| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة انت وبلا شك من افضل الصحف المنيرة التي تصدر في بلادي العزيزة وهذه العبارة ليست مبالغة بل لانك وبحق الام الحنون التي تهتم بالقضايا التربوية بشكل خاص وقضايا المجتمع بشكل عام فإذاً هذا ايمان منك بأنه اذا صحت التربية صح المجتمع اما العنوان السابق فهو جدير بالتعبير عن نفسه لانه يخاطب المجتمع بجميع شرائحه فيذهب بلب العقل الى ما وراء السؤال الى السؤال عن السؤال فالمشكلة ليست تحديد المشكلة او الكشف عن اسبابها او معرفة نتائجها وتأثيراتها ثم علاجها والسيطرة عليها ومن ثم توخي الحذر من الوقوع فيها لان كل هذه الامور لدينا ولله الحمد والمنة من اصحاب الفكر والعقل من يستطيعون بتوفيق الله ان يقوموها على اكمل وجه لكن المشكلة هي من يدلهم عليها؟ ولعل هذا الاستفهام يطرح لدى البعض تساؤلا هل هناك مشاكل في مجتمع لا تظهر عليه او لا يتسنى لاحد الاحساس بها.
الجواب نعم هناك مشاكل يصعب الاحساس بها او اذا صح التعبير لا يمكن الاحساس بها على المدى البعيد فمن هو صاحب الخاطر الذي خطرت له هذه المشكلة ليطرحها على الساحة ويتركها فريسة للعقول المدركة التي لا تلبث ان تحيطها بهالة من الحلول ثم تخفيها من الوجود وهي تتلاشى شيئا فشيئا إذاً المشكلة هي كشف المشاكل وذلك لا يحدث الا اذا اهتم به المجتمع بكل شرائحه فمهما كانت عقول المفكرين والمربين والادباء بما فيهم من مسؤولين عقولا مطلعة واعية تعمل ليل نهار فلن تستطيع السيطرة على كشف كل المشاكل اذ لابد من ان يعمل عقل المجتمع باسره لكي لا يفلت من قبضته اي نوع منها ولعل الذي اثار هذا الموضوع هي كلمة بسيطة في لفظها كبيرة في معناها قالها احد العامة الذي ليس بالقارىء ولا الكاتب حيث قال انه لابد من ان يحب التلميذ استاذه في سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط لكي لا يستغلق على الافهام ما يقوله المعلم وهذا لان من احب احدا احب قوله ومن احب القول عقله ومن عقل الشيء ادركه ومن ادرك الامر هان عليه فابدع وبرع فيه وكان دافعا له للتحصيل والاستنتاج والابداع فنحن نرى هذه الشخصية البسيطة تطرح سؤالا هاما وهو أين مكان المعلم في قلب الطالب وليقس كل منا هذا الامر على نفسه.
فليعد لماضيه وسنوات دراسته التسع الاولى وكيف كان يتلقى البنى التحتية لثقافته التي يقيم عليها ابواب العلم والمعرفة ليدخل منها ويواصل تعليمه وليقارن بين تلك البنى من حيث متانتها مستشعرا مدى حبه لواضع كل بنية وكيف تلقاها منه.. وهنا نعود للب الموضوع وهو كيف نكشف عن المشكلة لنواجه مشكلة اخرى وهي لماذا لا نتكلم لماذا لا نكتب لماذا لانهتم لماذا لا يطرح كل منا رأيه حتى ولو لم يصب فهو مهما كانت الامور جزءاً من الرأي العام ففائدته آتية لا محالة لانه وان لم يصب دل على المصيب وان لم يصب مرارا فلابد من ان يصيب ولو مرة واحدة فلماذا لا اكتب انا لماذا لا تكتب انت لماذا لا يكتب هو لماذا نستشعر المشكلة ونحسها ولا نواجهها؟ هذا مع كامل احترامنا الشديد لرجال القلم.لرجال الفكر للعقول العظيمة التي تمتلىء بها وسائل الاعلام والتعليم في بلادنا الحبيبة علما بأنهم لن يستغنوا عنا نحن العامة فهم بحاجة لمن يخطر له الخاطر فيكشف عنه الساتر.
محمد بن خالد العتيبي
كلية العلوم العربية والاجتماعية
بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم
|
|
|
|
|