يا أيُّها الوطن الأغرُّ الأصبح

ماذا سواك من المواطن يُمدحُ

من بعد مدح الله في قرآنه

لك إذ بك البيت العتيق الأفيح

تَهْوي القلوب إليك والهةً فما

مِنْ مسلمٍ إلا لزوْركَ يطمح

تأتي وفودهم لأرضك خُشَّعاً

وصدورهم عند التقائك تُشرح

وتكاد تسبقهم إليك خُطاهمُ

شوقاً فإن وصلوا فدمعٌ يُسفح

قد قدَّموك هوىً على أوطانهم

هذي حناجرهم بمدحك تصدح

هذا عطاء الله فلتهنأ به

والله يعطي من يشاء ويمنح

يا موطن الأمجاد حسبك رفعةً

أن الدُّنا من بحر جودك تمنح

قد عمَّ خيرك كل وادٍ فارتوى

ومشيت بين بني العمومة تُصلِحُ

وحملت همَّ المسلمين جميعهم

تأسى لمجروح إذا هو يُجرح

وإغاثة الملهوف فيك سجيّةٌ

فلأنت أول من لهمٍّ يمسح

وإذا أتتك من الجهول إساءة

غلبتك أخلاقُ الكرامِ فتصفح

ولقد حباك الله جَلَّ جلاله

مَلِكاً له قلبٌ بحبك ينضح

يا موطن العِزِّ القديم تحية

أيدي بنيك بها إليك تُلوِّح

في يومك الوطني يغمرنا سنا

ذكرى بها يُمسي الفخار ويُصبح

ويردد الشعب السعيد بيومه

هذا أناشيد السرور ويفرح

وتشارك الأشياء أجمعُ موطني

أفراحَه فحُبُورها لا يبرح

فالأرض جَذْلَى والسماء تزيَّنت

والدوح يَبْسُمُ والزهور تفتَّحُ

يومٌ به الأمجاد يُبْعثُ نشرها

ممتَّدةً والطرف فيها يسرح

نستلهمُ الذكرى لأيام خلت

عبدالعزيز بها يُشيد ويفتح

ويواصل البطل الغضنفر جهده

وجهاده بعزيمة لا تُكْبَحُ

حتى أتمَّ بناء موطنه الذي

بالوحدة الكبرى يقوم وينجح

فإذا به وطنٌ عزيزٌ شامخٌ

متمسكٌ بالحق لا يتزحزح

ربَّى بنيه على الفضيلة مسلكاً

فإذا همُ بين الشباب الأصلحُ

خاضوا غمار حياتهم وسلاحُهم

العلم والإيمان حين تسلَّحوا

ترنو لهم كلُّ العيون فخورةً

وتشير معجبةً لهم وتسبِّح

يا أيُّها الوطنُ الذي من كاده

أو نال منه فإنه لا يفلح

حفظاً من الرحمن للوطن الذي

فيه المقام وحوله المُتَمَسَّحُ

سمقت بك الجُلَّى إلى عليائها

فمضيت في فَلَكِ المفاخر تسبح

هل أنت إلا للحضارة موئلٌ؟

هل أنت إلا للبطولة مسرح؟

يا موطني ما غِبْتُ عنك هنيهةً

إلا ومن وَلَهي أتيتك أجمحُ

لك في سويداء الفؤاد مكانةٌ

مرموقةٌ عنها بشعري أُفصِحُ