| متابعة
*
* اسلام اباد د.ب.أ:
عندما دخلت جماعة طالبان كابول منتصرة في 27 أيلول /سبتمبر عام 1996، لم يكن أحد يتصور أن هذه الميليشيات التي خرجت من رحم أفغانستان التي دمرتها الحرب، ستصبح مصدر رعب لأكبر قوة في العالم بعد خمس سنوات في ذاك الوقت وقف العالم مشدوها إزاء الصعود السريع لطالبان، الان يخشى العالم من سطوتهم ويشعر بالغضب لصلتهم المحتملة بالهجمات الارهابية المروعة التي وقعت في 11 أيلول /سبتمبر في الولايات المتحدة، كانت طالبان بالنسبة لأفغانستان التي كلت الحروب بمثابة أمل، وتوقعت الجماهير أنه فور قيام حكومة مركزية قوية في كابول فإن السلام سيعود إلى البلاد، وقد بدا أن هذا سيحدث فقد تمكنت قوة طالبان المقاتلة المشكلة من طلاب الندوات الاسلامية في أفغانستان وباكستان المجاورة من وضع مناطق شاسعة من البلاد تحت سيطرتها، ومن قندهار في الجنوب حيث ولدت الحركة كما تطلق طالبان على نفسها إلى هيرات مركز الحضارة القديمة في الغرب، وإلى جازني في الوسط وناجرهار في الشرق راحت الاقاليم تسقط الواحد بعد الآخر في قبضة طالبان، وأجبرت القوات المناوئة لطالبان والتابعة للرئيس المخلوع برهان الدين رباني على التراجع باتجاه الشرق وظلت قواته بقيادة القائد العسكري أحمد شاه مسعود تتحكم في جيوب من الارض في الاقاليم الشمالية، بيد أن أحمد شاه مسعود اغتيل في وقت سابق من الشهر الحالي وبدا لبعض الوقت أن تحالف المعارضة سينهار أمام طلائع قوات طالبان ويغادر البلاد وقد توحدت تحت رآية حكومة واحدة وبعد الانسحاب المذل للجيش السوفيتي عام 1989 تحول المجاهدون السابقون إلى جماعات صغيرة تحارب بعضها بعضا وحتى طالبان والتحالف الشمالي المعارض المعروف أيضا باسم الجبهة الموحدة يتقاتلان من أجل السيطرة على الاراضي في الشمال. فقد تم استعادة السلام للمدنيين بنزع سلاح سكان المناطق التي تسيطر عليها طالبان.بيد أن الجماهير بدأت تشعر بالقلق من جراء المناخ الجامد الذي خلفته طالبان حيث لا يسمح للمرأة بالعمل أو التعليم .ولكن الافغان الذين تعبوا من الحروب التي استمرت لاكثر من عقدين من الزمان بدا أنهم يقبلون حتى بالقيود التي تفرضها طالبان. وبدا الفقراء الذين يعيشون على الاعانات يتطلعون إلى تحسن الاقتصاد، الامر الذي عجزت طالبان عن تحقيقه.وفي حين اتهم المجتمع الدولي طالبان بالتخريب الثقافي عندما دمرت تماثيل بوذا الاثرية في باميان رافضة عروض مالية واحتجاجات وتستمر الحرب الاهلية في التصاعد داخليا، وتعاني طالبان من عزلة دولية. وحولت العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة عام 1999 على طالبان لرفضها تسليم أسامة بن لادن إلى الولايات المتحدة، حولت طالبان إلى نظام منبوذ، والان تلوح رائحة الحرب والموت والدمار في أفغانستان مجددا عقب الهجمات الارهابية على المراكز العصبية المالية والعسكرية الامريكية وربما يؤيد الافغان طالبان لاسباب قومية في حالة وقوع هجوم أمريكي بيد أن رصيد النوايا الحسنة لطالبان الذي كان موجودا في البداية يتراجع بسبب فشلها في تحسين مستوى المعيشة في أفغانستان، بالنسبة لافغانستان، فقد بدا أن دائرة الصراع والمعاناة قد انتهت عندما عبرت آخر وحدات الجيش الاحمر جسر الصداقة على نهر اوكوس عائدة إلى ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي وربما تدفع أمريكا طالبان إلى عالم النسيان بنفس السرعة التي ظهرت بها مثلما حدث كثيرا في التاريخ الافغاني حيث كان الحكام في كابول يسقطون بسرعة وغالبا بوحشية وسيظل المواطن الافغاني العادي الضحية مثلما هو الحال على الدوام.
|
|
|
|
|