| المجتمـع
* الطائف مريم الدغريري:
لا يزال الاقبال على مهنة التمريض في المملكة دون المستوى المأمول ويعزى ذلك الى عوامل متعددة يأتي أبرزها تقلبات ساعات العمل بين الليل والنهار إضافة لعوامل أخرى قد يكون بعضها بدأ ينحصر كرفض أولياء الأمور لالتحاق بناتهم في معاهد التمريض.
في هذا الاستطلاع نلقي الضوء على عدد من الأمور المتعلقة بالتمريض كمهنة للفتاة السعودية.
تاريخ التمريض
وحول التمريض كمهنة تحدثت مديرة المعهد الصحي الثانوي بالطائف صباح العنقري بقولها: التمريض مهنة قديمة قدم الإنسان نفسه وتاريخ التمريض هو تاريخ الإنسان فلقد عرف الإنسان الصحة والمرض منذ نشأته وعن مهنة التمريض نجد عبر العصور كلها أن أنبل الناس هم الذين حملوا هذه المسؤولية نحو إخوانهم البشر. كما أنها امتزجت بأسمى المعاني والمبادئ الإنسانية كالتضحية والإيثار والتعاون.
فعلى من تختار هذه المهنة لها أن تفهم أن التمريض مهنة شاقة تستلزم صحة جيدة ومزايا خاصة من صبر وجلد وحنان وشفقة وتفان في العمل والمحافظة على أسرار الغير بحكم ما تطلع عليه أثناء ممارستها الخدمة مستقبلا.
ولقد كان لنا في أمهات المؤمنين أسوة حسنة في هذا المجال.
الدراسة في المعاهد الصحية
أما عن شروط الالتحاق بالمعهد الصحي فقالت مديرة معهد الطائف شروط الالتحاق بالمعهد موضوعة من قبل الإدارة العامة للمعاهد والكليات الصحية ويتم تزويدنا بها سنويا عند ظهور نتيجة الثانوية العامة وهذه الشروط يتم الإعلان عنها بوقت كاف من قبل الإدارة العامة في الصحف المحلية ومن ثم من قبل إدارة المعهد.
وكذلك يتم عمل حملة إعلانية عن نظام القبول بالمعهد مسبقا ضمن الأنشطة اللامنهجية للمعهد على مدارس المرحلة الثانوية داخل محافظة الطائف وخارجها وذلك قبل نهاية الفصل الدراسي الثاني من كل عام لإعطاء الطالبات صورة واضحة عن نظام القبول بالمعهد وتقوم بتنفيذ هذه الحملة مدرسات وإداريات المعهد.
قواعد وأصول
أما عن قواعد وأصول هذه المجال الإنساني فتقول مديرة المعهد الصحي بالطائف:
مما لا شك فيه أن لكل مهنة قواعد وأصول يجب على الملتحق مراعاتها والعمل بها وفي مهنتنا هذه فإن أهم هذه القواعد هي المحافظة على فردية الشخص الذي يعتنى به والمحافظة على الوظائف الفسيولوجية للإنسان، وحماية الفرد من المسببات الخارجية للمرض والأذى.
كما أن التمريض هوتضحية وإيثار وتعاون مع الفريق الصحي المسؤول عن تقديم العناية الصحية لأفراد المجتمع.
وهو أيضا العلم والفن المتعلق بالتحسين والصيانة والادخار وابقاء الصحة والعناية بها.
وعن الإقبال من خريجات الثانوية العامة قالت: هناك إقبال جيد جدا من خريجات الثانوية العامة وهذا ما تم ملاحظته في السنوات الأخيرة حيث إن هناك ازدياداً من قبل فتياتنا للانخراط في هذه المهنة وذلك من خلال ما لمسناه أثناء عملية القبول بالمعهد مما جعل الوزارة تتخذ أسلوبا جديدا في ديناميكية التسجيل وذلك بالتركيز على نوعية ومستوى القدرات العلمية والذهنية ومهارات الفرد في اللغة الإنجليزية.
