| محليــات
** بعض المسئولين.. عندما يترك منصبه.. يصاب كل موظفيه وكل من حوله بالجهاز من قريب أو بعيد.. يصابون بألم ومرارة وحسرة على بعده وفراقه..
** لكن هناك من يتباشر موظفوه ومن حوله.. متى ترك موقعه.. لأنه ترك بصمات مختلفة عن سابقه..
** ومع أن الإعلام له دخل في صنع هذا وذاك.. إلاّ أن الإعلام ليس معياراً في هذه الناحية.. فهناك من ملأت صوره أعمدة الصحف والمجلات.. وبعد تركه الموقع.. نسيه الناس في اليوم الثاني.
** وهناك من لم نشاهد صوره في الصحف على الإطلاق.. ومع ذلك.. ظل في الذاكرة لسنوات بعد تركه للموقع.. ولم ينفعه «الترزز» في كل صفحة.
** تذكرت هذا.. بعد أن حدثني أكثر من شخص عن شخصية فريدة.. تركت موقعها قبل أشهر قليلة.. وما زالت بصماته تتجدد وتبدو أكثر تأثيراً..
** معالي الشيخ عبدالعزيز بن سعيد.. الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق.. شخصية علمية رائعة.. اتسمت بالهدوء والرزانة..
** وهو شخصية اتسمت أيضاً.. بالنزاهة والورع الذي ندر في السنوات الأخيرة.
** فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد.. تعرفونه جيداً.. كان مدرساً في معهد الرياض العلمي.. ثم مديراً له لسنوات طويلة.. ثم أستاذاً في كلية الشريعة بالرياض.. ثم عميداً لها لسنوات.. ثم وكيلاً لجامعة الإمام لسنوات أيضاً.. وطوال هذا المشوار العلمي التعليمي.. تتلمذ على يديه.. الآلاف من طلبة العلم.. منهم القاضي.. والعالم. والداعية.. والفقيه.. والمحامي.. والمعلم وغيرهم..
** كل هؤلاء الأشخاص.. يعرفون جيداً عن هذا الرجل.. الورع.. والتُّقى.. والنزاهة.. ونكران الذات والتواضع الجم والبساطة.
** هؤلاء.. كلهم يعرفون من هو الشيخ عبدالعزيز بن سعيد.. وما ترك من بصمات لدى طلابه.
** وعندما كان يعمل رئيساً للهيئات.. نقل مدرسته الشهيرة إلى عمله في الهيئات.. فوجد موظفو الهيئة تلك الأخلاقيات.. وذلك التعامل الأمثل.. من خلال التعامل اليومي..
** وجدوا النزاهة.. ونظافة اليد.. والتواضع والطيبة والإخلاص والصدق.. ووجدوا صفات يندر وجودها اليوم..
** هل تصدقون أن هذا الرجل.. يأتي من منزله صباح كل يوم ومعه أوراق خاصة وقلم.. يستخدم أوراق العمل للعمل.. وأوراقه الخاصة لأموره الخاصة فقط.. و«من يسوِّي هذا اليوم؟!!».
** يستخدم سيارة خاصة له في مشاويره الخاصة.. ويستخدم سيارة العمل للعمل فقط..
** وعندما ترك العمل.. جاء على الفور وأوقف سيارة العمل في موقفها.. في مقر الهيئة.
** أوقفها وسلم المفاتيح والعمل ومشى في سيارته الخاصة.
** هذا العالم الجليل.. ترك مدرسة فريدة في الهيئات.. ولم يقتصر دوره على التطوير والتجديد والتنظيم فقط.. كان شخصية محبوبة داخل العمل.. وكان مكتبه مفتوحاً للجميع..
** تدخل مكتبه وكأنما تدخل غرفة الصادر والوارد.. لتجد معالي الشيخ أمامك.. يتحدث معك بكل لباقة وتواضع وهدوء.
** إنها أخلاق العلماء والفقهاء.. إنها أخلاق السلف الصالح..
** عمل في رئاسة الهيئات مدة ثماني سنوات.. وكان الكل يحبه «موظفين.. وأعضاء هيئة.. ومسئولين.. ومستخدمين» كلهم أسرة واحدة.. وكلهم يعرفون من هو هذا الرجل.
** ترك العمل اليوم.. ولم يبق له.. سوى تلك السيرة العطرة.. التي تسمعها على كل لسان..
** ترك العمل.. ولم يكتب عنه سطر واحد.. ولم نشاهد صوره..
** ترك الكرسي.. ولم يمض إلاّ لبيته والمسجد فقط..
** هذا.. هو فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن سعيد.. وهذا.. جزء يسير من سيرة هذا الرجل.. نتركها للجميع.
|
|
|
|
|