| عزيزتـي الجزيرة
إن الحديث عن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لا يستطيع الكاتب العادي وأنا واحد منهم أن يحيط به بالشكل المطلوب ولكن طالما أن مشاعره وعاطفته الوجدانية موجودة فبإمكانه ان يعبر عن مشاعره بمناسبة هذه الذكرى الطيبة التي تعتبر نقطة تحول في تاريخ المملكة لان هذا التوحيد ارتبط بمنهج هذه الامة القرآن الكريم والسنة المطهرة، فالملك عبدالعزيز عندما فكر في تأسيس هذه الدولة كان شغله الشاغل احياء ومجاراة العصور الاسلامية المفضلة إيماناً منه بانه لا عزة ولا سؤدد إلا بالاسلام فمن هذا المنطلق تفاعل مع عقيدته علماً وتطبيقاً فعلى المستوى الشخصي كان يحيي ليله في التفقه في امور دينه ويجتمع بالعلماء ورجال الشريعة ويتحاور معهم في هذا الجانب ومن حرصه الشديد على العلم يحاول أن يحيط العلماء بما وصل إليه من معرفة من خلال فهمه كأنه يقول لهم ان اصبت أحمد الله على ذلك وان اخطأت ارشدوني إلى طريق الصواب.
وقد اثمرت جهوده المخلصة في ارساء قواعد الامن وعمَّ الرخاء والاستقرار وسعدت الامة الاسلامية بتوحيد هذه المملكة وذلك لما تلقاه من رعاية واهتمام اثناء اداء مناسك الحج والعمرة وشعرت بالمنهج الرباني الحقيقي الذي يرتبط بثوابت الامة ولم يقتصر عمل الملك عبدالعزيز على هذا الجانب بل امتد في منظومة متكاملة تفاعلت مع كل ما يهم ابناء بلده وامته اهتم بالحرمين الشريفين رسخ العلم الشرعي من خلال الكليات الشرعية والمعاهد الدنيية لنشر التعليم في جميع مناطق المملكة وارسل الدعاة الى داخل المملكة وخارجها وبنى المستشفيات والمستوصفات في مدن وقرى المملكة اعطى القضاء استقلاليته ورفع من شأن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ايضاً اهتم بحركات التحرر العربية والاسلامية ساندها بالمال والرجال. وقد اختتم حياته المليئة بالكفاح والتضحيات بأن سلم هذه الامانة الى أبنائه من بعده وهو مطمئن بأن الاسس التي قامت عليها هذه الدولة سوف تستمر بعون الله وتوفيقه حتى يرث الله الارض ومن عليها وبالفعل استمر هذا النهج حتى عصرنا الحاضر عصر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله اجمعين.
رحمك الله يا أسد الجزيرة واسكنك فسيح جناته.
منصور إبراهيم محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|