| الريـاضيـة
* متابعة سالم الدبيبي:
واصلت مباريات التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم عن قارة آسيا جريانها نحو الافضاء عن صاحبي النصيب في كسب بطاقتي التأهل إلى اليابان وكوريا «2002».. ولم تتشابه المواقع بعد نهاية الجولة الأولى من المرحلة الثانية مع نظيرتها في قسم التصفية الأول حيث تمكن المنتخب السعودي من كسر الحاجز النفسي والعودة إلى طبيعته المعهودة في قيادة القافلة المتجهة إلى نهاية التصفيات ووضع الأخضر نقطة على السطر وهو يستعد لكتابة البقية من حكاية الابداع الجديدة.. في المجموعة الثانية وبغياب الصين أثمرت الصحوة العربية عن تجديد الآمال التي تضاءلت مع نهاية مرحلة الذهاب ولازالت الصعوبة تكتنف المشوار العربي القادم الذي يحتم اخراج الخسارة من قائمة الاحتمالات المطروحة..
أحذر مخالب الصقور!!
أكد نجوم الأخضر أصالة المعدن الذي شكل قاعدة ينطلق منها حضور الرجال السعوديين في كافة المحافل والميادين الدولية.. كبوة البداية مسحتها من الذاكرة سطوة المنتصف بانتظار أن يكتمل مسلسل تساقط الفرائس أمام انقضاض صقورنا الخضر والذي يجسد حقيقة أن ما كسبه الآخرون جاء في خضم استراحة المحارب الذي نهض ليزيح الجميع من أمامه ويتخذ موقعه اللائق على رأس القمة التي لا يتسع مجالها سوى لواحد.
نصيب الأشقاء البحرينيين وضعهم بطريق المنتخب السعودي في ثالث مبارياتهم بعد الصحوة التي ذهب ضحيتها العراق وتايلند واشتد ساعدها الجمعة الماضي بالمنامة وكاد النجوم الخضر أن يخلفوا وراءهم نتيجة يصعب احتواؤها لولا وقف النار من طرف واحد الذي أقره ونفذه الصقور بعد رباعية هزت القلوب العاشقة قبل أن تهتز لها شباك البحرين..
لمسات جوهرية
قصر النظر تجاه الكادر التدريبي الوطني يدفعنا دائماً لاستعمال عبارات لوصف النجاح الذي يتحقق بأياد وطنية مثل الإلمام بالناحية النفسية الخاصة باللاعب السعودي أو العربي عموماً وأن تحقيق النجاح يعود إلى الروح المعنوية العالية التي سادت مجموعة الفريق بفعل التغيير قياساً للوضع السابق المحبط.
ونتغاضى تسوقنا ثقتنا المفرطة بالأجنبي عن تلمس الجوانب الفنية المحدثة على الفريق والتي قد تغير الكثير من العطاءات إلى الأفضل وهو المعيار المفترض أن يقيس قدرات المدرب الوطني على غرار التعاطي مع الأجهزة الفنية الأجنبية.
وناصر الجوهر أكد بنفس الأسلوب في مناسبتين أنه يملك الخبرة والحنكة اللازمتين لقيادة المنتخب السعودي أو أي فريق آخر مهما كانت الصعوبة التي تحيط نوعية المشاركة.. ففي بيروت وبعد أن خلف المدرب التشيكي ماتشالا بأوضاع مزرية فنياً لم يأت الانتشال بسرعة لكي يعلل بالناحية المعنوية فقط مع عدم اغفالها فالتطور الفني جاء تدريجياً إلى أن بلغ ذروته في آخر المشوار ولن نتناول جزئيات التغيير التكتيكي والعناصري حين ذاك رغم أنها لا تغيب عن الذاكرة.. لكننا سنحاول في عجالة التطرق لما أحدثه الجوهر بعد رحيل سلوبدان فالتصاعد المتدرج تكرر أيضاً هذه المرة ثم التغيير المحدث من قبل مدربنا الوطني على خارطة التشكيل سواءً في بنائه «أعاد سامي الجابر» لخط الوسط وأضاف بضم «سعد الدوسري» من جديد وقد كان دوره بارزاً في لقاءي تايلند والبحرين واعتمد على «الواكد» في منطقة المحور وأصر على بقاء «ماطر» في موقع الارتكاز المساند وهو المركز القديم للاعب الذي يجيد بناء الهجمات من الخلف عن طريق العمق الدفاعي للفريق الخصم مما أعاد ملامح مستواه بشكل متصاعد ولم تنقصه الجرأة في ابعاد أحد أعمدة الدفاع «محمد الخليوي» بعد أن تأكد من تراجع مستواه والاتكال على الرائع جداً «أحمد خليل» ونفس الكلام ينطبق على «محمد نور» الذي وضع أكثر من علامة استفهام حول مستواه!!.. اضافة إلى ناحية خاصة تتعلق بالناحية النفسية مع عدم اغفال الجوانب الفنية لها بالابقاء على المتألق «محمد الخوجلي» بعد عودة زميله «محمد الدعيع» الذي يدرك الجميع مدى أهمية تواجده.. ولكن من الصعب اخراج «الخوجلي» وهو إحدى الدعائم التي ارتكزت عليها نتائج الفريق مما سيؤدي إلى احباطه وقتل روح التحدي لديه.. أيضاً لا يمكن اغفال التأثير الذي قد تكون الاصابة خلفته بمستوى الدعيع بشكل مؤقت وحاجته إلى تأهيل متدرج لا تمنحه المباريات الرسمية والهامة.. هذه براهين على قدرات مدربنا الكبير يشاهدها ويلمسها المتابع العادي بعيداً عن الدخول في نواح تكتيكية توظيفية بحاجة إلى الكثير من الشرح بالتطرق الشامل لما هية الفريق.. ويبقى أن نتمنى التوفيق للمنتخب في مبارياته القادمة وهو ما سيجير لأبناء الوطن كافة مسؤولين وإداريين ولاعبين وجهازاً فنياً نصر على اقتداره.
