رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th September,2001 العدد:10592الطبعةالاولـي الجمعة 11 ,رجب 1422

مقـالات

الظلم وعاقبته
د. محمد بن سعد الشويعر
النفس البشرية فيها نوازع خير ونوازع شر، وتعاليم دين الإسلام هي الميزان الذي تبرز عامل الخير وترغب فيه، وتظهر عامل الشر، فتنفر منه.. والظلم من عوامل الشر، ويأتي من تسلط القوي على الضعيف، ووعد الله بنصرة المظلوم، فعامل الشر مرض من أمراض النفوس، وكلما تمادت فيه بعض النفوس فهي متوغلة في الشر، وآخذة بأسبابه. وعلاج هذا بما جاء في أوامر دين الله الحق، ونواهيه، إذْ العلاج في ضده، فالكبر علاجه في التواضع والحرص على ذلك طبعاً لا تطبعاً والغضب علاجه في الحلم والصبر، ومغالبة النفس على ذلك.
والظلم الذي هو أنواع: ظلم النفس، وظلم الناس علاجه في نقيضه فظلم النفس بالشرك، علاجه الإيمان الصادق، وظلم الناس.. كما سيأتي علاجه بالحرص على نقيض كل أمر يبغضه الله ورسوله، بما يحبه الله ورسوله، وما يدعو إليه المصدران الأساسيان في عقيدة المسلم: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والظلم الذي هو من أمراض النفوس المفرطة تعريفه اللغوي في لسان العرب: وضع الشيء في غير موضعه.. وأصله الجور ومجاوزة الحدّ، ومنه حديث الوضوء: فمن زاد أو نقص فقد أساء وظلم، أي أساء الأدب بتركه السنة، والتأدب بآداب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب، بترداد المرات في الوضوء.. والظلم: الميل عن القصد اللسان 8:265.
وفي حديث أبي ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقول سبحانه: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا». والغرور والاعتداد بما ملكت النفس من قوة أو مال أو جاه، مما يدفع بصاحبه للظلم والتعدي.
وما ذلك إلا أن المجتمع الذي يسوده الظلم، فإنه مجتمع ابتعد أهله عن أمر الله، واحلوا لأنفسهم ما حرم الله، لأن الابتعاد عن الظلم أمر يحبه الله، وهو مجتمع متماسك، ينصر بعضهم بعضاً، بعكس المجتمع الذي امتهن أهله الظلم، حيث يصبح مجتمعاً متفككاً في بنيانه، ضعيفاً في تماسكه.. سريع الانهيار، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأهله تدركهم دعوة المظلوم التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه ليس بينها وبين الله حجاب.. وأنها مستجابة.. وسريعة الأثر على الظالم، فالمعتدى عليه ولا يستطيع مجابهة الظالم يلجأ إلى الله، والظلم نقيضة العدل التي قامت عليه السموات والأرض.
وللظلم أسباب، يقع بموجبها، ومن أبرز أسبابه التكبر، ذلك أن التكبر والظلم توأمان يقترن أحدهما بالآخر.. لأن بعض الناس إذا تكبر وتعاظم على الآخرين فإنه يزدري من دونه ويتطاول عليهم، حيث يحتقرهم، ويراهم دونه في المكانة حسب مقاييسه ونظرته كما روي أن حكيماً قال لأبنائه الثلاثة: كيف يرى كل واحد الناس؟ فقال الأول: احتقرهم ولا أراهم شيئاً فهم عندي كالذرّ. وقال الثاني: امتحنهم لأعرف مكانتهم وأعاملهم بموجب ذلك. وقال الثالث: اتهيبهم واحترمهم، ولهم مكانة كبيرة في نفسي، وأعاملهم برفق.
فقال الأب: هم يرون كل واحد منكم بمثل ما يراهم به، فإن تعاظمتم عليهم، تعاظموا عليكم واحتقروكم، وإن تواضعتم في معاملتكم لهم تواضعوا لكم.. فهم ينزلونكم المكانة التي تنزلونهم، وينظرون إليكم بمثل العين التي ترونهم بها.
ومن تكبر على الناس وظلمهم، فإن هذا مما يثير حماسة المظلوم، فيدافع عن نفسه إن كان قادراً أو يحتمي بمن يعينه على هذا الظالم إذا كان إلى ذلك سبيل.. وهذا من الدفاع عن الحق، حتى ينتصر ويأخذ به، يقول سبحانه: «ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم» الشورى 41،42.
وقد ذم الله الشعر والشعراء لأنهم يقولون ما لا يفعلون، وأنهم يتبعهم الغاوون، واستثنى سبحانه الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وأنهم لا يريدون بشعرهم التعدي على الناس، وإنما لينتصروا على من ظلمهم فقال تعالى: «وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» الشعراء 227.