بين الرفض والقبول
وعن مدى تغير النظرة السلبية لبعض أولياء الأمور تجاه التمريض تذكر الأستاذة صباح أن رفض أولياء الأمور للالتحاق بهذه المهنة سابقا وذلك لجهلهم بأهميتها وفي الوقت الراهن فإن هذا المفهوم قد تغير وذلك للوعي وإدراك أهمية هذه المهنة والحاجة لها.
وضرورة عمل فتياتنا بها لخدمة هذا الوطن الذي طالما قدم لنا وما زال يقدم الكثير من العطاء لأبنائه فمن حق الأبناء بذل كل ما هو غال ورخيص لخدمة هذا الوطن المعطاء.
وعن تغير هذا المفهوم الخاطئ تقول: من وجهة نظري ومن خلال ممارستي للعمل فإنني أرى زيادة وتكثيف التوعية بأهمية هذه المهنة وعظمتها والدور الذي تقوم به الممرضة لخدمة فئة خاصة من أفراد المجتمع وذلك من خلال عمل لقاءات مع المسؤولين لتوضيح أهمية المهنة وعرض نماذج مشرفة من واقع العمل من خلال الندوات واللقاءات وبرامج المرأة في التلفزيون والصحف المحلية.
ولابد من أن تؤخذ في الاعتبار ان ما تمر به مهنة التمريض في المملكة لا يختلف عما سبق أن مرت به هذه المهنة في الدول المتقدمة.
وبالنسبة لدور المعهد فإنه يتم عمل لقاءات مفتوحة مع أولياء أمور الطالبات (أمهاتهن) داخل المعهد وخارجه عن طريق الندوات وتفعيل دور المعهد في يوم المهنة بإعطاء المحاضرات في الجمعيات الخيرية ومدارس الرئاسة العامة وأثناء عقد مجالس الأمهات.. وعمل زيارات متبادلة مع بعض المؤسسات النسائية.
وعن توفر الوظائف لهذه الفئة تؤكد أن وزارة الصحة أولت إمكانياتها المتاحة لجذب وتوفير القوى العاملة السعودية في مهنة التمريض وهناك تنسيق مستمر بين وزارة الصحة ووزارة الخدمة المدنية بتوفير وإتاحة الوظائف العديدة للتمريض السعودي وتعيينهم في العديد من المستشفيات ومراكز وزارة الصحة ومن نتائج هذا التعاون إيجاد نظام الكادر الصحي الجديد.
وكان لنا حوار مع بعض الخريجات اللاتي أبدين ارتياحهن لهذه المهنة وأشد ما أقبلن عليها.. إلا لكي يبرهن بأن الفتاة السعودية قادرة على العطاء والبذل في أي مجال من مجالات الحياة.
تفعيل الممرضة السعودية
أمل اليامي ممرضة سعودية تحدثت لنا قائلة: العمل كممرضة ليست مجرد وظيفة فحسب ولكنه يشعرنا بعظيم المسؤولية التي تواجهنا فنحن لا نتعامل مع اناس عاديين ولكن نتعامل مع أرواح وأجساد هي أمانة عظيمة في أيدينا وعن موافقة الأهل على دراستها تقول: لم يعارضوا ذلك أبدا لأنها من المهن الرائعة التي تستحق أن ننتمي لها ولم تنف وجود بعض المشاكل إلا أنها تؤكد أن المشاكل أو العوائق تكون في البداية فقط.
وتؤكد بأن هناك نظرة احترام وتقدير فمعظم المرضى أصبحوا يفضلون الممرضة السعودية على الأجنبية ويطمئنون لها.
عوائق .. ولكن
وتوضح لأولياء الأمور أن بلدنا بحاجة الى الفتاة السعودية في مجال التمريض كما يهيأ لها المستقبل الوظيفي وأنه يجب عليهم بأن يدعموا بلدنا بكل وجه.
أما خ.ع فترى أن رفض والدها كانت مبرراته التي يرى صحتها وتقول: ان والدي يرى أن هذه المهنة لا تخلوا من الاختلاط سواء بالأطباء أو الممرضين أو المراجعين.
وعن نتيجة تلك المعارضة تقول: رفضه بأن أحقق حلمي كممرضة جعلني أشعر بخيبة أمل وقد حطم أحلامي التي شيدتها قبل التخرج من الثانوية.
|
|
|
|
|