في يوم الاثنين 15/6/1422ه والشمس تهفو للمغيب جاءني الخبر بأن روح والدتنا الغالية عمر الله روحها بالجنة قد فاضت وارتحلت هوّن الله عليها هذه الرحلة الى خالقها.. وبرحيلها تركت جمرا وآلاما في أحشائنا حيث كانت ملجأ وملاذاً للجميع بعد الله.. آلفة مألوفة من القريب والبعيد.. رأيت وجها مشرقا.. وكأن نوراً ينبعث منه نوّر الله وجهها يوم ان تظلم وجوه العصاة فعادت بي الذاكرة الى الوراء حيث جلوسها وأحاديثها ومؤانستها لنا.
كانت تأتي اليّ في آخر الليل في الغرفة وأنا أطالع الكتب فتسأل عن الساعة..؟ فأجيب الساعة الثانية.. ثم تأتي مرة ثانية تسأل عن الساعة فأجيب بأن الساعة الثالثة.. حيث كان لها موعد ولقاء مع الله في هذا الوقت يوم أن تنام العيون.. وتتقلب الأجسام على الفرش الدافئة والسرر المريحة.. تقوم تناجي ربها باكية راكعة ساجدة تدعو الله وتبتهل اليه ان يدخلها وأبناءها وأحفادها وجميع المسلمين الجنة وان ينجي الجميع من سخطه والنار.. تقبّل الله دعاءها وقدّس الله روحها وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وجمعنا بها غدا على خير.. إنه سميع مجيب.
أحببت والله لو لم نسمع الخبرا
حتى ترى أحفادها للعز انتقلوا
يا أم خير وإحسان ويا أملي
أمي وأم كل محسنٍ نبلِ
يارب ادخل وجه من رحلت
جنات عدن لا هم ولا سقم
مع النبيين والصديقين والشهداء
في يوم لا ينفع مال ولا ولد
واجبر عزانا وعزا كل من حضروا
أتوا الينا وفي أكبادهم ألم
ألهمنا الله وجميع المحبين الصبر والسلوان في والدتنا لطيفة بنت صالح العودة.
والحمد لله على قضائه وقدره.