كما أن من أكبر أسباب الظلم البخل، وحب المال، فيمنع الظالم الضعيف من النساء، والأيتام والصغار، حقهم من المال ومن الميراث الذي فرضه الله سبحانه، وجعل لهذا الظالم السيطرة على حقوقهم كأمانة في عنقه فخان أمانة الله واستغل ضعف هؤلاء ليتسلط عليهم ويستأثر بحقوقهم ظلماً وتعدياً ومنعاً لما تحت يده، يقول سبحانه: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً» النساء20.
والفقير له حق في مال الغني لأن المال مال الله، قد استحفظ عليه لينظر ماذا يفعل فيه، ومن حق الله الذي أوجبه في مال الغني للفقير: الصدقة والزكاة، فهو حق معلوم للسائل والمحروم.. وقد يظلم الفقير بمنعه منه، إما بخلاً أو بسبب مؤثرات نفسية، في نفس الغني ضد الفقير، ويرى الانتقام في منعه هذا الحق وهذا تجاوز للحد، في أمر شرعه الله، يأثم عليه، وخاصة عندما يكون الفقير قريباً، أو معدماً يعيش على ما يأتيه من حق الله، فيظلم الغني هؤلاء الطبقة الذي كانت تأتيهم منه لتعفهم عن الاستجداء أو السرقة أو التحايل.. وتعينهم على طاعة الله سبحانه.
وهذه ظاهرة تبرز في بعض النفوس الضعيفة، الذين أطغاهم حب المال، وحسبوا كما تراءى لقارون من قبلهم: أنهم تحصلوا على هذا المال بجهدهم وقدراتهم، وأنهم أوتوه على علم عندهم بمقاييسهم وما لديهم من اعتبارات ليتخبطوا في مال الله، كيف شاؤوا عطاء وحرماناً، متجاهلين حق الله المفروض عليهم للثمانية الذين حددهم الله في سورة التوبة، وأنهم بعملهم هذا ظلموا أنفسهم، وظلموا من كانوا أهلاً له، ليسد عوزهم ويرفع خللاً في مستواهم المعيشي، ولا يرحموا لهم ضعفاً.. يقول صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» رواه مسلم. وجاء في المثل: الظلم مرتعه وخيم.. وعلى الباغي تدور الدوائر. فالشح الذي هو البخل، رابطته بالظلم متينة، لأن الشح، ليس بخلاً فقط، ولكنه أشد أنواع البخل كما جاء في الحديث الآنف، حيث كان سبباً في سفك الدماء، واستحلال المحارم، وهذا هو التطاول ومن ثم العدوان على الآخرين، فكان العمل هذا تجاوزاً للحد وظلماً، والدعاء المأثور اللهم قني شح نفسي يقول سبحانه: «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» الحشر 9.
وقد كان خلفاء الإسلام، وفي عصر ازدهار الدول الإسلامية، في مشارق الأرض ومغاربها يهتمون بالمظالم، حرصاً منهم على انفاذ أمر الله بالعدل، والانتصار للمظلوم، ويوجدون دواوين للمظالم، ترفع إليهم فيها شكاوى الناس، ومظالمهم للنظر فيها، والتحقيق خوفاً من حق ضائع، وانتصاراً لضعيف لا يستطيع الدفاع عن حقه، أو استرجاع ما أخذ منه ظلماً إلا بسلطة تعينه، وحاكم عادل ينتصر له.. وما ذلك إلا أن:
الظلم ينتج عنه ثلاثة أشياء، هي من أعمال القلوب السيئة، ويحركها عدو الله إبليس، ليوقع الناس في المهالك.. هذه الأشياء هي:
الحسد: وهو الذي أخرج ابليس من رحمة ربه، حيث حسد آدم على مكانته عند ربه، فامتنع عن السجود تكبراً وعصياناً لأمر الله سبحانه، عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا أبليس استكبر وقال: «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» ص 76.. وبالحسد سفك أول دم حرام على وجه الأرض، حيث حسد ابن آدم قابيل أخاه هابيل، لأن الله تقبل قربان هابيل الذي قدمه لأنه طيب ومن نفس طيبة، أما قابيل فلم يقبل منه، لأنه أسوأ حالة ولم يَجُدْ به إلا مكرهاً، وكانت علامة القبول: نزول نار فتحرق المقبول. وتترك الذي لم يقبل فحسد قابيل أخاه فقتله.. فأصبح من الخاسرين. وكان عليه وعلى الشيطان كفل ممن يقتل ظلماً إلى يوم القيامة.
