| عزيزتـي الجزيرة
منذ الجلسة الأولى في «فندق قصر أبها» يوم 11/6/1422ه حينما طرحت ورقتي عن شعر الأمير «عبدالله الفيصل» ضمن الندوة المعقودة على هامش تكريم سموه من «دار الصباح».. والدكتور «حسن الهويمل» يقوم ولا يقعد.. ويرغي و يزبد.. وكأنه يُحارب طواحين الهواء.. فهو يتوهم أنه الوحيد المسؤول عن لغة الضاد ولاسيما أنه قد تسنم أخيراً رئاسة مكتب رابطة الأدب الإسلامي..
ومع أنني يومها وحتى الآن قد اسمعته هديل الحمام فإنه يصر سامحه الله على مبادلتي بزئير السباع بدليل شريط «الفيديو» المسجلة عليه مداخلته التي افتعل فيها الغضب من غير معركة حينما أوّل كلامي في غير موضعه.. وهاهو في صحيفة الجزيرة يوم 8/7/1422ه يردد اسلوبه «الدونكيشوتي» مع من يتوهم أنهم أضداده في الرأي..
ومع تقديري الذي أعربت عنه مراراً للدكتور «الهمويل» إلا أنني أستسمحه في إيضاح مايلي:
1 أن وجهة نظري في شعر الأمير «عبدالله الفيصل» موضوعة في كتاب المناسبة الى جانب ورقته كتفاً بكتف وبإمكان القارئ المحايد أن يقرأها ويحكم عليها بعيداً عن التشنجات وافتعال الخصومات.
2 إنني ولا فخر أستاذ مثله وإن كنت أصغر منه سناً إلا أنه لايقل احترامي وحبي وحرصي على لغة القرآن منه وطلابي وأبحاثي خير شاهد على ذلك.
3 أن لغة الشعر العامي عربية صرفة وذات جذور واحدة مع اللغة الفصحى ولا ينقصها إلا الإعراب فقط.
4 اعترافه بقلمه بأنه يُشاركني وغيري الإعجاب بالشعراء المبدعين في الشعر العامي قديماً وحديثاً وهذا الإعجاب مع الاستعمال اليومي للغة المحكية في مجتمعاتنا وبيوتنا وأسواقنا لا يخرجنا من دائرة الحفاظ على اللغة الفصحى والدعوة لإحيائها وتدريسها وهذه أمانة يحاسبنا الله تعالى عليها وليس الدكتور «الهويمل» أو سواه من البشر.
5 أنني أربأ بالدكتور «الهويمل» الاستمرار في ممارسة النقد الإرهابي مع من يخالفه الرأي وقد أثبت ذلك في نقاشاته وسجالاته النارية مع كل من حاول استدراجه إلى الميدان منذ سنوات وسنوات وأدعوه مخلصاً وهو الأستاذ الجامعي ورئيس النادي الأدبي ومدير رابطة الأدب الإسلامي إلى مخاطبة الآخرين بالهدوء واستعمال الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.. بدلاً من استعراض العضلات والتهديد بتكسير البيض والبطيخ أو «الجراوة» على الرؤوس!
6 أما حفظ اللغة العربية بالقرآن الكريم فهي حقيقة أزلية وستظل مصانة به إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها وها قد مضى على هذه اللغة قرن ونصف القرن من الزمان ولم تتبدل ولله الحمد على الرغم من أن غيرها من اللغات الحية قد سلخت جلدها وبدّلت مفرداتها أكثر من مرة.. وها هي أشعار «شكسبير» تحتاج الى ترجمان باللغة الإنجليزية المعاصرة.
7 أن اللغة المحكية لدى العرب وغيرهم من شعوب الأرض قديماً وحديثاً جزء من حياتهم اليومية ولا أستثني نفسي ولا حبيبنا «الهويمل» من هذا العالم وستظل مجالاً للتعبير عن شؤونهم وشجونهم ومشاعرهم جنباً الى جنب مع لغة الدواوين والمنابر ومعاهد العلم.. شئنا ذلك أم أبينا.
8 لقد وقع ناقدنا فيما أخذه عليّ من إشادتي بشعر الأميرين «عبدالله وخالد الفيصل» وغيرهما من فحول الشعر العامي قديماً وحديثاً ووصف ذلك بالتزلف بينما أغرق هو في المداراة والمواربة ودغدغة المشاعر.
9 وأختم هذا التعليق الأخير مؤكداً بأنني أدين لله جل شأنه بحبي وأخلاصي وإجلالي للغة الآباء والأجداد والأبناء والأحفاد.. لغة أهل الجنة.. لسان قرآننا العظيم وجوامع كلم رسولنا الخاتم «صلى الله عليه وسلم» ولا أخشى في ذلك مزايدة من أي كان.. والله على ما أقول شهيد وهو حسبي ونعم الوكيل.
د. عبدالله بن محمد الحميِّد
|
|
|
|
|