الاولــى

عرفات يكثف اتصالاته أوروبياً .. والسلطة تحذر من تفاقم الوضع قوات العدو تقتحم رفح .. وخمسة شهداء بقذائف إسرائيلية بوش يأمل أن يتعظ الناس بما حصل في أمريكا لتحقيق الواقعية في الشرق الاوسط * * القدس غزة رفح الوكالات: بعد أقل من يوم واحد على اجتماع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب 31 آخرون فجر أمس الخميس في عملية توغل نفذتها دبابات إسرائيلية لا تزال ثلاث منها متمركزة في رفح جنوب قطاع غزة حيث تجددت المواجهات منتصف النهار واستشهد خمسة فلسطينيين وأصيب 31 آخرون بشظايا القذائف الإسرائيلية ونيران الرشاشات الثقيلة خلال اطلاق النار الذي رافق عملية التوغل التي يخشى ان تنسف اتفاق تعزيز الهدنة الذي توصل إليه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز خلال اجتماعهما الاربعاء في مطار غزة الدولي في رفح أيضا. وبدأ الجيش الاسرائيلي توغله بعد ساعات قليلة على هذا الاجتماع، وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أمس الخميس ان دبابات إسرائيلية توغلت لاكثر من مائتي متر في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية بالكامل قبل ان ينسحب معظمها صباحا مع الابقاء على ثلاث دبابات متمركزة في منطقة بوابة صلاح الدين بعمق أكثر من خمسين متراً. وأوضح الطبيب موسى ان الشاب محمود فتحي الشاعر (24 عاما) من سكان مخيم رفح استشهد بعدما اصيب بقذيفة أطلقتها الدبابات القتالية الإسرائيلية في إطار التوغل. وقتل الفلسطيني أكرم أبو لبدة (30 عاما) متأثراً بجروح أصيب بها في وقت سابق بعد اصابته بشظايا قذيفة إسرائيلية بالرأس اثناء قصف المخيم . كما قتل الفلسطيني خالد أبو حبيب (21 عاما) بعد منتصف الليل الماضي بقذيفة إسرائيلية ايضا في منطقة بوابة صلاح الدين. وأكد الطبيب موسى ان (27 جريحا ما زالوا يعالجون في المستشفيات) منهم ستة في حالة بين خطيرة وحرجة جدا. وتجددت المواجهات منتصف النهار بين جنود الاحتلال المتمركزين في الموقع الذي احتلته الدبابات عند بوابة صلاح الدين وشبان رشقوهم بالحجارة مما اسفر عن اصابة خمسة فلسطينيين بجروح. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية وشهود ان الدبابات الإسرائيلية ترافقها جرافات عسكرية قامت خلال عملية التوغل بهدم ثمانية منازل بالكامل بعد قصفها بالقذائف والحقت أضرارا جسيمة في ستة منازل أخرى على الأقل اضافة إلى روضة للاطفال في المنطقة على ما افادت مصادر أمنية وشهود عيان. واضافت انه تضررت أيضا ثلاثة محولات كهربائية. وأشارت المصادر الامنية إلى ان عشرات المواطنين أصبحوا الان مشردين بعدما دمر الاحتلال منازلهم. ونددت السلطة الفلسطينية بالعملية التي أكدت أنها محاولة إسرائيلية لنسف نتائج اجتماع عرفات وبيريز. من جهته قال العقيد خالد أبو العلا رئيس لجنة الارتباط العسكرية المشتركة جنوب قطاع غزة ان ما قامت به قوات الاحتلال مستخدمة الدبابات والقصف المدفعي ضد المواطنين العزل في رفح هو عمل اجرامي مشيراً إلى انه تم ابلاغ الجانب الاسرائيلي رسميا بعدم القيام بأي عمل عسكري لان هناك جهودا كبيرة تبذل من قوات الامن الفلسطينية لتثبيت وقف اطلاق النار وفقا لتعليمات القيادة . وأشار العقيد أبو العلا إلى ان هذا التصعيد الخطير لا يخدم وقف اطلاق النار أو عملية السلام أو الاجواء التي أعقبت لقاء الرئيس عرفات وبيريز خاصة ان عملية الاقتحام تمت دون وقوع أية أحداث أو اطلاق نار فلا يوجد أي مبرر للجانب الاسرائيلي لهذه العملية المبيتة. من جهة أخرى تلقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الخميس اتصالا هاتفيا من خافير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي تناولا فيه الاوضاع في الاراضي الفلسطينية على ضوء الاجتماع مع وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) انه جرى خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عرفات من سولانا مناقشة آخر التطورات السياسية والجهود المبذولة لحماية ودفع عملية السلام في اعقاب اللقاء الذي تم بين الرئيس عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز. وأشارت وفا إلى ان الرئيس عرفات اطلع سولانا على التصعيد العسكري الاسرائيلي خلال الساعات الماضية خاصة عملية التوغل في رفح التي أدت إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين واصابة 36 فلسطينيا وتدمير عدد من منازل المواطنين. كما بحث الرئيس عرفات خلال اجتماعه بغزة أمس مع المبعوث الاوروبي لعملية سلام الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في اطار الجهود الدولية المبذولة لحماية ودفع عملية السلام واعادتها إلى مسارها الصحيح وفقا لوكالة وفا. وفي واشنطن رحب الرئيس الامريكي جورج بوش باتفاق اسرائيل والفلسطينيين على العمل لتعزيز وقف هش لاطلاق النار قائلا ان الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة في الحادي عشر من الشهر الحالي ربما تبث روحا جديدة في عملية سلام الشرق الاوسط. وقال بوش للصحفيين وهو يلتقي بامريكيين مسلمين وعرب لحث البلاد على اظهار التسامح في أعقاب الهجمات التي وقعت في نيويورك وواشنطن ومن المعتقد انها أودت بحياة نحو سبعة الاف شخص «اننا نشعر بتفاؤل». وأضاف قائلا: انطلاقا من هذه الازمة.. هذه المأساة التي أصابت أمريكا فإنني أرى فرصة لان أرى تفكيرا واعيا ينتقل إلى الشرق الاوسط، ومضى بوش قائلا: الناس يدركون الان ان هذا العنف وهذا التدمير المروع لحياة البشرليس هو المسار الصحيح الذي ينبغي اتباعه... آمل ان يتعظ الناس بنموذج الاحداث الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر لتحقيق بعض الواقعية في الشرق الاوسط... أعلـىالصفحة رجوع