والكراهية بين الناس: تنبعث من جور الظالم، وتعديه عليهم، أخذاً وقسراً مع الطبع الغليظ الذي عرف به الظالم، والقسوة وفضاضة القلب، وعدم الرأفة بالضعفاء والفقراء الذين لا ناصر لهم، فيصبح بين الناس مكروهاً، وتتسع دائرة الكراهية في المجتمع لأن القلوب أشبعت بغضاً لأعمال ذلك المتسلط ومن يسايره في عمله الذي دفعه إليه التكبر، ولا ترعوي القلوب عن الكراهية، إلا إذا بعثت فيها الشفقة، ورقت بعقيدة الإيمان: رحمة ومودة.
أما البغض: فهو الثالث، وهو توأم الكراهية.. لأن من كرهه الناس بطباعه، وقسوة أعماله وتسلطه على من لا يجد ناصراً، أبغضوه وابغضوا طباعه المنفرة، ومقتته قلوبهم، وصاروا لا يتعاملون معه إلا على مضض، لأن الألسنة إن أحبته وجاملته، فهي من أجل اتقاء شره، لكن حقيقة القلوب، أنها تمقته، وتنفر من أعماله، وبالخفاء تحذر من التعامل معه، كما جاء في الأثر: إنا لنهش في وجوه أقوام قلوبنا تلعنهم هذه الخصال الثلاث: كل واحدة منها أكبر وأشد من الأخرى، لكن لكل خصلة خصوصية: فالبغض: موطنه القلب. والكراهية: انفعالات نفسية يبرزها اللسان بما يظهر على فلتاته تعبيراً، والحقد: أشد من الكراهية لأن الكراهية: نفور النفوس من بعضها، وذكر مساوىء الظالم، والانتقاص منه.
لكن الحقد: قد يتعدى الحديث اللساني إلى العمل اليدوي، للانتقام، بعدما يفيض الإحساس، فربما قتل المظلوم ظالمه، أو تصرف بانتقام آخر، إبراداً لحرارة القلب، وشفاء للنفس عما أحدثه الظالم.
مما تدرك معه كأثر بارز: أن الظالم بتسلطه على الآخرين، قد يفجر عندهم غليلاً كامناً، يقود إلى الجريمة التي يتسبب فيها تمادي الظالم، وتجاوزه الحد.. والنظرية العلمية تقول: الضغط يورّث الانفجار، والصبر له حدود.
أما المظلوم: إذا كان مغلوباً على أمره، ولا يقدر أن يفعل شيئاً، إذ لا ناصر له فيمن حوله، ليأخذ بحقه، لأن الذئاب قد عدت على من لا كلاب له. فإن أبواب الدنيا إذا انسدت، والحيل متى ضاعت، فإن هناك أمامه بابا واسعاً لا يقفل، هو باب الالتجاء إلى الله بالدعاء والدعوة على الظالم لأن دعوةالمظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وقد وعد الله له بنصرها عاجلاً أو آجلاً، يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي لدعوة المظلوم: «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين». وفي معنى هذا الحديث القدسي الكريم، يقول الشاعر:


لا تظلمن إذا ما كانت مقتدراً
فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم

وإن تأخرت إجابة دعوة المظلوم، فما هي إلا فرصة متاحة للظالم، لكي يراجع نفسه، ويحاسبها على فعلته هذه، حتى يعيد للمظلوم ظلامته، ويعتذر إليه عما بدر منه، ويتوب إلى الله من هذا العمل، وهذا هو علاج الظلم بأنواعه.. تراجع عن العمل، وتطييب لقلب صاحب الحق، وإعادة ما ظلم من أجله، حتى تتصافى النفوس، وينصف كل واحد من نفسه، ويسود العدل.
ولما كان الظلم يترك آثاراً سيئة في الأفراد، ولدى الجامعات، وبسببه تضيع الحقوق ويجور القوي على الضعيف، وتنتشر الجريمة والطباع السيئة في الأمة، نتيجة تلك الأعمال التي تجعل الناس يأكل بعضهم بعضاً: لهذا فإن الطبيعة التي أوجدها الله في النفس البشرية التي حبب الله إليها الخير، وبغضها من الشر: إنها تبغض الظلم، وتعافه سجيه لآثاره، وذلك ضمن فطرتها التي فطر الله طباع الناس عليها، بتعاليم شرعه الذي شرح لعباده، فالنفس بذلك تحب العدل، وتريده مسيراً لأمور الحياة.
