| الاولــى
*
* كابول واشنطن لندن الوكالات:
مع تزايد الدعوات الموجهة الى الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التسرع وشن حرب ضد أفغانستان أعطت واشنطن مهلة جديدة لحركة طالبان الحاكمة حتى انتهاء وفد من العلماء المسلمين الباكستانيين الذي وصل الى قندهار مقر تواجد زعيم طالبان الملا محمد عمر لاقناع الحركة بتسليم أسامة بن لادن الذي تقول واشنطن انه المشتبه الرئيسي في تدبير الهجمات التي تعرضت لها مدن نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، وفي حالة رفض تسليم بن لادن فان أمريكا وحلفاءها قد يشنون هجمات عسكرية على أهداف تابعة لطالبان وتنظيم القاعدة الذي كان محددا لهم اليوم السبت، الا ان اتاحة الفرصة لعلماء باكستان أدى الى تأجيل الضربات ويقول مسؤولو طالبان: إنهم سلموا رسالة لأسامة بن لادن طالبوه فيها بمغادرة أفغانستان بمحض إرادته، ولم ترد أي أنباء عن رد ابن لادن على هذا الطلب.
وصرح مسؤول حكومي باكستاني لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الزيارة هي المحاولة الأخيرة لايجاد حل يقبله الطرفان للأزمة الراهنة خاصة وان الزعماء الدينيين الباكتسانيين الذين توجهوا الى أفغانستان هم من المتعاطفين مع حكومة طالبان، وقد يتمكنون من التأثير على قادتها.
لكن زعماء ثلاثة من الأحزاب الاسلامية الباكستانية رفضوا الانضمام للوفد.
وقد أعلن مسؤلون في حكومة طالبان انهم أخطروا ابن لادن برغبتهم في ان يخرج من البلاد بمحض ارادته، وكانت حركة طالبان قد ذكرت في وقت سابق ان أحدا لا يعلم مكان اختبائه.
ويرى المحللون ان أسامة بن لادن سيواجه صعوبات كبيرة اذا حاول مغادرة أفغانستان لأن أي بلد تستضيفه سيتعرض لخطر الهجمات الأمريكية.
في غضون ذلك أكدت مصادر صحفية أمريكية الى ان قوات أمريكية خاصة اتخذت مواقع لها في أفغانستان منذ اسبوعين بحثا عن أسامة بن لادن وتحديد مواقع معسكرات تنظيم القاعدة.
وذكرت صحيفة يو اس توداي الأمريكية ان عدة وحدات عسكرية أمريكية خاصة من ثلاثة أشخاص متواجدة في أفغانستان لتعقب ابن لادن وقتله أو تقييد حركته.
وفي الوقت الذي يحشد الرئيس الأمريكي كل أدواته العسكرية للحرب ما زال الأمريكيون منقسمين على أنفسهم في تأييد هذه الحرب فمنذ وقوع الانفجارات في واشنطن ونيويورك تنشر الصحف الأمريكية استطلاعات رأي، تارة تؤكد تأييدها لبوش، وتارة ترفض الحرب.
وعلى صعيد أوساط البحث العلمي في أمريكا لوحظ رفض النخب العلمية توجيه أي ضربة لأفغانستان معتبرين ان بوش سيفشل في حربه مثلما فشل السوفيت من قبل والبريطانيون من قبلهم.
وفي لندن أفاد خبير عسكري بريطاني ان جو الشتاء القارس والتضاريس الوعرة في أفغانستان يشكلان عائقا في الحرب التي سوف تشنها قوات التحالف الدولي ضد الارهاب حيث ان السحب والثلوج ستجعلان عملية القصف بالقنابل الموجهة بالليزر أمرا مستحيلا، كما ان القليل فقط من الطائرات يمكنه العمل بكفاءة فوق الارتفاعات الشاهقة لسلاسل الجبال الأفغانية.
وأشار «روبرت هيوسن» المحرر بفهارس جينس للأسلحة الجوية لمجلة «العالم الجديد» ان القنابل الموجهة بالليزر التي استخدمت في حرب الخليج الثانية عام 1991م لا تعمل الا في جو صاف لأن الأمطار والبرد يشتتان أشعة الليزر، كما ان هذه الأشعة لا تخترق السحاب.
وأضاف هيوسن ان هذا الجو الملبد بالسحب سيؤثر على أي عمليات عسكرية يمكن ان تتم عن طريق جنوب أفغانستان، وخاصة في مدينة قندهار حيث تتساقط الثلوج في هذه المدينة بشكل مكثف أكثر من مدينة كابول، كما ان قندهار بها أنفاق عميقة في التلال مثلت من قبل حماية للمقاتلين الأفغان ضد الغارات الجوية السوفيتية في عام 1979م.
ولكن المحلل العسكري البريطاني قال: انه اذا كان الجو سيئا جدا بحيث لا يمكن القصف بالقنابل الموجهة بالليزر، فان الاختيار المناسب آنذاك هو استخدام القنابل الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهي قنابل يتم برمجتها للقصف تبعا لاحداثيات الهدف، ويتم توجيهها صوب الهدف عن طريق مستقبل مثبت بذيل القذيفة يتلقى من القمر الصناعي هذه الاحداثيات.
وتابع هيوسن بالقول: «لكن القنابل الموجهة بنظام المواقع العالمي لها سلبياتها أيضا، فبالاضافة الى انها أقل دقة بكثير من القنابل الموجهة بالليزر في اصابة أهدافها، فانه يجب ان تتوافر معلومات مفصلة عن المنطقة المستهدفة بدرجة كبيرة، أما اذا كان الهدف متحركا، فانه لا يمكن الثقة بأنك سوف تصيبه».
طالع صفحة المتابعة
|
|
|
|
|