| مقـالات
هناك قرارات في الحياة وعلى مختلف الأصعدة يجب أن يكون فيها الرأي جماعياص أولها قرار الزوج.. فبقدر ما ان فرض الأب أو الأم الزواج على الابن أو البنت التي لا يريدها أو لا تريده.. أو إصرار الابن أو البنت على زوج أو زوجة لا يرضاها الأب أو الأم .. قرار محصلته تفريق الأسرة أيضا قرار دخول حرب بين الإسلام كدين والعرب كعرق وبين الغرب كحضارة والمسيحية كدين.. قرار محصلته التدمير والحصار..
المسلمون والعرب يعانون من كثافة في السكان وضعف في الاقتصاد وتخلف في التقنية وتناحر بين أطرافه.. ليس ذلك وحسب بل هم في حرب قائمة مع إسرائيل كدولة واليهودية كدين.
قرار تلك الغارة كان يجب أن يكون قرارا جماعيا لا يتخذه انتحاري.. غير مؤهل فهما وتقديرا.
تلك الغارة سوف تضع العالمين العربي والإسلامي أمام خيار الحرب مع الغرب أو استسلام مطلق .. بينما كنا قبل الغارة في محاورة ومداورة مع هذه القوة العظمى المسنودة بأوروبا.
كان الإسلام ومنذ الستينيات الميلادية الأسرع انتشاراً في أمريكا.. حتى فاق عدد المسلمين عدد اليهود الممسكين بخناق أمريكا الإعلامي والاقتصادي والسياسي.. بعد الغارة قال ممثل المسلمين في أمريكا بعد لقائه مع بوش وممثلي يهود ونصارى أمريكا.. انه تم اختطاف الإسلام.
العرب منيوا بإسرائيل كطعنة ما زالوا يترنحون منها.. وكانت المحاولات جارية لحلها بتنازلات عربية كبيرة لكنها غير قاتلة.. حتى يرفع العرب من شأنهم ويصيروا ندا لإسرائيل.. أو على أمل أن يكون الزمن والتزايد السكاني في المنطقة خانقا لإسرائيل على المدى الطويل.
لا شك أن هناك حالة إحباط من الحالة الإسلامية والعربية الراهنة.. لكن لا يجب أن ننكر أن هناك صحوة علمية وتقنية سوف تزدهر وتتكامل.
قرار الغارة جعلنا في انتظار أما الحرب السافرة المعلنة على المسلمين والعرب.. أو الحرب الصامتة التي تحاصر العرب والمسلمين تقنيا حتى تزداد الهوة وهي هوة واسعة حاليا حتى الألم.. أو أن تجنح أمريكا إلى واقع جديد يدعو إلى إيجاد حلول لمسببات ومهيجات العداء وبالتالي استئصال أي سبب لغارة أخرى يراها الغرب إرهابا ويراها منفذوها جهادا.
قرار الغارة جعلنا والعالم أمام واقع جديد وآفاق تدميرية جديدة.. فقد كان دائما من المستبعد استخدام القنابل النووية أو الكيماوية أو الجرثومية في أي حرب قادمة.. والآن أمريكا تتحدث عن ضربات نووية محددة ان دعت الحاجة.. وفي ظني ان الرد سيكون تلويثاً لمدينة أو مدن أمريكية غير محددة وغير محدودة.
قرار الغارة كان يجب أن يكون قرارا جماعيا فالمراهنة على حكمة عملاق جريح مقامرة خطيرة منهم هؤلاء الذين وراء الانتحاريين وهل لديهم شيء آخر.. إذا كان لديهم شيء آخر فما هو ومتى سينفذونه.. وهل حجمه وعمق تأثيره بحجم وعمق تأثير الغارة الأولى.. أم إن تلك الغارة هي كل ما لديهم؟!
ختاماً ماذا ستفعل إسرائيل لزيادة تأليب الغرب ضد المسلمين والعرب.. وهل ستؤدي دورها المعهود بالاعداد لعمل إرهابي يهدف إلى إلصاق التهمة بدولة عربية أو إسلامية محددة وتمرر الفكرة إلى عناصر متطرفة وتسهل سبل تنفيذها ثم تراقب نتائجها.. كما ورد في كتاب جواسيس جدعون الذي قدم عنه الدكتور حمد المرزوقي في قراءة مفيدة في جريدة الرياض يوم السبت الماضي.
|
|
|
|
|