والعدل الذي يحبه الله هو أهم دواء يعالج به الظلم، كما أن دواء الشح الذي يدفع إلى الظلم: الكرم والجود والبذل حيث يغطي بالسماحة كل عيب.. واعطاء كل ذي حق حقه، والقناعة والرضا بما قسم الله لك أيها العبد من مكسب حلال، والحرص على أداء شعائر الله، كما أمر الله، وخاصة الصلاة: التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والظلم من الفحشاء والمنكر، ومن لم تنهه صلاته عنه فإيمانه ناقص وصلاته لم تؤد على وجهها.
وإنها لدعوة أوجهها لنفسي وللقراء بالبعد عن الظلم، والطرق المؤدية إليه، وقهر النفس عن ذلك بالورع والإنصاف من النفس، ومن وقع في شيء من ذلك، فعليه أن يسارع لمن تعدى عليه، لإعطائه حقه إن كان عرضاً، أو يتحلله إن كان ظلمه باللسان تطاولاً أو افتراء، والعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله، فليتحلله اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن عمل صالحاً أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.. والاعتداء بالقوة، والتكبر على الآخرين بالتسلط عليهم، من عواقبه هلك تلك، حيث أهلك الله قوم هود، لما قالوا: «من أشد منا قوة»، فدفعهم ذلك إلى ظلم أنفسهم وظلم غيره، فجاءهم من الله قوة أشد من قوتهم، ولم يبق لهم أثر على وجه الأرض.
قابيل وهابيل
ذكر ابن كثير في تفسيره روايات متعددة، في قصة ابني آدم التي جاء ذكرها في سورة المائدة، وكانت أول دم أريق على وجه الأرض ظلماً، فقال في رواية ابن أبي حاتم بسنده إلى علي بن الحسين قال: قال آدم عليه السلام لهابيل وقابيل: إن ربي عهد إلي أنه كائن من ذريتي، من يقرب القربان، فقربا حتى تقر عيني، إذا تقبل قربانكما، فقرِّبا وكان هابيل صاحب غنم، فقرب أكولة غنم، خير ماله وكان قابيل صاحب زرع فقرب مشاقة من زرعه، فانطلق آدم معهما، ومعهما قربانهما، فصعدا الجبل، فوضعا قربانهما، ثم جلسوا ثلاثتهم آدم وهما ينظران إلى القربان، فبعث الله ناراً حتى إذا كانت فوقهما، دنا منها عنق، فاحتمل قربان هابيل، وترك قربان قابيل، فانصرفوا وعلم آدم أن قابيل مسخوط عليه، فقال: ويلك يا قابيل رد عليك قربانك، فقال قابيل: أجبته فصليت على قربانه، ودعوت له فتُقبل قربانه، ورُد علي قرباني، فقال قابيل لهابيل: لأقتلنك واستريح منك، دعا لك أبوك فصلى على قربانك، فتقبل منك، وكان يتواعده بالقتل، إلى أن احتبس هابيل ذات عشية في غنمه، فقال آدم: يا قابيل اين أخوك، قال: وبعثتني له راعياً، لا أدري، فقال آدم: ويلك يا قابيل، انطلق فاطلب أخاك. فقال قابيل في نفسه: الليلة أقتله. وأخذ معه حديدة، فاستقبله وهو منقلب، فقال: يا هابيل تقبل قربانك، ورد عليّ قرباني، لأقتلنك، فقال هابيل، قربت أطيب مالي، وقربت أنت أخبث مالك، وإن الله لا يقبل إلا الطيب، إنما يتقبل الله من المتقين، فلما قالها غضب قابيل، فرفع الحديدة وضربه بها، فقال: ويلك يا قابيل، أين أنت من الله كيف يجزيك بعملك، فطرحه في حوبة من الأرض ، وحثا عليه شيئاً من التراب.
وفي رواية زيد بن أسلم زيادة قال: أخذ برأسه ليقتله، فاضطجع له وجعل يغمز رأسه وغطامه، ولا يدري كيف يقتله فجاءه إبليس فقال: أتريد أن تقتله؟ قال: نعم. قال: فخذ هذه الصخرة فاطرحها على رأسه. قال: فأخذها فألقاها عليه فشرخ رأسه، ثم جاء ابليس إلى حواء مسرعاً، فقال: يا حواء إن قابيل قتل هابيل، قالت ويحك وأي شيء يكون القتل؟
قال: لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك. قالت: ذلك الموت، قال: فهو الموت. فجعلت تصيح حتى دخل عليها آدم، فقال: مالك؟ فلم تكلمه، فرجع إليها مرتين وهي تصيح ولم تكلمه، فقال: عليك الصيحة وعلى بناتك وأنا وبني منها براء 2:4142.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved