| مقـالات
حظيت بدعوة كريمة من معالي الدكتور عبدالله التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي لحضور حفل افتتاح (مركز وجامع الأميرة الجوهرة آل ابراهيم) في مدينة (بوقوينو) بالبوسنة، والمشاركة في الملتقى الثقافي الذي يعقد بهذه المناسبة بعنوان (اجتماع كلمة المسلمين وتعاونهم). وقد سرني وهالني ما رأيت مما كان مفاجأة كبرى لي ولجميع المشاركين حينما تجولنا في هذا المركز، واستمعنا باصغاء وانبهار إلى شرح مفصل عن مرافقه وخدماته من الإخوة السعوديين المشرفين على البناء والتشغيل، وأول ما يبهرك في هذا المشروع الحضاري الكبير روعة التصميم وجمال الشكل وكبر المساحة التي بلغت 000.20 عشرين ألف متر مربع وتنوع الخدمات والمرافق والمناشط؛ فالجامع كبير وواسع يتسع لألفي مصل تحيط به مسطحات خضراء جميلة تبهج الناظر عبر النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تمتد من السقف الى الأرض، ويعلو المسجد نصف دور جميل التصميم على شكل حرف (u) مخصص للنساء، والفرش فاخر وجميل ومصمم خصيصا للمسجد ليتناسب مع تصميمه العام، وبالقرب منه قاعة محاضرات كبرى مدرجة ومجهزة بكراسي وثيرة ثابتة ومنصة كبيرة ونظام صوتي حديث وقنوات للترجمة، وحولها فصول دراسية مجهزة بآخر ما وصل اليه العلم في التجهيزات المدرسية من المقاعد والطاولات والسبورات والمعامل واجهزة الحاسب، وتقع في اكثر من طابق، مع المكاتب الادارية وكل مرافق الخدمات وقاعة كبرى لتعليم الخياطة وثلاث شقق ومحلات تجارية وحتى الملاعب الرياضية التي لم نعهدها في المراكز الاسلامية، ومنها ملعب حديث للسلة تحيط به المساحات الخضراء التي تضفي عليه وعلى المسجد والمركز جمالا على جماله، وقد صمم المركز بشكل دائري جميل وتعلوه قبة كبيرة ومئذنة طويلة وجميلة تنادي القادم من بعد مع كل جهة، وقد جاء التأثيث والتجهيز راقيا ومتناسبا مع فخامة البناء وروعة التصميم، فتكاملت كل عناصر الجمال والروعة في هذا المركز وزاده جمالا طبيعة بلاد البوسنة الخضراء التي تفتح النفس وتشرح الخاطر وتسر الناظر، فصار المركز بحق جوهرة كاسم صاحبته الكريمة النبيلة التي جادت نفسها به هدية منها لإخوانها وأخواتها مسلمي البوسنة والهرسك الذين تعرضوا لهجمة وحشية استهدفت أول ما استهدفت مساجدهم ووجودهم الاسلامي، وحاولت أن تضربهم في أعز ما يملكون، وكم رأينا إبان الأحداث الأليمة من المساجد التي هدمت، والمآذن التي نكست. فكان البلسم الذي قدمته بلاد الحرمين لهذه البلاد المنكوبة ان ضمدت جراحهم الجسيمة بمئات الأطنان من مواد الإغاثة الغذائية والطبية، وضمدت جراحهم النفسية والمعنوية بأن جددت بناء مساجدهم المهدمة وأقامت لهم ضعفها من المساجد والمراكز الاسلامية الجديدة، وما هذا المركز الذي أقامته الأميرة النبيلة الجوهرة في مدينة بوقوينو وتابع مراحل تنفيذه نجلها الكريم سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد إلا واحد من عشرات المساجد والمراكز التي أقامتها بلاد الحرمين في سراييفو وموستار وبيهاتش وتوزلا وغيرها من المدن الأخرى، وقد شهد العالم بإعجاب افتتاح سمو الأمير سلمان في العام الماضي مركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، وهذا المركز يعد أكبر معلم إسلامي في مدينة سراييفو، وهو أشبه ما يكون بالجامعة في تنوع مرافقه وخدماته، وقد أقيمت هذا العام في قاعة محاضراته الكبرى وقائع الملتقى الثقافي المشار اليه، وفي هذا المركز قاعة عرض كبيرة عرضت فيها الهيئة السعودية العليا بعض التصاميم والمجسمات لعدد من المشروعات التي مولتها المملكة وأشرفت على تنفيذها الهيئة، ومنها مسجد ولي العهد الكبير في مدينة توزلا وأكاديمية الأمير سلمان ومسجدها في مدينة بيهاتش وهي شبه جامعة، ومشروعات أخرى كثيرة وكبيرة في عدد من مدن البوسنة، ومن يزر قاعة العرض هذه او يطلع على تقرير الهيئة السعودية العليا لدعم مسلمي البوسنة والهرسك والتي يرأسها رجل البر والإحسان وأمير المستضعفين المسلمين في كل مكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ير بعينيه ضخامة المشروعات التي نفذتها الهيئة العليا وانتشارها وتنوعها وتغطيتها لكل مدينة وقرية، ولا غرابة في ان يحتفي أهل البوسنة بخادم الحرمين وبسمو الأمير سلمان وبممثلهما هناك الشيخ ناصر السعيد، بل وبكل سعودي يصل الى البوسنة مما جعل السعودي هناك يمشي عزيزا مرفوع الرأس بعزّ بلاده وحكومته ورجالها الذين حققوا لنا السمعة الطيبة والمكانة اللائقة بأعمالهم الخيرة ومنهجهم المعتدل وسيرتهم الحسنة، وأسأل الله أن يعز هذه البلاد وقادتها وأهلها وان يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو الأمير سلمان وسمو الأمير عبدالعزيز بن فهد وينصرهم بالإسلام وينصر الاسلام بهم، وان يحفظ هذه البلاد بسبب هذه الاعمال الخيرة من كل سوء ومكروه.
'جامعة الإمام الرياض
|
|
|
|
|