| أفاق اسلامية
الازدحام في كل شيء قد يؤدي لنتائج عكسية، وهو غير مرغوب فيه، فما بالك بحدوثه بالفتوى، والفتوى من الأمور الضرورية في حياة الأمة والفرد، وفي الشرع الإسلامي الحنيف تعتبر الفتوى أساسية، ويحتاجها الإنسان في أي لحظة وأي يوم، لارتباطها المباشر بأمور الحياة العامة والخاصة الكبيرة والصغيرة، والإنسان المسلم يبحث عن الفتوى على الدوام، ويسعى لها، لأن بها يسعى ويكون عمله وتصرفه وسلوكه موافقا تماماً لمقتضيات الشرع ومتطلباته، وهذا هو ضمن السعي لتقوى الله عز وجل، ونيل رضوانه،
ولكن من يقدم الفتوى؟، بالتأكيد فإن الفتوى لا يقوم بها إلا أهلها، وأجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار، وأهلها كثر والحمد لله، ولكن من يشارك منهم بوسائل الإعلام هم محدودو العدد، والكثير منهم يحجم عن مثل هذه المشاركة، فالأعمال كثيرة، والبعض غير مقتنع بوسائل الإعلام، والبعض الآخر قد يكون خائفاً، والبعض قد لا يمتلك المعرفة الكافية، والبعض لا يريد بذل المزيد من الجهد، ولكن حاجة الناس للفتوى مثل حاجتهم للغذاء والهواء والماء فهو ضرورة، ولذلك يدفعنا هذا الأمر لطرح هذه القضية على جهة الاختصاص، وهي «دار الإفتاء» للوصول لحل لها، ، !
لقد صدرت التوجيهات السامية الكريمة بعدم السماح بنشر أي فتوى من قبل الأشخاص الذين لهم عمود يومي أو أسبوعي أو شهري في الصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إلا إذا كان لديهم تصريح بالفتوى من قبل رئاسة هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والهدف بالطبع ألا يفتي عوام، فيضلون الناس، فالفتوى إذا تولاها غير أهلها فإنه يصيب الناس بلبلة بالتأكيد، ولكن إحجام ذوي الاختصاص وذوي العلاقة هو بالطبع مشكلة أخرى خطيرة أيضاً، وإذا نظرنا مثلاً إلى عدد المصرّح لهم بالفتوى فهم لا يزيدون على (24) عالماً، وإذا نظرنا إلى عدد الذين يشاركون في وسائل الإعلام فهم لا يمثلون إلا (3 5%) فقط!! وهل هؤلاء المشايخ الكبار إذا افترضنا أنهم متفرغون للفتوى كافون لبلد كالمملكة العربية السعودية وتعداد سكانها سبعة عشر مليونا، وماذا عن أبناء الأمة في خارج المملكة الذين يتوجهون لعلماء ومشايخ المملكة طالبين الفتوى الشرعية السليمة النابعة من العقيدة الصحيحة التي لا تشوبها شائبة!
إن الأمر يحتاج للكثير من التنظيم والترتيب، وذلك باختيارمجموعة من طلبة العلم الأكفاء بالمملكة وهم كثر ولله الحمد ليشاركوا في تلبية احتياجات المسلمين، وأن يتم اختيارهم من خلال لجان علمية عالية من أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء، ليسهموا ولو بجزء يسير في عملية الفتوى،
النفوس متعطشة لأجوبة تشفي الغليل، وقد يكون السؤال بساعة متأخرة من الليل، وقد تكون الإجابة منقذة بإذن الله من حالات خطرة، الضرورة مؤكدة، ولا خلاف في ذلك، والحل مطلوب، ولا يمكن التنازل عنه، والله المستعان،
alomari1420@yahoo، com
|
|
|
|
|