| فنون تشكيلية
يعترض بعض الزميلات التشكيليات على التفريق في التسمية بين فن نسائي وآخر رجالي مع العلم أن التقسيم ليس وقفاً على الفن التشكيلي، بل سبقه تقسيم عبر التاريخ في مختلف المجالات الأدبية والفنية عربياً وعالمياً وحتى لا نحدث رد فعل في بداية الحديث ونتسبب في عدم إكمال قراءته أود الإشارة إلى أن التفريق وقف على التسمية وليس الفعل أي أن العمل الإبداعي بكل أشكاله لا يمكن أن نتعامل معه أو نحدد نجاحه وعكسه بناء على جنس مؤديه بقدر ما يتوقف على تميزه وتفرده ونزوعه للابتكار، إذا فمبدأ التفريق أو تحديد التسمية وتقسيمه بالإشارة إلى أن هذه اللوحة نسائية وأخرى رجالية وأن هناك مواصفات للفن الرجالي وأخرى للفن النسائي لا يمكن حدوثه. وعودا للفارق بين التسمية والأخرى نجد أن من سبقونا بالتجربة الإبداعية مهما اختلفت وسائل التعبير فيها إلا أنها ترد للجنس اسما وليس شكلا من أشكال العمل بأن يقال أدب أو إبداع المرأة أيا كان ذلك العطاء قصة أو رواية أو رسما أو تشكيلا إلى آخر المنظومة لتحديد الفاعل أو المؤدي فقط.
ولهذا التفريق مواقف ومحاولات عديدة خصوصاً من قبل المرأة لاذابتها إلا أن الواقع والمنطق لا يمكن أن يحدث أي جديد لايجاد تسمية أو صيغة أخرى يقابلها اعتراف قد يغير الرأي السابق من بعض المبدعات بأن للمرأة نفسا خاصا وشخصية منفردة لها طعم ومذاق أكثر رقة وعاطفة وصدقا وإخلاصا للعمل الإبداعي من الرجل في طرحها ايا كان ويأتي استعراض بعض المبدعات المتمسكات والمؤمنات بالفارق بالعديد من النماذج الأدبية والتشكيلية بتفصيل وتحليل عناصر العمل ومقارنته بالعمل المقابل مبينات في ذلك حقيقة الفارق مع وجود ملامح من القواسم المشتركة في بناء العمل والقيم الفنية وغيرها من أدوات الإبداع وقواعده وفي مجال الفنون التشكيلية الكثير من الأعمال التي لا يمكن تحديد مؤديها أو راسمها بينما نرى في أعمال أخرى مفردات ورموزاً وتقنية لونية وخطية تكشف أنها لفنانة وليس فنانا وهذا ما يمكن أن يجد فيه أولئك الفنانات اعتزازا بالفارق مما يزيدهن إصرارا أن تبقى التسمية أو الصفة ومهما يكن فالأمر يتلخص في مستوى العمل فكرا وأداء مما يبقي العمل في ذاكرة المتلقي تقديراً لإبداع صاحبه مهما اختلف الجنس أو التجربة.
وعوداً للفن النسائي السعودي وبناء على ما اتفقنا عليه تحديداً كصفة للمؤدي وليس تفريقاً في المستوى أن هناك العديد من الأسماء والأعمال أصبحت تنافس وتحقق النتائج المتقدمة في المعارض كما أتيحت لها فرص كبيرة على المستوى المحلي والعالمي باعتبارها جزءاً لا ينفصل عن الفعل الثقافي العام ومنه الفنون التشكيلية.
إدارة المعارض لا تقل أهمية عن إقامتها
تعميماً وليس تخصيصا لجهة معينة حتى نتحاشى العتب مع العلم أن الجميع يقعون في نفس المشكلة واعني من يوكل لهم إعداد المعارض التشكيلية الرسمية وعلى مدار السنوات الماضية ورغم ذلك لم يبحثوا عن الحلول لها.
المشكلة هنا تتمثل في وجود خطأ في إدارة المعارض التي يتم إقامتها ويحدد لها أيام معينة لا تتعدى العشرين يوماً لا يعلم عنها إلا القلة القليلة من الفنانين ممن لدى المنظمين عناوين أو أرقام هواتفهم أو فاكساتهم ورغم تجربة الاتصال الهاتفي من احدى الجهات كأحد الحلول التي تمثل الكي بعد أن استعصت الأدوية والتحاليل إلا أنه لم يكن ناجعاً إذ أدار الفنانون له ظهورهم لأسباب لا يعرفها إلا أصحابها ولم يتجاوب مع تلك الدعوة المباشرة المؤطرة بالترجي إلا عدد لا يمكن أن يقارن بالعدد الأصل وهدراً للوقت الذي استهلكه من كلف بالاتصال وتلك هي حال التشكيليين مع العلم أن الدعوة لمثل هذه المعارض الأجدى أن تكون للمدارس وللكليات وللجامعات خصوصاً الأقسام المتخصصة فيها وبإلحاح يتوج بخطابات شكر وتقدير على الاستجابة تحفيزا للقادم. وهذا يدفعنا للعتب أيضاً على المسؤولين في تلك القطاعات التعليمية وتحديداً مسؤولي أقسام التربية الفنية باعتبار الكثير منهم فنانين عليهم واجب الوقوف مع منظمي المعارض وإعداد برامج زيارات لطلابهم.
إن إدارة المعارض بالاتصال اليومي على مدار فترة العرض بالجهات المعنية بالناشئة هو الأسلوب الأنجح المحقق للهدف. لا أن يمر الإنجاز الإبداعي بكل ما قدم له من دعم مادي ومعنوي وبما يعنيه للكثير من الفنانين المشاركين وللدور المهم في توعية المجتمع مرور سحابة صيف.
|
|
|
|
|