| مقـالات
هل شاهدتم برنامج.. الشيخ عبدالمحسن البكر.. هل شاهدتم الدكتور أيوب خالد الأيوب.. العقلية الخليجية المتميزة بالصفاء الذهني.. كان البرنامج يتحدث عن أدب الحوار في الإسلام.. وكان الدكتور أيوب يتكلم بصفاء نفسي، وذهنية تستوعب ما تقول وتستوعب المقاييس.. وعقلية لا تعوزها الأدلة، خاصة الأدلة والقياسات الإسلامية إنّ الإسلام فيه من الأنوار ما يضيء حناديس الظلام.. لكننا أيننا من تلك الأدلة والمقاييس..
لقد شدني الرجل أولاً بابتسامته.. التي هي أشد نقاءً من الحليب الأبيض، ثم شدني بانتقاله من نقطة إلى أخرى بتدرج عجيب لتجد أخيراً أمامك مفاهيم ذات فائدة كبيرة.. كيف نتحدث بعضنا مع بعض.. كيف نخاطب الناس.. كيف نزيل الأجواء المعتمة عندما ندخل بيوتنا بعد أداء عمل يومي.. كيف نكتشف في أولادنا القدرة على العطاء المستقبلي.. كيف نقدر خلق الله.. الذي نحن مثله.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مخاطباً أفضل الخلق.. (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك..) هذه قاعدة أساسية لملك قلوب الناس.. وهي تؤخذ قياساً.. للمجموعات والأفراد.
وقد أورد الدكتور أيوب من القياسات والأدلة من السنّة ما يكشف سوء التعامل ليس في مجتمعنا هنا فقط، بل في المجتمع العربي بشكل عام.. هل نحن عصبيون؟؟ هل نحن نزقيون.. هل نحن نحسن الظن بمن نريد الحوار معهم.. هل لدينا مصفاة عقلية لاختبار اللفظ الرقيق الذي يفعل فعل السحر في القلوب؟!.. وأسئلة كثيرة من خلالها نستطيع الحكم على أنفسنا، وكيفية تعايشنا في مجتمع واحد وفي أسرة واحدة.
في الحقيقة.. شدني الرجل بأسلوبه الجميل.. بتدرجه في العرض لكثير من سوء الحوار في المجتمع الذي نحن جزء منه.. وقد قال رسولنا العظيم «قل خيراً أو اصمت».
لماذا ندخل بيوتنا متجهمين.. لماذا نضع حواجز بيننا وبين زوجاتنا وأولادنا.. ومرؤوسينا.. لماذا نتصور أننا أناسي أخرى.. نحن نحتاج إلى إعادة التوازن في عقولنا.. في تصوراتنا.. كيف نتحاور.. كيف نرتب الكلمات في عقولنا قبل أن تزل بها ألسنتنا.. قال معاذ رضي الله عنه: يارسول الله وهل نحن مؤاخذون بما تنطق به ألستنا. قال صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ.. وهل يكب الناس على رؤوسهم أو قال على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم».
|
|
|
|
|