| محليــات
* مكة المكرمة واس:
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس الرأي العام العالمى والدولي وصناع القرار في العالم إلى اتخاذ الحكمة في الأحداث والتعقل في المواقف وضبط النفوس بأعنة النظر العميق وإيثار المصالح العامة وإحلال السلام العالمي العادل ودعم الأمن الدولي المنشود.
كما دعا في خطبة الجمعة أمس علماء الأمة إلى أن يبينوا الحكم في هذه الأحداث التي تعرض لها العالم ويؤطرها بالرؤى الشرعية الصائبة والظهور الإسلامي المستنير حتى تتجلى الصورة المشرقة عن الإسلام وأهله.
وأكد أن مايسمى بالإرهاب مرفوض بأبشع صوره وبعيد كل البعد عن الجوهرالإسلامي ونبل مقاصده وسمو تشريعاته وأنه لايمثل أخلاقيات المسلمين وحسن سلوكهم.
وقال«إنه ينبغي أن تضبط الألفاظ والمصطلحات حتى لاتختلط المفاهيم بين الجهاد الشرعي وضوابطه وأخلاقه وبين الإرهاب الواقعي وأخلاقه وصوره».
وبين الشيخ السديس أن ما يسمى في العالم اليوم بظاهرة الإرهاب قد تخطت حدود الزمان والمكان ولم تعد محدودة أو ضيقة بل تجاوزت ذلك إلى التنظيم الإجرامي المسلح والعدوان الجماعي الصارخ وزرع ألغامه الموقوتة وقنابله في العالم أجمع وتجردت خلاياه وشبكاته من أقل معاني الإنسانية والقيم الدينية والمثل الأخلاقية والسلوكية وخالفت جميع الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية.
وقال الشيخ السديس إن من كارثة الكوارث حينما يكون اتباع هذه الظاهرة مرتدين لباس الدين أو متزينين بزي الدين لأن الإسلام الحق بريء من ذلك كله فهو يحرم الظلم والتظالم ويأمر بالقسط والعدل حتى مع العدو وينهى عن سلوك العنف والفظاظة.
وأشار إلى ما ابتليت به البشرية في هذا الزمن من تخريب وعنف وحوادث وارهاب وشغب مؤكدا أن الوضع الراهن يترجم ذلك بجلاء مما هز العالم وأصابه بكارثة إنسانية ومصاب جلل مشيرا في هذا الصدد إلى ما وقع في العالم من ترويع وإرهاب وتخويف وتفجيرات وقتل واختطاف ونسف للبنايات وتدمير للممتلكات وازهاق للأنفس وما نتج عن ذلك من شلل في الاقتصاد وقتل وجرحى ومفقودين.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن من يعمل ذلك هم أقوام ذوو نفوس مريضة وضمائر ضريرة وذمم ضعيفة ممن تأصل الإجرام فيهم حتى طفح شرهم وتطاير شرارهم متسائلا ماذا يريد هؤلاء وما أهدافهم ومن يقف وراءهم ولمصلحة من يتحركون وأي دين وعقل وعرف يقر هذه الأعمال الشنيعة بل أين المروءة والرحمة والإنسانية عند هؤلاء؟ مؤكدا أن نتائج تلك الأعمال الاجرامية ستكون جسيمة على مرتكبيها.
وشدد أنه لابد من الوعي العميق لأن المشكلات والظواهر السلبية في المجتمعات البشرية لا يمكن حلها باللجوء إلى العنف بل بالتحاور والتفاوض ومراجعة المواقف والحسابات والعمل على نشر العدل والمساواة بين الناس ونبذ الاحقاد والعنصريات والاعتراف بحقوق الأمة المسلمة المضطهدة.
وأكد الشيخ السديس أن قضية المسلمين الكبرى في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وحق الشعب المسلم في فلسطين في العيش بأمن وسلام بعيدا عن الإرهاب الصهيوني الغاشم ضد مقدرات الأمة ومقدساتها يأتي في مقدمة ذلك.
وأوضح أنه لابد من العمل على تكريس وتكثيف الجهود وتنشيط الأعمال لإبراز القيم الإنسانية والحضارية التي يزخر بها الدين الاسلامي الحنيف مع السعي لمعالجة صور التنافر والازدواجية التي تعيشها الأمة في كثير من مجالاتها السياسية والاقتصادية والإعلامية والعمل على تقفيل العولمة التي توشك أن تأتي على بنيان ثوابت الأمة.
وحث على تفعيل دور الفرد المسلم للقيام بمسئولياته في الأمن والبناء والأعمال وتحقيق المصالح الكبرى منهج التوسط والاعتدال تحقيق لمقاصد الإسلام العظمى.
ودعا إلى إنشاء مشروع منظمة إسلامية عالمية متخصص لعلاج هذه الظواهرالخطيرة إقليميا ودوليا ووضع الدراسات العلمية والآليات العملية للبحث بجدية عن أسبابها وعوامل انتشارها واتخاذ آلية لاجتثاثها بمنهجية هادئة هادفة مدروسة مؤصلة بالعلم والبيان ومتسمة بالموضوعية والشفافية حتى تسعد البشرية وتأمن الإنسانية ويسلم العالم من غوائها وشرورها.
وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام وسائل الإعلام ولاسيما الغربية وملاك القنوات العالمية التحلي بالانصاف والموضوعية والصدق والواقعية وعدم إطلاق التهم وكيل التكهنات والبعد عن الضبابية عند الطرح والتحرير والازدواجية في المواقف والانسياق وراء العواطف والتشدد في الحوار.
وناشد أمة الاسلام أهل الحق والحقيقة بتجلية الصورة الحقيقية المشرفة عن الإسلام وأهله بعد أن سقطت الاقنعة وأفلست الشعارات وظهر عوار كثير في النظم والنظريات وبعد أن شوه الاسلام.
|
|
|
|
|