قائد السرب
قبل بداية الشوط الثاني الاستثنائي أمام تايلند أتت شاشة التلفزيون بقائد المنتخب سامي الجابر وهو يصرخ بزملائه يستحثهم ويستنهض حماسهم بعد شوط أول «غريب» ولم يكن المتوقع أن تنعكس مجريات المباراة بهذا الحجم الكبير عندها أدركنا بأن هناك شيئاً قد حدث في استراحة ما بين الشوطين ينقله سامي بصورة تلقائية تنسجم مع شخصيته المقاتلة والتي ترفض الخسارة ولو كانت بوادرها بادية بوضوح.. ثم سجل الجابر واستغل ذلك الهدف بإيقاد روح زملائه عن طريق تصرفاته في التعبير عن الفرح وتلا ذلك السيناريو المعروف.
هذا من الناحية الشخصية التي خولته لحمل شارة القيادة أما من الجانب الفني فباعتقادنا أن مدربه الجوهر أكثر المدركين لاثارته بالشكل الذي جاء رائعاً ومجسداً احدى الركائز التي قامت بها المنهجية التكتيكية التي قرأت جيداً امكانيات اللاعبين ووظفتها بالشكل المناسب الذي أعاد الملامح الأدائية للمنتخب الأبرز على الساحة القارية.
عبيد يرتقي إلى صدارة اللائحة
رفع مهاجم منتخبنا الوطني عبيد الدوسري رصيده التهديفي إلى «4» أهداف باستغلاله الماكر للفرصة التي صنعتها اتكالية المدافع البحريني وحارس مرماه وهو الهدف الثاني لعبيد في مرمى البحرين الذي كان قد احتضن هدف المنتخب السعودي الأول في التصفيات من قدم الدوسري نفسه في لقاء الذهاب.. كما سجل عبيد هدف الفوز للمنتخب في مرمى العراق وأحد الأهداف الثلاثة في شباك تايلند.. وانضم عبدالله الواكد بهدفه «السينمائي» في المرمى البحريني إلى قائمة الهدافين السعوديين المقتصرة على أربعة لاعبين اضافة إلى عبيد وسامي الجابر وعبدالله الشيحان بهدفين لكل منهما.
جاء علي دائي «إيران» وعماد محمد «العراق» وجعفر أريسميتوف وقاسيموف «أوزبكستان» خلف عبيد ب«3» أهداف.
مواجهة الكبار
ستحظى مباراة قمة المجموعة الأولى التي ستجمع منتخبنا الوطني ونظيره الإيراني بنصيب الأسد من الأنظار المتابعة نظراً لحساسية الموقف الذي يسبقها والذي جعل منها أقرب إلى حسم فرصة التأهل بعد اقتراب التصفية من نهاية المشوار وقياساً على ما تبقى للفريقين بعد المواجهة.. المنتخب السعودي حقق السقف الأعلى «9» نقاط المتاح له في آخر ثلاث مباريات والتي أعقبت خسارته أمام إيران في مواجهة الذهاب بطهران.. بينما خسر الفريق الإيراني بالتعادل على أرضه أمام البحرين في آخر جولات المرحلة الأولى الأمر الذي فرمل انطلاقته وتوقف على «8» نقاط دون أن يتعرض لخسارة حتى الآن.. ويجب أن يؤخذ بالاعتبار تقدم المنتخب السعودي بفارق نقطتين على إيران ناقص مباراة ملعوبة وعليه يتوجب أن يخرج أحد الفريقين بالنقاط الثلاث للوصول إلى نسبة ترشيحية كبيرة تضعه على مشارف المونديال.
المنتخب البحريني الذي تلقى أولى خسائره بشكل موجع وقاصم لآماله الطرية بحاجة أن يعالج آثارها سريعاً للحاق بركب المنافسة حتى لو كان الهدف الممكن المركز الثاني وسيلعب البحرين في بغداد أمام العراق الذي أصبح منطقياً خارج دائرة الترشيح مع تايلند التي حققت تعادلها الثالث بعرقلتها للعراق ويخلو جدولها هذا الأسبوع من المباريات.
صحوة عربية بغياب الصين
عوض المنتخب القطري تعادله على أرضه مع عمان باكتساحها في معاقلها «3/0» ليؤكد تقلب المستويات والنتائج لهذه المجموعة ونجح البرازيلي كامبوس في مهمته الأولى مع العنابي وهو الذي خلف البوسني جمال هاجي ويحتاج المنتخب القطري مواصلة المشوار بنفس النسق وتخطي مباراته القادمة على أرضه أمام أوزبكستان التي ابتعدت مؤقتاً عن المنافسة اثر تلقيها الخسارة الثالثة اجمالاً والثانية أمام المنتخب الإماراتي الذي رسم الحيرة حول مسيرته المتعرجة التي ما أن تصعد حتى تعود للانخفاض.. وينتظر الأبيض مهمة شاقة تتعلق بمصير المجموعة ككل وذلك حينما يلتقي الصين في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وهي الفرصة الأخيرة التي ربما بضياعها يعلن رسمياً عن تأهل الصين الأكثر ثباتاً من بين فرق المجموعة الثانية.
|
|
|
|
|