| اليوم الوطني
كانت الجزيرة العربية قبل ميلاد الدولة السعودية تعيش ضربا من الفوضى والتشتت والاختلاف والتناحر بين القبائل الشيء الذي أثر أثراً سالباً في تقدم تلك المنطقة وازدهارها رغم أنها أرض الحرمين الشريفين إلى أن كرمها الله بالقائد المؤسس الملك عبد العزيز الذي قام بتوحيد تلك المنطقة تحت اسم «الدولة السعودية» اطال الله عمرها مديداً.
ويعود الفضل في تأسيس المملكة العربية السعودية كما ذكرت آنفا وبحدودها الجغرافية الحالية إلى الملك عبد العزيز - يرحمه الله - ففي ظل التراجع والبعد عن مبادىء الاسلام والتفكك الذي ساد العالم الاسلامي آنذاك. قام «آل سعود» بمسؤولية الجهاد في سبيل الله ليعيدوا الناس إلى نبع الاسلام الصافي وليقيموا دولة التوحيد والايمان والعدل لتظل المملكة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن محط انظار المسلمين في شتى بقاع العالم، موقفاً وقيادة ومناصراً وأمناً وسلاماً.
ونحن في ذكرى اليوم الوطني للمملكة كان لا بد ان نعرج على شخصية مؤسس ذلك الكيان العظيم وبانيه جلالة الملك المغفور له الملك عبد العزيز - يرحمه الله - سيد الجزيرة العربية وفهد الصحراء كما اطلق عليه آنذاك فهو شخصية تتميز بالحكمة والعزم والعدل والكرم والحلم وقد جمع صفات متعددة من الايمان المطلق بالله والاعتماد في حياته كلها على الله والتوكل عليه كما قام - رحمه الله - بحفظ القرآن الكريم كاملا ودرس الاحكام الشرعية والفقهية وتوسع كثيراً في حفظ احاديث السنة النبوية الشريفة.. الشيء الذي مكَّنه من توحيد تلك القبائل المتناثرة وجمعها على كلمة التوحيد تحت ظل الشريعة الاسلامية السمحة. وتعد وحدة البلاد من اهم انجازات الملك عبد العزيز على مر التاريخ، فقد قال في احدى مقولاته «إنني أعمل جاهداً في سبيل إعلاء كلمة الدين وإحلال عقيدة السلف الصالح لذلك فإنني مسلم أحب جمع كلمة الاسلام والمسلمين وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين ويتحد شملهم ويعلو شأنهم» هذا جزء يسير وقطرة ماء من محيط سيرة الملك عبد العزيز - المغفور له بإذن الله.
ثم تواتر على المملكة أبناؤه البررة الذين أرسوا دعائم الدين الاسلامي في المنطقة والذين أرسوا قواعد وأسس ظلت نبراساً نستقي منه النور لتضيء لنا الطريق إلى الهدى والحق تحت مظلة الاسلام والعقيدة السمحة.
ثم أتى عهد خادم الحرمين الشريفين الذي في عهده اكتست البلاد بحلة زاهية من الحضارة والتقدم واستكملت فيها مشاريع التنمية التي تمثلت في النهضة العمرانية للمدن وانشاء شبكات الطرق والانفاق والاتصالات والتوسع في انشاء محطات التحلية والتطور الزراعي والثروة الحيوانية وكذا الثروة الصناعية الكبرى التي شهدتها البلاد في عهده والصناعات البتروكيميائية والصناعات الوسيطة والثانوية والتحويلية والتي أصبحت الآن أحد انجازات هذا العهد الميمون ويرجع الفضل في هذا إلى توفيق الله تعالى أولاً ثم تفهم حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أهمية الصناعة وأثرها في تنمية المجتمع ومساهمتها في تطور الانسان السعودي، وكذلك بدا واضحاً الاهتمام بالانسان السعودي صحياً وتعليمياً حيث تواتر فتح المستشفيات والمستوصفات وكذلك الكليات المتخصصة والجامعات وغيرها من الانجازات الضخمة التي نقلت المملكة العربية السعودية إلى القرن الواحد والعشرين.
وفي عهده أنجزت اكبر التوسعات في تاريخ الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خدمة لضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين جزاه الله عن كافة المسلمين خير الجزاء وجعلها الله في ميزان حسناته.
ومنذ ذلك العهد للملك عبد العزيز - يرحمه الله- بدأت المنطقة تشهد نوعاً من الاستقرار والأمن الذي هو اهم عنصر من عناصر التقدم والازدهار ومنذ ذلك التاريخ وجهود المملكة تتضاعف عاماً بعد عام للعناية بمواطنيها ومقيميها وزائريها قاصدي بيت الله الحرام أو الحرم المدني كما سار أبناؤه البررة على نفس النهج الذي أرساه لهم والدهم المؤسس وساروا كما كان يسير - حفظهم الله - فقد كان الانسان السعودي وطموحاته هو المحور الدائم الذي تتجه إليه جهود التنمية التي استهدفت بالاساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه اجتماعياً واقتصادياً والاطار الرحب لقيم العقيدة الاسلامية السمحة. وتجسد لغة الارقام والاحصائيات التي ترونها اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني بذل ما يمكن للوطن والمواطن.
وتعتز المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين وبيت الله الحرام في مكة المكرمة قبلة اكثر من ألف ومائتي مليون مسلم في العالم والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة واتم التسليم هادي هذه الأمة وقائدها.
تعتز المملكة بخدمة قاصديها من الحجاج والمعتمرين وتلقي على عاتق حكومة خادم الحرمين الشريفين مسؤولية خدمة الاسلام والمسلمين في العالم، والحفاظ على الاستقرار وهو ما كان ولا يزال تسير عليه المملكة لاهتمامها الكبير بأوضاع المسلمين، في العالم والتزامها الكامل بشرع الله الشيء الذي مكَّنها من قيادة العالم الاسلامي. ونحن في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وما آلت إليه من تقدم وازدهار لنقف وقفة تأمل وترو وإجلال ونترحم على مؤسس هذا الكيان الاعظم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود رحمه الله وأبناءه البررة، ونشدُّ على يد مليكنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والحكومة الرشيدة مهنئين لهم بهذه المناسبة العظيمة، متمنين من الله القدير حفظ هذه الامة ملكاً وحكومة وشعباً وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم. والحمد لله.
* مستشار صناعي
|
|
|
|
|