وتمثلت هذه الخطوات المباركة في إدخال مادة الحاسب الآلي في مراحل التعليم المختلفة ثم في إطلاق المشروع الوطني لتعليم الحاسب الآلي. لكن ثمة مشكلات كبيرة لا تزال تعرقل نجاح هذا المشروع وتحد من انتشاره وفاعليته، وأهمها نقص الكوادر البشرية المؤهلة لتدريس مادة الحاسب الآلي في مراحل التعليم العام بنين وبنات . وهذه المشكلة بحد ذاتها يمكن ان تسبب ارقاً مستمراً للقائمين على التعليم، كما يمكن أن تسبب خللاً دائماً في منظومة التطوير المتكاملة لمناهج التعليم بشكل عام ولمناهج الحاسب الآلي بشكل خاص. إن النظرة الشاملة للمشكلة ومن زوايا مختلفة أحد افضل الطرق للوصول إلى حلول ناجعة لها. ولو نظرنا إلى الأعداد المتزايدة لتدريس بعض المواد لعلمنا أنه بالإمكان الاستفادة من هؤلاء الخريجين والخريجات لسد هذا النقص أو ذاك بطريقة أو بأخرى. وفي ظل النظرة الحديثة إلى التربية والتي تركز على المتعلم كمحور رئيس للتعليم في حين أن دور المعلم «أو المعلمة» يتمثل في التوجيه والرعاية والقيادة وتهيئة السبل الأفضل للتعلم، لعلمنا أن النظرة إلى إعداد المعلم يجب أن تتغير أيضاً. إن الحاجة لم تعد ماسة كما في السابق إلى اعداد المعلم العالم«او المعلمة العالمة» خصوصاً في مواد متجددة ومتغيرة مثل الحاسب الآلي بقدر ما تبدو الحاجة في ظل النظرة الحديثة للتربية إلى إعداد المعلم القادر على تهيئة البيئة التعليمية المناسبة للتعلم واستخدام كل الوسائل الممكنة لمساعدة الطالب أو الطالبة على التعلم الذاتي القائم على البحث والاكتشاف. إن تدريس الحاسب الآلي في مراحل التعليم العام وفي ظل البرامج والإمكانات المتاحة يجعل دور المعلم والمعلمة أسهل بكثير مما يتوقعه القائمون على التعليم، خصوصاً إذا علمنا أن محتوى مادة الحاسب الآلي في التعليم العام لا يتجاوز تدريب المتعلم على الاستخدام الأمثل للبرامج سهلة الاستخدام مثل الحزمة المكتبية وبعض البرامج التعليمية. ومن هذا المنطلق، فإن الاستفادة من خريجي الكليات التربوية من الطلاب أو الطالبات الحاصلات على دبلوم في الحاسب الآلي من أحد المعاهد المتخصصة كما أشار ذلك الدكتور الموسى تصبح ممكنة جداً بل ملحة وضرورة في ظل الحاجة الماسة والمستمرة لمدرسين للحاسب الآلي في مدارسنا وذلك إذا أريد لمشروع إدخال الحاسب الآلي في التعليم النجاح.وختاماً، فإني آمل أن يحظى هذا الاقتراح«تعيين الحاصلات على شهادة جامعية تربوية مع دبلوم حاسب من معاهد التعليم الخاص» بالترجمة الجادة والسريعة من وزارة الخدمة المدنية ومن القائمين على وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات، وبحث كل السبل الممكنة والمتاحة للاستفادة من الخريجين« من البنين والبنات» والمتحمسين لخدمة هذا الوطن الغالي وعبر سلك التعليم.وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،،،
د/ صالح بن عبدالعزيز النصار
كلية التريبة جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|