أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th September,2001 العدد:10593الطبعةالاولـي السبت 12 ,رجب 1422

مقـالات

وسميات
العراق.. في شعر الرصافي 1/3
راشد الحمدان
أولاً.. يجب أن نعرف أن العرب الأوائل.. كانوا إذا نبغ شاعر في قبيلة من القبائل.. تسابقت بقية القبائل لتهنئتها. لأن الشاعر كان لسان القبيلة.. مثل المحارب البارع. فهو فارسها.
وهذا يعكس أهمية اللغة الإعلامية من أقدم العصور في بيان ميزات من تتحدث عنه.. ولذلك فإن عمرو بن كلثوم ألهى بني تغلب قومه بقصيدته المشهورة «ألا هبي بصحنك فاصبحينا».. عندما قتل عمرو بن هند ملك الحيرة عندما شعر بإهانة أمه لدى أم الملك ابن هند وتفضيله للحارث بن حلَّزة اليشكري عليه وهو شاعر بكر.. فلم يبق واحد من بني تغلب لم يتغن بتلك القصيدة ويرددها.. حتى قيل فيهم:


ألهى بني تغلبٍ عن كل مكرمةٍ
قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثوم

وهي في الحقيقة تتميز بصفات العربي الأصيل.. وقد قال عنها أشهر النقاد منذ أكثر من أربعين عاماً وهو مارون عبود. قال: لو لم يكن لشباب العرب إلا قصيدة ابن كلثوم لإدراك الكرامة والمروءة.. والتفوق.. لكفتهم.. هكذا كان تأثير الشاعر آنذاك لكن في القرن الحالي.. تغيرت الاستراتيجية الشعرية. ومن تخاطب ومن تعني فلم تعد القصيدة العربية موقوفة على أمجاد القبيلة بل تعدت إلى الشعوب.. بل حاربت الأساليب الشاذة في الإدارة عامة.
وندد الشاعر بالظلم الاجتماعي.. وإذابة شخصية الشعب وتضييع حقوقه.. وكان للشعر العراقي بشكل عام دوره المتميز في محاربة كثير من حكام تلك البلاد التي لم تعرف الاستقرار منذ فترة طويلة.. فكان معروف الرصافي شاعر العراق الكبير سيفاً مصلتاً على واقع الحياة العراقية المعوج في كثير من الفترات التي عاشها. كما كان لشعره تأثير كبير في بيان آثار الاستعمار.. والتعسف.. وظلم الإنسان لأخيه الإنسان. لذلك أحببت التطرق إليه هذا الأسبوع في كل الزوايا.. خاصة وأن الشعب العراقي الآن يعيش أشد المآسي ويتذوق مرارة العسف والظلم من الداخل والخارج وهو لا يستطيع فعل أي شيء. حتى الشعراء الجدد من العراقيين لم تعد لديهم الروح والجرأة التي كانت للعباقرة السابقين كالزهاوي والجواهري والرصافي والصافي النجفي.. وقد تميز الشاعر معروف الرصافي بالتمكن من السيطرة على الساحة الشعرية آنذاك. وبرز شعره سيفاً مصلتاً على ظروف العراق في زمانه. كما كان للشعر الفلسفي دور آخر في لمعان شخصية هذا الشاعر. وكذلك شعره الاجتماعي الذي نقل الصور المفزعة والباعثة على الألم من داخل المجتمع العراقي.. وأنا أعرف أن مساحة كهذه لن تقدم الشاعر للقارىء كما يجب.. لكنني أحاول عرض لمحات من شعره المؤثر والذي سيجعل القارىء يتابعه من خلال ديوانه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved