| مقـالات
مثل مناخهم الصحراوي ذي الوجه الواحد، للعرب وجه واحد فقط إنهم أمة لم تُخلق للتلون والخداع، فجبلتهم المباشرة، وديدنهم الصدق، ودأبهم المكاشفة، ولا غرابة في ذلك، فهم أمة مُختارة، مؤتمنة في الأرض على أعظم أمانة من السماء.. إذ اختصهم الله سبحانه بجعلهم أمة وسطا، ولهذا فالعرب تهزم ذاتها في كل حين تغادر فيه الوسط لتنتصر بطرق ملتوية، فالعربي يخون أخلاقيات (الوسطية) حين ينتصر بالخداع، كما أن ذات اليهودي المهزومة بالخسة تجعله يرى كسْبه في الظلام نصرا مبينا، فالمتمعن في ثنايا تراث العرب، يجد صولات وجولات الحق في وضح النهار، وجها لوجه مع الباطل، بينما يجد دسائس اليهود، ومؤامراتهم كدسهم السم سواء بسواء، ولهذا لم يمنح العرب اللؤم حق الانتصار على الكرامة، أبدا..، حتى في حال ان انتصر اللؤم بالفعل (مؤقتا)، حينها قال الشاعر العربي الأبي:
إن الكريم إذا أردت خدعته
وترى اللئيم مُجربا لا يُخدَع |
ولتلافي الأخْذ على حين غرة، اشتق العرب أسلحة الكرامة، والترفع، واليقظة، ف«المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين»، و «العقل مكيال ثلثه الفطنة وثلثاه التغافل»، و «لولا الإسلام لكنا من أمكر الناس»، و «ليس الغبي بسيد في قومه»، والقائمة تطول..، والمعنى يقول: على العرب ادراك أنهم لن ينتصروا على الظلام في الظلام، فالعرب ربانيون، أضاء الله بالإسلام ضمائرهم، ومن الذل الذليل أن يتعاموا عن عيوبهم الذاتية، فيتربصوا بالأبرياء، زاجِّين بدينهم الحنيف في دوائر الاتهام بالإرهاب، على الرغم من أنه دين السلام الذي يحرم قطع شجرة العدو، ناهيك عن قتل الأبرياء غيلة، فخليق بالعرب الارتقاء، وحري بهم الصعود الى حيث أراد الله لهم الرفعة والرقي في الدنيا و الآخرة..
|
|
|
|
|