| مقـالات
هذا هو عنوان كتاب صدر قبل حوالي أربع سنوات، يحمل وجهة نظر مؤلفيه الألمانيي الجنسية، واللذين يعملان في ميدان الإعلام والصحافة على وجه التحديد. النظرة التي حملها المؤلفان عن العولمة نظرة يشوبها كثير من التشاؤم، ولعل ذلك يتبين جلياً من العنوان الذي اختاراه لكتابهما، حيث وصفا العولمة بأنها فخ، فظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب.
المتعارف عليه في كل الأوساط الثقافية والمثقفة في العالم اليوم ان مصطلح العولمة اصبح من المصطلحات الاولى ان لم يكن المصطلح الاول الذي تلوكه ألسن المتخصصين في الاعلام، السياسة، والاقتصاد، فالجميع يحاول البحث عن اثر العولمة في مجاله، وعلى المتعاملين مع حقله، وبدأنا نرى الكثير من النظريات حول العولمة تطرح من قبل أساتذة الاعلام والاقتصاد والسياسة.
من نتائج العولمة التي طرحت في هذا الكتاب، ان القرن الحالي والذي مر منه حتى الآن سنتان سوف يشهد ان نسبة قد لا تزيد على خمس سكان العالم اي عشرين في المائة سوف تتمكن من الحصول على عمل، ومن ثم على دخل مادي تستطيع من خلاله أن تعيش. أما الباقي من سكان هذا الكوكب ويشكل ثمانين في المائة فسوف يواجه العظيم من المشاكل الحياتية ومن بينها عدم الحصول على عمل، والبطالة، والمحظوظون من هذه النسبة الكبيرة من سكان العالم سوف يقبل بأي عمل وبأي اجر، هذا اذا وجد من يشغله، ويقبل به عاملاً في واحدة من الشركات العابرة للقارات. وبالاضافة الى بطالة ثمانين في المائة من سكان الارض فسيشهد هذا القرن انتشار الطابع الامريكي في الحياة والعادات الامريكية في المأكل والمشرب والملبس، مثل الوجبات السريعة المكونة من الهامبورقر ومشروبات الكاكولا وملابس الجانز، بل وحتى النمط الامريكي في الترفيه من خلال دزني التي نراها اليوم منتشرة في عدد من قارات العالم، كما ان النمط او الاسلوب الامريكي في الاعلام سوف يغطي الكرة الارضية، بحيث تكون البرامج والافلام واسلوب التغطيات الصحفية الامريكية هي السائدة في كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في كل مكان من العالم. ويحتوي الكتاب على العديد من الادلة لاثبات هذه الحقيقة ومنها افتتاح فروع لشركات المشروبات الغازية ولمطاعم الاكل السريع الامريكية في الصين وفي ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، وميل كل دول العالم تقريباً الى تشكيل المدن الكبيرة ليتحقق من خلالها النمط الامريكي في الاستهلاك بكميات وبسرعة كبيرة، ونتيجة لتمدد المدن وضخامتها تنكمش المهن والحرف اليدوية بل يهجر أبناء القرى والارياف صناعاتهم التقليدية والزراعية التي عاش منها اباؤهم ويهجرون قراهم الى تلك المدن الصناعية الكبرى. ومن الارقام الطريفة في هذا الكتاب أن 358 شخصاً فقط يملكون من المال ما يساوي ما يملكه نصف سكان الكرة الارضية، وخمس وتسعون في المائة من الزيادة السكانية سوف تتركز في افقر دول العالم، وعشرون في المائة من دول العالم سوف تستحوذ على خمس وثمانين في المائة من الناتج الاجمالي للعالم، وعلى نفس النسبة تقريباً من التجارة الدولية. وحسب رؤية المؤلفين فإن هذا التدهور الذي يشهده العالم هو إحدى نتائج العصر المعلوماتي، والانترنت وما يشهده الحاسب الآلي من تطور متلاحق في تقنياته. والحقيقة ان هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات يؤكد على ان العالم بكل دوله وقاراته في القرن الميلادي الحادي والعشرين قد وقع في فخ العولمة سواء عن رضاء وقبول أوعن عكسهما.
|
|
|
|
|