رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th September,2001 العدد:10589الطبعةالاولـي الثلاثاء 8 ,رجب 1422

اليوم الوطني

معان سامية لليوم الوطني
م. صالح بن محمد علي بطيش
تدور الأيام، ويأتي اليوم الوطني، تسجيلاً لمعاني عميقة، أعمق من كونها مجرد ذكريات عن إنجازات تاريخية، تحمل هذه المناسبة أبعادا حضارية، كانت في هذه الجزيرة دويلات وقبائل ممزقة، متنافرة، متحاربة كانت مسرحا للنهب والسلب، ينتشر بينهم الخوف والخطر من كل جانب، يتقاتلون على مورد الماء وعلى الأرض، ليس من السهل أن تروض قلوبا متنافرة، متعددة المبادئ والانتماءات، ولكن عندما وحدها صقر الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز، المجاهد، المحنك جمع البلاد بعد الشتات ونشر الأمن وعم الرخاء، وبدأ عهد اليمن والخير والبركة، عهد اجتمعت الكلمة تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» يوم توحدت المملكة زالت العداوة والبغضاء من النفوس، وبدأت مسيرة النهضة التي تعيشها المملكة في جميع المجالات، قامت حياة في صحراء قاحلة وتحقق الخير والازدهار والنماء.
إن اليوم الوطني، عنوان بارز لمسيرة أمة ووحدة شعب، أساس لحاضرنا الزاهر، رمز وشعار لتأسيس كيان يجسد الإخلاص والجهاد والعمل، إنه رمز يجسد الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية والانطلاقة لغد مشرق ومزدهر، هذا اليوم شعار للنهضة الحديثة والشاملة التي تعيشها المملكة.
بدأ يرحمه الله بالعقيدة، جعل الدين الإسلامي الحنيف جوهر وأساس حكمه، قام بتوطين البدو لتوفير سبل العيش لهم، قضى على اللصوص وقطاع الطرق، زالت التجمعات القبلية المتنافرة، قضى على العصبية والمفاهيم البدائية والعرقية وبذلك وضع أساس ودعائم التطوير والعمل الجماعي.
لذلك من حقنا أن نفخر بهذه القيادة، التي استطاعت بالجلد والصبر والحنكة والدراية والنية الحسنة الصالحة ان توحد الصفوف وتجمع القلوب.
باستقرار البدو واستتباب الأمن، انطلق التطور نحو المستقبل وما تلاه من طفرات اقتصادية، لقد أثمرت خطط الملك عبدالعزيز في تحقيق نقلة حضارية لا نظير لها، نقلة أخذت أبعادا أمنية واقتصادية.
لقد كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله مؤمنا، وملهما، وفطنا وحكيما وشجاعا وصبورا، وكان قائدا مخلصا ومصلحا، كان طيب الله ثراه شخصية إنسانية فريدة تجسد البطولة والشجاعة والإقدام، تحوي كل معاني الخير متمسكة بدين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقد أهدى الأمة الإسلامية والعربية والجزيرة العربية استقرار وطمأنينة وأمنا وحضارة وقوة اقتصادية في هذه القارة المترامية الأطراف.
قال الكاتب الأمريكي جون جنتر في كتابه في داخل آسيا عام 1939م «عبدالعزيز آل سعود رجل ذوخلق قوي وإرادة نافذة استطاع بها أن يؤسس الوحدة والنظام في مملكته الواسعة التي لم يسبق لها أن عرفت السلام قط إلا في أيام حكمه، وهو أعظم شخصية في العالم العربي اليوم».
لقد نذر نفسه لتأمين الطمأنينة لهذه الأمة بعد فترة من التمزق والخوف وجمع أبناء هذه البلاد في وحدة شاملة، كان عبدالعزيز ذا قلب ممتلىء بالحب لأبناء شعبه والرعاية للجميع.
يقول المؤرخ الإنجليزي أرمسترونج في كتابه سيد بلاد العرب «كان عبدالعزيز كبير القلب ندي الكف جسورا لا يعرف الصبر عنده حدود، عليما بنفوس العرب، حكيما في معاملة القبائل».
علاقة الحاكم بالمحكوم في المملكة، علاقة فريدة متميزة، علاقة محبة وعطف ومودة، يتلمس أحوال الرعية، في عام 1372ه كان الداخل الى الحرم النبوي في المدينة المنورة يقرأ على باب المسجد البيان التالي:« من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود الى شعب الجزيرة العربية : على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلما وقع عليه، أن يتقدم إلينا بشكوى، وعلى من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا، وعلي كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا، ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي أو أهل بيتي، وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد الرعية عن تقديم شكواه مهما تكن قيمتها أو حاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها أننا سنوقع عليه العقاب الشديد، لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم أو استخلاص حق مظلوم، ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد».
وفي هذه المناسبة ينبغي أن نستشعر النعم التي تغمرنا ونبادر الى الشكر لله على النعم الوافرة والأمن الشامل والاستقرار الدائم والقيادة المؤمنة بربها وبمسؤوليتها تجاه شعبها وأمتها إنها مناسبة تتطلب منا الشكر لتدوم لنا النعم.
تحية لك يا وطن، عزك عزنا، وتحية لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وكل عام وأنتم والوطن بخير.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved